نائب وزير الخارجية الأسبق: الكونغو تسعى لاستغلال المتغيرات الدولية لإطلاق مفاوضات بشأن السد الإثيوبي
قال السفير علي حفني نائب وزير الخارجية الأسبق، للشئون الإفريقية، إن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لمبعوث الرئيس الكونغولي لمصر يأتي في سياق مساعي دولة الكونغو لإطلاق جولة مفاوضات جديدة بشأن أزمة السد الإثيوبي.
وأوضح حفني أن الكونغو تحاول استغلال التغيرات الدولية والإقليمية المتعلقة بأزمة السد الإثيوبي لإطلاق جولة مفاوضات جديدة لإحداث اختراق في تلك الأزمة والوصل لصياغات مقبولة بين الدول الثلاث المعنية بالأزمة وهي مصر والسودان وإثيوبيا.
ولفت نائب وزير الخارجية الأسبق، إلى أن من أهم التغيرات المؤثرة على أزمة السد الإثيوبي بيان مجلس الأمن الدولي والذي دعا لجولة جديدة للمفاوضات في إطار زمني محدد تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وأضاف: "بيان مجلس الأمن الدولي حمل الدول الثلاث المعنية بالأزمة إلى جانب الاتحاد الإفريقي مسئوليات بشأن ضرورة إطلاق جولة جادة من المفاوضات للوصول لتسوية لتلك الأزمة".
وتابع: "في ظل تلك المتغيرات الكبيرة تقوم الكونغو بالتواصل مع الدول الثلاث المعنية بالأزمة إلى جانب المراقبين الثلاثة وهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وذلك لتهيئة الأجواء للوصول لتسوية وحل لتلك الأزمة التي من شأنها التأثير على الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي".
ولفت حفني إلى أن من بين المتغيرات الدولية أيضا الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الجانب الإثيوبي للشروع في جولة مفاوضات جادة للوصول إلى اتفاق ملزم وحلول مرضية للدول الثلاث، مشددا على أن تلك الضغوط تتزايد مع الوقت.
وأشار نائب وزير الخارجية الأسبق، إلى أن هناك أيضا ضغطا فنيا كبيرا متعلقا بالدراسات التي صدرت حول آمان السد والتي شاركت فيها شخصيات دولية هامة أمريكية ومصرية وغيرها، موضحا أن لتلك الدراسات تأثير كبير على فضح الممارسات الإثيوبية والعناد الإثيوبي وكذلك البرهنة على المخاوف المصرية والسودانية في هذا السياق.
وذكر حفني أن من بين التغيرات المؤثرة التي من شأنها التأثير على مسار أزمة السد الإثيوبي الأوضاع السياسية الداخلية المتعلقة بإثيوبيا والحرب الأهلية بين الحكومة الفيدرالية وإقليم التيجراي، منوها إلى أن حكومة أديس أبابا تواجه ضغوطا داخلية وخارجية وإقليمية بشأن استمرار تلك الحرب والتي وصلت إلى حد وصف البعض بأنها إبادة جماعية من الحكومة الفيدرالية برئاسة أبي أحمد تجاه عرقية إقليم التيجراي.
واختتم حفني تصريحاته بالقول: "العلاقات المصرية الكونغولية المتميزة وخطوط التواصل المفتوحة بين الرئيس السيسي ونظيره الكونغولي أوجدت رغبة صادقة لدى الكونغو في إطلاق جولة مفاوضات جديدة تنتهي بحلول حقيقية واتفاق ملزم بشأن أزمة السد الإثيوبي".