مرضى نفسيون أم جبناء؟..تساؤلات عن اللامبالاة التي ظهر بها الناس مع سفاح الإسماعيلية
حادث بشع وقع في مدينة الإسماعيلية هز المجتمع المصري أمس الإثنين، إذ قام أحد الأشخاص بذبح آخر في الشارع وقطع رأسه بالساطور وسط حالة من الذهول والرعب من قبل الأهالي.
سفاح الإسماعيلية
وكان السؤال الأبرز الذي تردد منذ انتشار الفيديوهات التي توثق الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: لماذا لم يتحرك الناس لإنقاذ الضحية من ساطور الجاني؟، وما سر "اللامبالاة" التي سيطرت على شهود العيان وقتها واكتفاءهم بتصوير الواقعة ومشاهدتها؟
الدكتورةعتماد عبد الحميد خبيرة العلاقة الأسرية والزوجية
علّقت الدكتورة اعتماد عبد الحميد، خبيرة العلاقة الأسرية والزوجية، على حادث الإسماعيلية، حيث قالت إننا أصبحنا نعيش فى عصر اللامبالاة، مشيرة إلى أنه في غياب التعليم القوي والثقافة والمسرح وانشطة التوعية للشباب والكبار، أصبح تركيز الجميع على الهاتف المحمول والسوشيال ميديا وهوس الترند.
وأوضحت "عبدالحميد" أنه نظراً للأسباب المذكورة، فإنه يفسر قيام المواطنين بالإسراع لتصوير الحادث ونشره على السوشيال ميديا للحصول على الشو والسبق، وهذا من منطلق “هدافع عن غيري ليه طب ما أحسن لي اخد اللقطة وابعتها” .
وأكدت الخبيرة أن حالة اللامبالاة التى سيطرت على شهود عيان حادث الإسماعيلية لم تحدث نتيجة صدمة الناس من الواقعة لأنهم كانوا في حالة وعي تام واستطاعوا التفكير فى توثيق الواقعة وتصويرها.
وشددت "عبدالحميد" على ضرورة تربية الأبناء على الرجولة والنخوة والشهامة واتخاذ المواقف القوية في الوقت المناسب وتعزيز مشاعر الانتماء والإحساس بالآخر.
وأشارت خبيرة العلاقة الأسرية والزوجية إلى أن أفلام البلطجة التى انتشرت فى السنوات الماضية جعلت الناس يعتادون على مشاهد العنف والدم، كما أنها ساهمت في ترسيخ مفهوم البلطجية شخصية جيدة ويصبح محور المسلسل أو الفيلم وأنه شخصية مميزة، مشددة على ضرورة إصلاح الشعب المصري بالدراما والأعمال الفنية التي تعمل على تعزيز رفض الشر ومساندة الضعفاء وأصحاب الحقوق.
ودعت الدكتورة اعتماد عبدالحميد النائب العام ورجال القانون لضرورة "محاسبة من يكتفي بتصوير هذه الجرائم ويترك الضحية تذهب سدى دون أن يتدخل وينشرها بعد ذلك على السوشيال ميديا للمتاجرة بها وكسب الشهرة على حساب الضحية وأن يتم وضع بعض بنود القانون التى تحدد عقوبة لهؤلاء الأشخاص".
الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قوله إن السر وراء وقوف الناس صامتين أثناء قتل ضحية حادث الإسماعيلية هو اقتصار تفكير الناس على الذات والمصلحة الشخصية، موضحاً أن الجميع كانوا يفكرون فى الأضرار التي قد تلحق بهم في حال تدخلهم لإنقاذ الضحية، إذ أنه من الممكن أن يصبح هو أيضاً ضحية للقاتل.
وعن الاكتفاء بتصوير الواقعة، قال فرويز إن البعض فكر في تصوير الجريمة ونشر الفيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعى من أجل جلب المزيد من الشهرة واللايكات والمشاهدات مما يزيد أرباحهم على بعض المواقع .
وأوضح استشاري الطب النفسي أن هذا نتاج حالة ارتباط أي عمل بالمقابل الذي ستحصل عليه والتي أصبحت شائعة في المجتمع بصورة كبيرة في مختلف المواقف والتفكير فى الذات والأنانية واللامبالاة التى تراكمت فى المجتمع على مدار سنين طويلة.
وأشار فرويز إلى أنه من أهم الأشياء التي تسببت في غياب النخوة والشهامة التي يتسم بها الشعب المصري "هي الاطلاع على الثقافات الأخرى وأخذ السيئ منها فقط وغياب الانتماء"، ليسيطر ما يعرف بـ “ الدم البارد” والتمسك بالطباع السيئة والتخلي عن هويتنا مما تسبب فى ظهور مسخ ثقافي، بالإضافة إلى تراجع دور الفن والشيوخ في توعية أبناء المجتمع، مؤكداً ان ما صدر من الأشخاص في حادث الإسماعيلية ليس وليد اللحظة.من جانبها،