كيف تحدى عبده الحامولي الإنجليز لتمثيل أول مسرحية مصرية بدار الأوبرا الخديوية؟
بعد 13 عاما من تأسيس دار الأوبرا الخديوية، تقدم "أرنست ويلكنسون" في عام 1882 بطلب لتجديد امتيازه في دار الأوبرا، من خلال عدة اقتراحات كانت تعتمد على حماس الشعور الوطني للمصريين، مضيفا إمكانية تقديم عروض تمثيلية بدار الأوبرا للمصريين فقط، وظل هذا القرار بين الموافقة والرفض لفترة طويلة.
ووفقا لكتاب "تاريخ المسرح في العالم العربي - القرن التاسع عشر"، من اقتراحات ويلكنسون استغلال الأوبرا التي تأسست 1 نوفمبر 1869، في بث الشعور الوطني في نفوس المصريين بتقديم روايات تاريخية مترجمة إلى العربية، وأيضًا روايات تختص بالتاريخ المصري، لتعليم أبناء مصر تاريخهم وتاريخ الشعوب والأمم الأخرى، وقدم اقتراحا غريبا في ذلك الوقت وهو تقديم فرقة تمثيلية مصرية وطنية صميمة، بدون مشاركة أجانب.
وحاول تشجيع المصريين من خلال إعلانه عن مكافأة مجزية لكل مصري يقدم له مسرحية مؤلفة مصرية، ولكن تم رفضه ثم الموافقة عليه في وقت لاحق.
ويأتي هذا الرفض لرغبة الدولة في ان تظل دار الأوبرا للأجانب والفن الغربي دون تدخل المصريين، وبحسب الكتاب: "الدولة في ذلك الوقت كانت ترغب في إبقاء الأوبرا شكلًا ومضمونًا للأجانب وللفن الأجنبي".
ولولا الرفض لكان تاريخ الحركة المسرحية قد تغير في مصر باختفاء حلم أول فرقة مسرحية تؤلف أعمالا وتترجمها عن التاريخ المصري، وبعد الرفض بعامين تجدد الطلب من قبل "سانتي" و"بوني وسوسكينو" لاستغلال الأوبرا بما فيها من ملابس وديكورات مجانًا، لعرض موسم مسرحي قصير من ٣٦ إلى ٥٤ ليلة مسرحية، وبشرط أن تتكفل الحكومة بكافة نفقات الإضاءة.
وتمت الموافقة على أن يكون التمثيل لمدة شهر واحد فقط، ولكن في أواخر عام ١٨٨٤ تقدم الشيخ القباني وعبده الحامولي بطلب جديد للتمثيل في الأوبرا، وتمت الموافقة عليه وقررا تقديم طلب آخر تتكفل فيه الحكومة بثمن الإضاءة أسوة بالأجانب ممن مثلوا في الأوبرا .
ولم تتم الموافقة على طلبهما إلا في عام 1885، وهذا التأخير كان ضمن العراقيل التي وضعتها دار الأوبرا الخديوية أمام المصريين حتى لا تنطلق اول فرقة تمثيل عربية، وتظل العروض للأجانب فقط.