الدلافين تنشر الرعب في المغرب
من صديق أليف للإنسان، معروف بوداعته وحبه للعب، تحول الدلفين إلى مصدر قلق للصيادين المغاربة بالسواحل الشمالية للمملكة.
"نيجرو"
ويُطلق عليه الصيادون اسم "نيجرو"، وهو الدلفين الأسود الذي يلحق أضرارا كبيرة بشباك صيادي سمك السردين في ميناء الحسيمة المغربي غربي المتوسط، ويزيد بالتالي من حدة الأزمة في قطاع صيد الأسماك المحلي.
نظرة البحارة تغيرت خلال السنوات الأخيرة منذ أن أصبحت الدلافين تهدد بشكل كبير تجارتهم، بسبب استهدافها المتكرر لشباك الصيادين الذين يصطادون الأسماك الصغيرة من السطح مثل سمك السردين.
وأصبحت هذه الدلافين تشكّل كابوسا حقيقيا للصيادين في ميناء الحسيمة وموانئ أخرى في الشريط الساحلي الشمالي للمغرب، لا سيما بالفنيدق والناظور والجبهة والمضيق.
ثقوب بشباك الصيد
يتوجه البحار حميد، 46 سنة، الذي يلقبه أصدقاؤه بالروبيو، كل صباح إلى ميناء الحسيمة، للبحث عن لقمة العيش. فبين الأمواج الهادئة للبحر الأبيض المتوسط، ثروة سمكية كبيرة يسعى البحارة إلى الظفر بها، وبيعها في سوق المرسى. أسماك متنوعة، يعرفها الروبيو ورفاقه كما يعرفون أصابعهم.
مسلحون بالعزيمة وبشباك طويلة، يركبون الموج لساعات، وكلهم أمل في أن يجود عليهم البحر بكنزه الثمين، لإطعام فلذات أكبادهم في آخر اليوم. سواعد مفتولة تلقي بالشباك في المياه وتجمع الأسماك المختلفة، معظمها سردين يعلق بين الخيوط.
الدلفين الاسود
لكن، خلال السنوات الأخيرة، أصبحت مهمة الروبيو وزملاؤه عسيرة، بسبب الدلفين الأسود. يروي حميد في حديث مع "سكاي نيوز عربية": "أنا أشتغل هنا منذ أزيد من 23 سنة، وكبحارة فقد اعتدنا على التعايش مع الدلفين الأسود. لكن منذ حوالي عشر سنوات، بدأت هجمات النيغرو تتزايد، وأصبح يعيق عملنا".
ويضيف البحار بحسرة: "لقد تكبدنا خسائر كبيرة بسبب الدلفين الأسود. عندما يهاجم شباكنا فإننا نخسر كمية كبيرة من السمك، بالإضافة إلى ذلك، فإن الشباك تتعرض للتلف، ونضطر إلى ترقيعها. كل هذا يضيع وقتنا ويجعلنا نخسر الكثير من المال".
على طول رصيف ميناء الحسيمة، ترى خياطي الشباك منهمكين في ترقيع وإصلاح ما أفسدته أسنان "النيجرو" الحادة، يبدؤون عملهم كل يوم من الصباح الباكر ويستمرون إلى غروب الشمس.
وتقتصر مهمة هؤلاء الرجال على إصلاح الثغرات والثقوب الكبيرة التي يتسبب فيها الدلفين الأسود، وهو ما يشكل عبئا كبيرا على كاهل الصيادين، فبدلا من توفير المال لمصاريف أساسية من قبيل إصلاح المراكب وزيادة الإنتاج، يضطرون لإنفاق مدخراتهم على إصلاح الشباك.