خبير في علوم البحار: الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر الأكثر تحملًا للتغير المناخي
تشغل ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري كافة دول العالم، والكل يبحث عن حلول لتلك الظاهرة التي قد تهدد اقتصاديات دول عديدة وقطاع السياحة، خاصة السياحة البيئية هو أحد الأنشطة الذي يتخوف القائمون عليها من تفاقم هذه الظاهرة نظرا لتأثيرها البالغ على البحار فقد تؤدي درجة الحرارة العالية إلى تحميض مياه تلك البحار والقضاء على خاصية القلوية التي تتمتع بها والتي تساعد على بناء هياكل الشعاب المرجانية والمحاريات والأصداف التي تعد العامل الرئيسي في حركة الجذب السياحي، ففي حالة وصول حالة المياه للتحميض لا تستطيع هذه الكائنات بناء هياكلها الرئيسية وبالتالي تذوب وتموت وتختفي خاصة الشعاب المرجانية لكن يبدو أن المولى عز وجل قد وهب للشعاب المرجانية الموجودة في النطاق المصري من البحر الأحمر خاصية لا تتوفر في أي بحر أخر على مستوى العالم فما هي تلك الخاصية؟
الأكثر تحملا..
يؤكد الدكتور محمود حنفي أستاذ البيئة البحرية بكلية العلوم جامعة قناة السويس ومستشار جمعية المحافظة على البيئة بالغردقة، أن كافة البراهين والدلائل العلمية تؤكد أن الشعاب المرجانية الموجودة في الجزء المصري من البحر الأحمر هي الوحيدة على مستوى الشعاب المرجانية في كافة بحار العالم العالم التي تعد الأكثر تحملا لظروف التغير المناخي فإذا ما أدى ارتفاع درجة الحرارة إلى زوال كافة الشعاب المرجانية حول العالم فمن الممكن أن يكون البحر الأحمر هو أخر ملجأ للشعاب المرجانية وسيكون هو المهرجان الوحيد الموجود وإذا ما تحسنت الظروف المناخية يمكن أن يكون هو المصدر الوحيد لإعادة الحيود المرجانية في بقية البحار من خلال نقل كميات منها واستزراعها هناك وهذا يعني أن شعاب البحر الأحمر المصرية تعد ذات أهمية قصوى وبالتالي وجب وبشكل أخلاقي وقانوني على الأجهزة المصرية ومعها كافة الأجهزة المختصة عن البحار في دول العالم العمل بكافة الطرق لحماية الشعاب المرجانية المصرية.
لا ألوان بدون الطحالب..
وعن كيفية التأثير المباشر لارتفاع درجات الحرارة على الشعاب المرجانية يقول "حنفي" إن الشعاب المرجانية عبارة عن كائن حيواني تعيش بشكل تكافلي مع نوع من الطحالب وحيدة الخلية وهذه الطحالب هي التي تعطي الألوان الجميلة لتلك الشعاب وفور ارتفاع درجة الحرارة تهجر تلك الطحالب الشعاب المرجانية وتتركها فتصبح تلك الشعاب ذات لون أبيض وهو مايسمى بـ"ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية" وفقد خصائصها وموتها كما يحدث الأن في الحاجز المرجاني بأستراليا وهذا ما يؤدي إلى ضياع المليارات التي أنفقت على قطاع السياحة بدول العالم لكن المولى عز وجل وهب للشعاب المرجانية في البحر الأحمر القدرة على التعامل مع درجات الحرارة العالية من خلال عدة عوامل منها اتجاهات التيارات البحرية التي تحافظ على درجة حرارة شبه ثابتة صيفا وشتاءا وثانيا خبرة هذه الشعاب في التعامل مع الحرارة والتكيف معها .
حماية شعاب البحر الأحمر..
وعلى ضوء ذلك يطالب الدكتور محمود حنفي بوقف كافة أنواع التجاوزات التي تتعرض لها شعاب البحر الأحمر من خلال عمليات الصيد الجائر بشباك غير مطابقة للمواصفات مما يجعلها تعلق بالشعاب وتؤدي لتكسيرها كما يطالب بوقف كافة مصادر التلوث حولها مع ضرورة أن تتم التنمية السياحية حول الشعاب المرجانية بأسلوب علمي مع مراعاة ان تتم أنشطة الغوص حولها من حيث الكيف وليس الكم بمعنى تحديد أعداد السائحين الذين يرتادون تلك الأماكن وتعويض الكم من خلال سائحين من ذوي ثقافة بيئية عالية من عشاق البيئة وعشاق الحفاظ عليها وتكون لديهم القدرة على الإنفاق المادي حال زيارتهم لتلك المواقع والغوص حولها .