الدكتورة مجد أبو عيش.. تكتب.. «أبناء الفنانين .. التوريث نعمة أم نقمة»
الفن مسئولية، والموهبة منحة من الله، والأسرة الفنية والوضع الاجتماعي والوسط الفني له تأثير على الفنان، ولكن يبقى السؤال متى يكون نعمة؟ ومتى يكون نقمة؟
إن وضع ابن الفنان فى بدايته أصعب كثيرًا من فنان آخر على بداية الطريق يحمل مسئوليته وموهبته، أما ابن الفنان فى بدايته فهو يحمل بالإضافة إلى ماسبق (المسئولية والموهبة) تاريخ والده الفنان، وإما أن يكون قادرًا على الصعود به أو يكون هذا التاريخ أكبر منه فيأخذه ويسقط به وفى هذه الحالة يكون نقمة.
حيث إن ابن الفنان هنا يكون دخل المجال الفني بشبه موهبة أو موهبة منعدمة مع كثير من العلاقات الاجتماعية الفنية وقليل من الخبرات الفنية الموروثة من الأب الفنان بالإضافة إلى قليل من الغرور وكثير من حب الظهور والأضواء والشهرة ثم انعدام أو ضعف فى قبول ومحبة الجمهور له، وهنا يكون السقوط.
أما الحالة الثانية من أبناء الفنانين فيكون فيها الابن قادرًا على الصعود بهذا التاريخ الكبير والعظيم، لأنه عرف قدر نفسه وموهبته وأثقلها واجتهد في تنمية معلوماته ومهاراته مع خبراته التى اكتسبها من والده ومن الوسط الفني.
فتكون بدايته مع أول عمل يقوم به سواء تمثيل أو إخراج أو أى مجال فني آخر، تكون مبشرة وثابتة وقوية ولدينا في الوسط الفني العديد والعديد من أبناء الفنانين الذين أثبتوا موهبتهم مع أول عمل فني وشقوا طريقهم بالعلم والدراسة والخبرة والعلاقات الجيدة فلقد احبوا الفن فى جوهره وأدركوا أن أساس النجاح هو محبة الجمهور والاحترام المتبادل
ولدينا نماذج عديدة على ذلك منها على سبيل المثال وليس الحصر فهؤلاء بعض من كل: فى مجال الإخراج شادي يحيى الفخراني وأول إخراج له المسلسل التلفزيوني "الخواجة عبدالقادر"، مروان وحيد حامد وأول إخراج له فيلم "عمارة يعقوبيان".
وفي التأليف عمرو محمود ياسين والمسلسل التليفزيوني "نصيبى وقسمتك"، وفي الغناء علي الحجار، وفي التمثيل حنان كرم مطاوع التي تدهشنا بموهبتها في جميع أعمالها، وابتهال سامح الصريطي التي شاهدناها في المسلسل التليفزيوني "سابع جار"، وتيام مصطفى قمر الذي ظهر في المسلسل التليفزيوني "أهو ده اللى صار"، وجميلة عوض التي طلت علينا للمرة الأولى في المسلسل التليفزيوني "تحت السيطرة" حيث تنطبق عليهم جميعًا مقولة "ولد عملاقًا".
ولا يمكن أن ننسى بالتأكيد منة شلبي التي طورت موهبتها حتى وصلت بها عنان السماء واستحقت أن تكون أول فنانة مصرية وعربية تدخل في سبتمبر ٢٠٢١ القائمة القصيرة للمرشحات لجائزة إيمي الدولية -التي تقدمها الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التليفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضاهي جوائز الأوسكار لكن في الإنتاج التليفزيوني- عن فئة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل "في كل أسبوع يوم جمعة".
كاتب المقال الدكتورة مجد إبراهيم محمد أبو عيش