منظومة ”التوكاتسو” تثير الجدل بين خبراء التعليم
انقسم خبراء التعليم بين مؤيد ومعارض حول منظومة "التوكاتسو" التي قررتها وزارة التربية والتعليم لدراستها بين تلاميذ المدارس.
الفريق المؤيد يري أنها منظومة جيدة تساعد علي زيادة مستوي الابتكار عن التلاميذ واشترط هذا الفريق ضرورة قناعة المعلمين وأولياء الأمور لنجاح تطبيقها.
أما الفريق الآخر فيري صعوبة نجاحها لاحتياجها فصول ودراسة مستقرة ومعلمين متخصصين ورأوا ضبابية المشهد في ظل وجود كورونا.
المؤيدون: قناعة المعلمين وأولياء الأمور ستساعد علي تطبيقها
قال د.رضا مسعد رئيس قطاع التعليم السابق بالوزارة: منظومة توكاتسو هي منظومة تتعلق بمجموعة من الأنشطة التي تهتم بتنمية القيم والأخلاقيات لدي التلاميذ مثل قيمة النظافة. والأخلاقيات مثل احترام الآخرين. فهذه المنظومة موجودة في المدارس اليابانية منذ عشرات السنين والتلميذ الياباني هو تلميذ يهتم بنظافة فصله ومنزله وشارعه. وفي ذات الوقت هذا التلميذ يحترم زميله ومعلمه وأيضا يحترم كبار السن في مختلف وسائل المواصلات.
أشار د.رضا مسعد إلي أن الطالب يتعلم هذه القيم من خلال أنشطة التوكاتسو في الصغر. فهذا النظام تم تطبيقه من قبل في المدارس. حيث ان المدارس من قبل لها وظيفتين هما التربية والتعليم منذ نحو 40 عاماً في هذه الفترة وظيفة التربية تراجعت في المدارس وظلت وظيفة التعليم لفترة من السنوات لأكثر من 20 عاما ثم بعد ذلك خرجت وظيفة التعليم إلي سناتر الدروس الخصوصية.
أضاف د.مسعد أن كل ما تسعي إليه عن طريق التوكاتسو أن تعيد الوظيفة التربوية للمدارس وليست الوظيفة التعليمية للمناهج والامتحانات ونحن في حاجة لإعادة القيم والأخلاق للمدارس المصرية لكي يتعلمها الطلاب كما هو الحال في المدارس اليابانية في مصر.
أشار د.مسعد إلي أن الدولة ارتقت بتعليم الطلاب التوكاتسو في المدارس الحكومية. فهي تعبر عن أنشطة يتعلم من خلالها الطلاب كيفية الاعتماد علي أنفسهم وكيفية احترام الغير وتنظيف مدارسهم وفصولهم بأنفسهم وأيضا يتعاون كلا من المعلم وأولياء الأمور في مساعدة الطالب بالقيام بأعمال النظافة داخل المدرسة.
نوه د.مسعد إلي أن أولياء الأمور في اليابان يحصلون علي 20 ساعة سنوياً للاشتراك مع أبنائهم والمعلمين في تنظيف المدرسة. فالتوكاتسو تعتبر سلوكيات مثل السلوكيات الأبوية نعلم أبنائنا عليها. فهي تعد فكرة رائعة لإدخالها في المدارس الحكومية لتعويض غياب الدور التربوي للمدرسة الذي اختفي لسنوات طويلة وتؤهل أن يكون هناك برنامج جيد لتفعيل هذه المنظومة ونتمني أن يكون لدي المعلمين وأولياء الأمور قناعة بأهميتها إلي جانب وضع درجات للطالب مقابل الالتزام بها وهذا سيساعد علي تغيير شكل التلميذ داخل المدرسة.
المعارضون: تحتاج دراسة مستقرة.. ومعلمين متخصصين
يري د.كمال مغيث خبير تربوي أن مدارسنا غير مؤهلة لهذه المنظومة لأنها عبارة عن مجموعة من الأنشطة داخل أو خارج الفصل وهذه الأنشطة موجودة ومتاحة والطلاب يعملوا علي تنفيذها داخل المدرسة.. علي سبيل المثال قيام الطلاب بعملية تشجير المدرسة أو عملية إجراء انتخابات داخل الفصل. كل هذه الأنشطة معروفة في المدارس المصرية منذ قرن من الزمن.
أوضح د.مغيث أن التوكاتسو تحتاج إلي دراسة وفصول مستقرة ومعلمين متخصصين مسئولين عن هذه الأنشطة وكل هذه الاحتياجات غير متوفرة الآن. والسبب يكمن في ظهور جائحة كورونا. حيث لا أحد يعلم هل ستنتظم العملية التعليمية أم لا.
أشارت د.صفاء سيد محمود أستاذ ورئيس قسم تكنولوجيا التعليم بجامعة عين شمس إلي أن مدارسنا مؤهلة لهذا النظام. فالمدارس اليابانية لا تعتمد علي الحفظ أو التلقين أو التدريس والامتحانات فقط. بل تعتمد علي الأنشطةج الصيفية مثل الرياضة كرة اليد أو غيرها أو ألعاب التشغيل الموسيقي.
ترفع مستوي الإبداع والابتكار عند التلاميذ
أوضحت د.صفاء سيد أن الطلاب بمصر غير مؤهلين لهذه المنظومة وفي أمس الحاجة للتدريب أو التأهيل لكي يصبح الطالب مجتهداً في جميع الأنشطة داخل المدرسة. فهذه الأنشطة تساعد الطلاب علي الإبداع والابتكار والهدف الأساسي أن يكتسب الطالب المواهب الجديدة منها.
نوهت د.صفاء سيد إلي ضرورة تعاون وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لكي تتحقق رغبات الطالب لرفع الأعباء عن ولي الأمر.
بالإضافة إلي ضرورة استعداد الجامعات الأهلية أو التكنولوجية أو الحكومية في توفير الفرص للطلاب من خلال السفر إلي الصين والتعلم عن بُعد لأن هذا جزء من المدارس اليابانية التي يتعامل معها بالإضافة إلي مهارات القرن الـ 21.
حيث يتم تدريب الشباب علي المهارات المختلفة سواء الحاسب الآلي أو مهارات تكنولوجيا التعليم والثقة بالنفس ومهارات التواصل وبناء العلاقات الايجابية مع الزملاء ومكافحة الغش وتحمل المسئولية والأنشطة الاجتماعية وتنمية الشخصية المتوازنة لجميع تلاميذ المدرسة وتعميم المنظومة علي جميع مدارس الجمهورية.
إلي جانب ضرورة قيام الوزير بمتابعة الأنشطة لكي يتم التغيير من سلوكيات وقيم واتجاهات الطفل لكي ينخرط الشاب في أنشطة التعليم في الممارسة التعليمية. مع ضرورة التوازن بين الجانب العلمي والجانب النشاطي.
أكد د.محمد عبدالرازق مدرس مناهج وطرق تعليم العلوم والتكنولوجيا بجامعة حلوان أن المدارس بمصر مؤهلة لهذا النظام. فالتوكاتسو يعمل علي الامكانيات المتاحة في أي مدرسة ويعني أيضا إدارة النظم البشرية داخل المدرسة.
نوه د.عبدالرازق إلي أن التوكاتسو يحتاج إلي تضافر المواد الدراسية بالمعلمين في إنتاج بعض الآليات والأجهزة التي تسهل عملية هذه الإدارة لإنجاح هذا المشروع.