الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ركن السَلطة فى البرلمان
ترأس البرلمان منذ ٢٠١٢ ثلاثة، وجلسوا على منصته، وهم محمد سعد الكتاتنى عضو جماعة الإخوان الإرهابية، ثم الدكتور على عبد العال استاذ القانون الدستورى، والآن المستشارالدكتور حنفى جبالى رئيس المحكمة الدستورية السابق.
وكان على رؤساء البرلمان الثلاثة الاطلاع على مضابط البرلمان في الدورات السابقة لرئاستهم، وخاصة خلال رئاسة الدكتور احمد فتحى سرور، الذى جلس على المنصة ٢٠ عاما متصلة، ليستخلصوا منها بعضا مما قد يفيدهم في أداء مهامهم مستفيدين من أسلوب ومنهج الدكتور سرور في إدارة الجلسات.
واقول، وبحق، من خلال متابعتى ورصدى لأداء رؤساء البرلمان الثلاثة أنهم تعمدوا ان يظهروا بمظهر الجدية، والحزم والحسم اكثرمن اللازم ، بل وصل الأمر الى عدم اللجوء لابتسامة قد تخفف التوتر السياسى تحت القبة، معتقدين ان رئيس المجلس يجب ان يكون "عبوسا "، وهو تعبير وجهي يتم فيه الجمع بين الحاجبين، ويشير الى الغضب وعدم الرضا، لدرجة ان احد النواب فى البرلمان السابق قال للدكتور على عبد العال، وهو على المنصة "النبى تبسم".
فلا اتذكر سوى مواقف تعد على اصابع اليد الواحدة بمعدل موقف كل دور انعقاد للدكتو على عبد العال على مدى ٥ سنوات على المنصة، تبسم فيه، او داعب الاعضاء بكلمات تخفف من توتر المناقشات. ومواقف الغضب والانفعال له لاتعد ولاتحصى كان أبرزها عندما قال لنائب من المنيا اجلس يا بتاع الاثار ونفس الحال للمستشا حنفى جبالى، خلال سنة اولى برلمان له، خاصة انه لا يفرق بين منصة المحكمة الدستورية القضائية ومنصة البرلمان السياسية.
بينما كان للدكتور احمد فتحى سرور " كاريزما خاصة "، وطلة مبهجة، تثير الارتياح داخل قاعة المجلس بمجرد الجلوس على المنصة، بخلاف القفشات والمداعبات المضحكة مع بعض النواب، ولم يكن يوما من أصحاب الوجه العبوس.
ومن اشهر مداعبات وقفشات الدكتور سرور تحت قبة البرلمان، عندما سجل فى المضبطة مداعبة لثلاثة نواب قائلا لهم :" ركن السَلطة يتابع المناقشات"، قاصدا النائب عبد الوهاب قوطة، نائب بورسعيد، وعبد السلام ليمونة، نائب كفر الشيخ، وعلى بصل، نائب دمياط، والآن نجله ضياء بصل، يجلس على مقعده، وكان النواب الثلاثة يجلسون معا داخل القاعة، وصادف أن الثلاثة يحملون ألقابا تدخل في تجهيز السَلطة.
وايضا من مداعباته لبعض النواب، عندما وجد النائب إيران النيفاوى، نائب بولاق ابو العلا، وقد دخل فى مشادة مع النائب رضا تركيا، نائب دائرة ديرب نجم بالشرقية، فنادى على الوزير كمال الشاذلى قائلا له :" فض الاشتباك بين" إيران وتركيا ".
ومن مداعباته، كذلك، أنه فى احدى الجلسات، نادى على سماح صبيح، نائب منشأة القناطر، وقال:" الكلمة للنائب سماح انور"، قاصدا الممثلة سماح انور، ولم يغضب سماح صبيح، وقال :" بكرة اروح الاستديو". وفى احدى الجلسات المسائية خلال مناقشة بيان الحكومة، أعطى الدكتور سرور الكلمة لنائب كوم حمادة، احمد القط، ووقتها كنت جالسا في شرفة الصحافة، وقلت بصوت مرتفع:" قط بالليل يا ريس"، فرد بابتسامة "علشان يخوفكم"، وقابلنى بعد الجلسة، وقال لى :"متعملش كده تانى يا نفادى لان تقاليد المجلس تمنع الجالسين فى الشرفة من الكلام أو التصفيق". ويشهد على تلك الواقعة ثلاثه من المحررين البرلمانيين اولهما عبدالعزيز جاد المحرر البرلمانى لوكالة انباء الشرق الأوسط وكان من أفضل جيل الرواد خلقا والزميل صالح شلبى رئيس تحرير موقع البوابه وكان محررا برلمانيا لجريدة الاحرار وهو من أفضل محررى المعارضة البرلمانية والزميل المحرر البرلمانى المتميز للاهرام المسائى حامد محمد حامد وهو من أفضل المحررين البرلمانيين لجيل الوسط.
فالدكتور فتحى سرور قرأ سير وممارسات رؤساء البرلمان السابقين له، وصنع شخصية مميزة له، جعلته يجلس على المنصة ٢٠ عاما متصلة، وأدار الجلسات بالعبوس قليلا، والابتسامة كثيرا، بينما الدكتور على عبد العال جلس على المنصة ٥ سنوات، كان فى اغلب الأوقات عبوسا وغاضبا ومنفعلا، رغم ان ذلك ليس هو السبب فى عدم استمراره ولكن هناك اسبابا اخرى.
والمستشار حنفى جبالى لا يزال يرتدي ثوب المحكمة الدستورية فى اداراته للجلسات، ونظراته كلها تأمل، ليس فيما يدور داخل القاعة، ولكن ربما فى اشياء خارجها، ويخشى ان يبتسم، معتقدا ان الابتسامة تؤثر على وقاره وهيبته البرلمانية.وهو امر يرسخ فى عقيدة رجال القضاء وخاصة رؤساء المحاكم وهم على المنصة
وترتبط حالة العبوس والغضب على وجه رئيس البرلمان بوجود ما يمكن ان نطلق عليه "نواب الشغب والمتاعب والمشاكل"، وعادة ما يجلسون على يسار المنصة فى مقاعد المعارضة، وكان اشهرهم علوى حافظ، وجلال غريب، والبدرى فرغلى، وابو العز الحريرى، ونجله هيثم الحريري، ومحمد عبد العليم داوود، ورجب حميدة، وطلعت السادات، وفريد حسانين، ومرتضى منصور، ومحمد عطا سليم ، وأحمد طنطاوي،واحمد الشرقاوى.
وغياب "نواب الشغب والمتاعب والمشاكل" يفرض على ر ئيس البرلمان ان يتخلى عن الوجه العبوس، ويودع حالة الغضب، لتحل بدلا منها ابتسامة، ويستخدم المداعبات مع النواب كلما دعت الضرورة لذلك، لان مجلس النواب يعبر عن شعب مصر، وهو شعب بطبعه مبتسم وابن نكتة.
كما أن البرلمان ليس " تأديب تهذيب وإصلاح "، ولكنه "رقابة وتشريع وساحة للرأي والرأي الآخر في أجواء يسودها الود والاحترام والابتسامة ".
وبالطبع، لا يزال ركن السَلطة موجودا، ولكنه خالٍ من النواب الثلاثة رحمة الله عليهم.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب محمود نفادي يكتب.. معارضون ضلوا طريقهم للأغلبية اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. قصة ”الدبة التى قتلت صاحبها رئيس الوزراء” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. لا خير فينا.. ولا خير فيكم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائب ”الحوت” وأبناؤه فى البرلمان اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب ”السادات” ضحية الصراع بين الشاذلى و”الأخوين كامل” اضغط هنا
الكاتب محمود نفادي يكتب.. رسالة ”الدرى” والخطوط الحمراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. النائبة دى أمى اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. الجرعة بعشر أمثالها اضغط هنا
الكاتب الصحفى .. محمود نفادى .. يكتب .. الحكومة ضد الحكومة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حذاء رئيس الوزراء اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. الفيديوهات الجنسية للنواب اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب ”انسف مطبخك البرلمانى القديم” اضغط هنا