في ثاني أيامه.. قصة قاتل ”العطر” في مهرجان مسرح الهواة ببورسعيد
في ثاني أيام مهرجان مسرح الهواة بالجمعيات الثقافية في دورته الـ18 (دورة “ملك الجمل.. خالتى بمبة”) برئاسة الشاعر مسعود شومان، والذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، من خلال الإدارة المركزية للشؤون الثقافية برئاسة الدكتور هاني كمال، بفرع ثقافة بورسعيد بإقليم القناة وسيناء الثقافي برئاسة الكاتب محمد نبيل، والذي يقام على مسرح قصر ثقافة بورسعيد فى الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر الجاري، تم تقديم العرض المسرحى "قصة قاتل (العطر)" تأليف باتريك زوسكنيد، إخراج نور عفيفي، للجمعية المصرية لهواة المسرح، يتمثل العمل فى رؤية معاصرة لرواية باتريك زوسكند "العطر" حيث يبحث غرنوى صانع العطور عن ذاته من بحثه عن رائحته، وسعيه لمعرفة سر العطر الأبدى، وفى اثناء ذلك يرتكب عدد من الجرائم، ليتحول من شخص له غاية عظيمة لمجرم اتقن فن القتل، وتنتهي الأحداث بمفارقة درامية مفاجئة.
أعقب العرض الندوة النقدية، وبدأ د. عمرو دوارة حديثه بأن فرق الهواة فرق مقاتلة تعمل فى ظل ظروف إنتاجية صعبة جدا، مشيرا أن العرض يثير عدة قضايا أهمها الإخراج مع الإعداد، وهى قضية مثارة منذ نهايات القرن ال ١٩، والسؤال الذي ينبغي طرحه هو كيف نقدم النصوص العالمية على المسرح المصري ؟!، كما أوضح الناقد محمد الروبى أن المسرح هو مكان يجمع ما بين مؤدى وجمهور فى نفس اللحظة؛ فمن غير هذه العناصر لا يوجد مسرح، وتعريف الممثل هو أنه كائن لديه أدوات يرسل من خلالها رسالة إلى الجمهور، وأهم أدواته هى الصوت، وللأسف أن معظم ممثلى عرض العطر فاقدين للصوت ولابد من مراجعة أنفسهم، كما أشار إلى أن رواية العطر قدمت للسينما، وأن خطها الدرامي به قدر من الحساسية والمغامرة لتقديمها على المسرح؛ وأهم أداة للرواية هي السرد، وأهم أداة فى المسرح هى الفعل، واليوم تغلب السرد والحكى الروائي على المسرح.
عرف د. أحمد يوسف عزت معنى النقد فى اللغة بأنه تمييز النقود، والمعنى الفنى هو استخلاص مظاهر الجودة والرداءة، موضحا أن الرواية مقسمة فى الأصل على أربعة أجزاء، وقد تناولها المخرج فى العرض على عكس ما تناولها الفيلم السينمائى، بينما اقتفى المعد أثر الفيلم، وبالنسبة للأغنية الوحيدة فى العرض فكان يمكن الاستغناء عنها، وكنت أتمنى على المعد أن يأخذ ملمح واحدا فقط، لكن حرصه على أن يأخذ كل شي من الرواية أضاع العمل، وتحدث د. حسام أبو العلا عن الجانب النفسى السمعى والبصري والحسى، والشخصية الموجودة بيننا ولا نشعر بها؛ شخصيتنا الليلة هى حسية تعمل على حواس الشم والسمع والتذوق، ومن مواصفاته أنه لا يتحدث كثيرا ولا يحب المواجهات ولا يجرح أحدا، لكنه فى لحظة النشوة والغضب من الممكن أن يقتل ويفعل ذلك بشكل استثنائى، وشخصية يوسف الإنسانية حسية، لذا؛ فقد لعب الدور بشكل جيد ولديه مساحات رائعة، وكان لابد على المخرج أن يجعل الممثلين والديكور فى مقدمة المسرح لا أن يرميهم فى المؤخرة.