هل يجب إضافة اليود إلى الملح لفوائده للأم وزيادة معدل ذكاء الأطفال؟
هل يجب إضافة اليود إلى الملح لزيادة معدل ذكاء الأطفال وخاصة بعد إضافة حمض الفوليك أخيرًا إلى الدقيق؟
وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يزعم الخبراء الآن، إن اليود مهم جدا بسبب فوائده للأم والطفل، حيث يمكن لخلل الغدة الدرقية في بداية الحمل أن يوقف نمو دماغ الجنين، ومع تبني المزيد من الأشخاص لنظام غذائي نباتي في المملكة المتحدة، تزداد المشكلة سوءًا.
ووفقا لصحيفة "ديلى ميل"، دعا الخبراء إلى "استراتيجيات تصحيحية عاجلة" مثل إضافة اليود إلى الملح، يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية بتدعيم كل الملح المستخدم في تصنيع الأغذية، كما تمثل خطة الحكومة لإضافة حمض الفوليك إلى أكياس الطحين نهاية ناجحة لحملة مدتها 25 عامًا من قبل خبراء التغذية، تعتبر المغذيات ضرورية أثناء الحمل لمنع التشوهات الخلقية، وستجعل هذه الخطوة بريطانيا متماشية مع 100 دولة أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "ديلى ميل"، لا تحصل واحدة من كل 5 شابات على كميات كافية من حمض الفوليك في نظامها الغذائي، والذي يوجد في الخضروات الورقية الخضراء ويمنع الحالات التي قد تهدد الحياة في الدماغ والحبل الشوكي عند الأطفال حديثي الولادة، حيث إنه من المتوقع أن تمنع إضافته إلى الدقيق - وبالتالي النطاق الهائل من الأطعمة التي تستخدمه، مثل الخبز - مئات الحالات سنويًا.
لكن في حين رحب الخبراء بالخطوة التي اتخذتها الحكومة، فإنهم يقولون أيضًا إنها ليست سوى جزء من الحل للوقاية من العيوب الخلقية لآلاف الأطفال كل عام.
يدعو النشطاء الآن إلى إضافة اليود إلى المواد الغذائية، وخاصة الملح، بدعوى أن المغذيات مهمة لكل من الأم والطفل مثل حمض الفوليك، إن لم يكن أكثر من ذلك.
وقال الموقع، يعتبر اليود معدن ذو لون أسود متوفر بكثرة في الأسماك والحليب والبيض والأعشاب البحرية بشكل كبير، إنه ضروري لنمو الغدة الدرقية والحفاظ عليها، وهي عضو على شكل فراشة في الرقبة يتحكم في مجموعة من الوظائف الأساسية، بما في ذلك المساعدة في تحويل الطعام إلى طاقة والحفاظ على درجة حرارة الجسم، عند البالغين، يؤدي نقص اليود إلى توقف عمل الغدة الدرقية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وارتفاع درجات حرارة الجسم ومشاكل أخرى، لكن الأكثر خطورة هي الآثار المترتبة على الأطفال الذين لم يولدوا بعد، يمكن لخلل الغدة الدرقية لدى الأم في بداية الحمل أن يوقف نمو دماغ الجنين، مما يزيد من مخاطر اضطرابات التعلم والسلوك في وقت لاحق من الحياة، وفي الحالات الشديدة، ولادة الجنين ميتًا.
وأضاف الموقع، تظهر الدراسات طويلة المدى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانون من انخفاض مستويات اليود، يقل معدل ذكاءهم عن أقرانهم بمقدار نقطتين في المتوسط عندما يصلون إلى مرحلة الطفولة الأكبر، في حين أن ما يقرب من 20 % من النساء الأمهات يعانين من نقص في حمض الفوليك - الشكل الطبيعي لفيتامين B9، وحمض الفوليك هو المكمل الصناعي - يفشل ضعف عدد النساء في الحصول على اليود الكافي من نظامهن الغذائي.
وفقًا لجمعية الحمية البريطانية، يحتاج الشخص البالغ العادي إلى ما يقرب من 150 ميكروجرامًا من المعدن يوميًا - الكمية الموجودة في كوبين كبيرين من الحليب - بينما تحتاج النساء الحوامل أو المرضعات إلى 200 ميكروجرام، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يتبنون نظامًا غذائيًا نباتيًا، تزداد المشكلة سوءًا.
وقالت الصحيفة، تضاعف عدد البريطانيين الذين تخلوا عن اللحوم ومنتجات الألبان، وكلاهما من المصادر الرئيسية لليود 4 مرات بين عامي 2014 و2019، في المملكة المتحدة في عام 2016، وجدت جمعية النباتيين أن ضعف عدد النساء كن نباتات مقارنة بالرجال، بينما في الولايات المتحدة، 79٪ النباتيون من الإناث.
في العام الماضي، وجدت دراسة ألمانية صغيرة شملت 36 بالغًا نباتيًا أن ثلثهم يحتوي على مستويات من اليود تعتبر شديدة النقص.
في نهاية عام 2019، نشرت مجموعة من الخبراء من مستشفى جامعة كرويدون في لندن ومؤسسة الغدة الدرقية البريطانية تقريرًا في مجلة لانسيت الطبية يدعو إلى "استراتيجيات تصحيحية عاجلة"، بما في ذلك إضافة اليود إلى الملح، حيث يتماشى هذا مع توصيات منظمة الصحة العالمية لإضافته لكل الملح المستخدم، حيث إن وضعه في مكون مشترك من شأنه أن يعزز المستويات "عن طريق التخفي".
يقترح الخبراء، إن اضافته إلى الملح قد يقلل أيضًا من خطر تناول جرعات زائدة عن غير قصد من المعدن، حيث لن تضطر النساء إلى الاعتماد على المكملات، لاحظت العديد من البلدان على مدار العقدين الماضيين، أن معظم منتجات الملح تحتوي على اليود.
أوضحت الدكتورة سارة باث، أخصائية التغذية والباحثة في نقص اليود في جامعة ساري: "اليود لا يغير طعم الملح، وهذا هو سبب اختيار البلدان الأخرى لإضافة المعدن إليه"، موضحة إنه "منذ عام 2009 ، استخدمت أستراليا ونيوزيلندا الملح المعالج باليود في عدد كبير من منتجات الخبز، وعززت تناول اليود في فترة زمنية قصيرة نسبيًا دون أن يدرك المستهلكون ذلك، وفي الصين، تم معالجة 97 % من الملح باليود منذ أوائل التسعينيات، منذ ذلك الحين، شهدت الصين تحسنًا كبيرًا في التطور المعرفي للأطفال، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
أضافت الصحيفة، إنه في عام 2017 حللت الدكتورة سارة باث، وزملاؤها 47 بديلًا للحليب، بما في ذلك حليب الصويا والشوفان والأرز، ووجدوا أن 3 منها فقط مدعمة باليود، يحتوي معظمها على أقل من 2% من اليود في حليب البقر.
أوضحت الدكتورة سارة باث: "اعتقدنا دائمًا أن لدينا ما يكفي من اليود في وجباتنا الغذائية، ولكن هناك أدلة متزايدة على أن بعضها قد يكون ناقصًا" موضحة، إنه مع تغيير الأنماط الغذائية، نحتاج إلى التكيف والتأكد من وجود مصادر لليود للجميع."