الست وسيلة.. تحفة معمارية من مأوى لمقاومة الحملة الفرنسية إلى بيت للشعراء
القاهرة الإسلامية زاخرة بمنازلها التاريخية التي تجذب انتباه المارين بالمكان وأضافت وزارة الثقافة لمساتها الساحرة بترميم تلك المنازل التي تعود إلى العصر الإسلامي وخير دليل على ذلك هو بيت الست وسيلة وهو منزل أثري قديم يقع خلف الجامع الأزهر بالقاهرة ويمتاز بجمال التصميم .. فضلا عن أن صاحبة هذا البيت وهى الست وسيلة كان لها تاريخ بطولى كبير فى مقاومة الاحتلال الفرنسى وقامت بتحويل بيتها إلى مأوى للثوارلمقاومة العربدة الاستعماؤرية الفرنسية.
يعتبر بيت الست وسيلة مزارا ثقافيا و اثريا يسمى ببيت الشعر وكانت وسيلة بنت عبد الله البيضا معتوقة آخر من سكنت هذا البيت لذلك سمي على اسمها ونسب إليها بعد أن قام الأخوين عبد الحق و لطفي أبناء محمد الكناني ببنائه على بعض أمتار قليلة من جامع الأزهر.
تفاصيل البيت
يعد المنزل نموذجا رائعا لبيوت القاهرة الإسلامية وتتجسد فى هذه البيوت تطويع الفن المعماري للبيئة المحيطة، وأهم ما يميز بيوت القاهرة هو احترام الخصوصية وتقديسها، فنجد له بابين، الأول على الشارع، يتيح لأهل البيت التعامل داخله وخارجه ولا يكشفهم أحد من الخارج ، وبعد المدخل نجد الصحن، الذى يضفى إنارة على كل البيت من الداخل، ويطوع به المعماري حرارة الصيف، لتتحول إلى جو لطيف.
ويتميز البيت بوجود قبتين مثمنتين الأضلاع يعلوها غطاء هرمي ووظيفتهما الإضاءة ويضم الطابق الأرضى من البيت القاعة الرئيسية والتي تتكون من إيوانين- مستويين مرتفعين عن الأرض- بينهما نافورة على عمق 90 سنتيمترا تم اكتشافها مؤخرا.
يضم سقف القاعة «شخشيخة» وهي عبارة عن فانوس خشبي مفرغ لإنارة المكان، وتطل على القاعة الرئيسية مجموعة من المشربيات أو «المغانى» وهي المكان الذي كان يجلس فيه النساء للاستماع إلى المطرب أو المغنى.
فعاليات البيت
وتم تحويله الآن إلى مسرح صغير تقام عليه فعاليات فنية من مطربين وممثلين وشعراء من الصغار والكبار، الذين يقدمون إبداعاتهم فيه و يتناقشون في كتاباتهم و تقام في البيت من فترة أحيانا احتفالات بذكرى كبار الشعراء، وإقامة العروض الفنية للصغار والكبار، وأيضاً ورش لذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى ورش تنمية المهارات واكتشاف المواهب الأدبية والفنية.
ترميمه
وكان ترميمه بمثابة تحد كبير فلم يكن للبيت وثائق أو صور تصف شكله وكان مدفونا والشارع يغطي مدخله ولكن بتقصي المظاهر المعمارية وآثار الاسقف وبقايا الحوائط أمكن استنباط شكله.
عمليات الترميم شملت إزالة كافة الأتربة والمناطق المتهدمة والمخلفات الموجودة بالمنزل، ثم إعادة إحياء واجهة البيت الحجرية في الجهة الجنوبية الشرقية والتي تشمل ثلاث فتحات تشبه المغازل، تليها فتحة باب مستطيلة يغلق عليها مصراع خشبي تمثل المدخل الحالي للمنزل، وقد رمم المنزل بالكامل مع إضافات جديدة راعت عدم المساس بهيئة البيت ومن أهم ما يتميز به هذا المنزل أيضا تلك اللوحات الجدارية، التى وجدت بقاياها على الجدران.