إيمان حمدي تكتب .. عن السعادة والفرح والتفاؤل
السعادة والفرح والتفاؤل هم ثلاثة مفاتيح أساسية لحياة إيجابية ناجحة، والسعادة قرار، إما أن تقرر أن تعيش راضي بما كتبه الله لك وتسعد به، وأن يكون لديك عينا ترى الأجمل، وقلبا يغفر الأسوأ، وعقلا يفكر بالأفضل وروحا يملأها الأمل، أو تعيش في حقل من الظلمات والخيبة والاكتئاب وعدم الرضى.
حاول إسعاد نفسك وإسعاد من حولك، أبتسم وأبحث عن السعادة في كل ما هو بسيط ، فقط توقع الأفضل فكل متوقع آت لذا لما لا تتوقع ما تتمنى من أمنيات وتحقيق أحلامك والتفاؤل بما تهوى .
السعادة لا تهبط عليك من السماء، بل أنت من يزرعها في الأرض، هي ليست حلما ولا وهما، بل هي تفاؤل وحسن ظن بالله وصبر بغير استعجال، وثقة بأن اليد الممتدة إلى الله لا تعود فارغة أبدا.
إضحك فلا شيء يستحق أن تفسد ذاتك ومعالمك من أجله بل ربما لاتعلم أن الضحك الذي يعتبره الكثير من الناس أن بعده حزنا محتم هو العكس بل وعلاج لكثير من الأمراض أبرزها يبدأ بذاتنا واحيائنا من جديد.
ماذا لو جعلنا من السعادة القليلة ذروة في السعادة والحزن التام حزن مبتور، ماذا لو كنا سعداء؟ حتما سيتغير كل مافينا إلى مالا نتوقعه بل يجب ان نكون سعداء بلاسبب وسنجد أنفسنا سعداء بكل شيء حتى ولو كانت ابتسامة فهي ستأخذك نحو السعادة ودون ادراك ستجد أنك عالجت كثيرا من الأشياء فيك، مثلا يمكنك أن تجرب شيئا مختلفا وانت في طريق البحث عن السعادة، هل جربت أن تمارس حياتك بأن تندمج فيها كما يتعامل الطفل مع الحياة، فهو يتعامل مع كل ما حوله باستغراق واهتمام كامل دون أن يتأثر سلباً بما حوله.
هل جربت أن تجلس وتشاهد للحظات مسلسل كرتوني؟ هل فكرت باللهو واللعب مع أقاربك من الأطفال والاستمتاع في جو الترفيه معهم؟ لا تتردد فتلك الممارسات ليست عيباً، بل إن الناجحين كثيراً ما تقمصوا دور الأطفال في أوقات فراغهم. جرب ولن تندم.
لعلك سمعت بالشحنات النفسية العظيمة التي يحصل عليها العداؤون بعد إنهائهم دورة من الركض في الملعب. إن هرمونات الأندورفين endorphins (هرمونات السعادة) التي تنطلق في دم هؤلاء الرياضيين بعد جولة من الرياضة العنيفة هي ذاتها التي تتواجد في الجسم بعد نوبة من الضحك، وهي المسؤولة عن الانفراج النفسي واختفاء التوتر العضلي بعد كل إصابة بالشدة، ولفترة لا تقل حسب إحدى الدراسات عن 45 دقيقة.
ولعل الضحك هو أفضل (وأرخص) وسيلة للخلاص من الهموم والأشجان والأفكار السوداء، فلا يمكن لأحدنا أن يضحك وهو قلق، أو غضبان أو حزين، ولعل الضحك هو أفضل وسيلة لتجميع القوى بعد حصول مصيبة، والبداية من جديد بنظرة واقعية ومتفائلة، ولعله من أفضل الوسائل للحفاظ على الانسجام النفسي والعاطفي.
وأيضا للضحك فوائد اجتماعية لاتحصى، فهو يمتن أواصر الصداقة بين الناس، ويخفف من التأثير السلبي الذي تسببه الخلافات والانتقادات وخيبات الأمل، ويعين على تحمل المصائب المشتركة، ويسمح للإنسان أن ينسى أحقاده، ويتحرر من الخجل والخوف في التعبير عن آرائه أمام الغير، ويحسن من أداء العاملين في المؤسسات. ولعل عدوى الضحك بين البشر أقوى من عدوى العطاس والسعال.
ويقول الدكتور بروفين إن الاستعداد للضحك يتزايد بقدر ما يكون المرء اجتماعيا، ولعل صفات خفة الظل وحضور النكتة وصفاء السريرة، لذلك.. إذهب حيث يرتاح قلبك، إذهب حيث ترغب أنت، كن جزءاً من شيء يعجبك أنت وإن كنت فيه..
يقول "بابلو كويلهو": يشعر بعض الأشخاص بالحزن، لكونهم سجناء ماضيهم، يعتقد الجميع بأن الاستمرارية في الحياة لا تجوز إلّا بوجود خطة مسبقة. لم يتسائلون مطلقاً ما إذا كانت هذه الخطة من صنعهم أم من صنع الآخرين. لقد جمعوا أفكار وخبرات الآخرين، وكان الأمر أصعب من أن يتعامل معه المرء. ولهذا السبب تخلى البعض عن أحلامه.
يجب أن نضع خططنا بأنفسنا فنحن كما هم بذات الصفات وليس المهم أن تكون خطة مسبقة بل يمككنا وضع خطة آنية أو التصرف بعفوية فحقا الحياة ليست بذاك التعقيد الذي نظنه بل أسهل بكثير وربما تكون ذروة السعادة تكمن بإسعاد شخص آخر أو ربما بما نحن عليه ولكننا ننظر للبعيد فلا نرى حقا سعادتنا، كما قال وليد الكعبة الامام علي (عليه السلام): " سعادة المرء القناعة والرضا".
تذكر دائما إن السعداء هم الواثقون في أنفسهم ، فلا تحاول ان تكون شخصاً اخر بخلاف ما انت عليه فالناس لا يحبون المتصنعون ، اعرف نفسك من الداخل ، واعرف كيف يراك الناس ، و تقبل نفسك بايجابياتك و سلبياتك و كن واثقاً بنفسك راضيا عنها لتحظي بحياه سعيده فلا يمكن لأحد أن يكون سعيداً ، إذا كان لا يقدر نفسه "
عندما كنت في الخامسة من عمري كانت أمي تقول لي دائما بأن السعادة مفتاح الحياة .. عندما ذهبت إلى المدرسة سألوني : ماذا تريدى أن تصبحى عندما تكبرى ؟ فكتبت : أنا أريد أن أصبح سعيدة.. فقالوا لي : أنتى لم تفهمى السؤال .. فقلت لهم بأنهم لم يفهموا الحياة.
أقول للجميع لمن يقرأ كلماتى حاولوا أن تعتادوا على السعادة بدون أسباب واضحة ، فالطِفل الصغير لا يحتاج سبباً للسعادة ، لأنك لو تعودت على أن تكون سعيداً لسبب ما ، فأنت في ورطة حقيقية ، لأنه يوماً ما سيزول ذلِك الشيء الذي يجعلك سعيداً ويرحل ، استمتعوا بالحياة في كل فصولها وفي كل لحظة منها، فمن يصر أن يكون سعيدا سيعثر على السعادة