من أجمل نوادر الرئيس السادات .. وحكاية إيجار ” الجواميس والعجول ”
في عام ١٩٧١ كانت مصر تعاني من ارتفاع أسعار اللحوم البلدية بسبب جشع التجار والجزارين وكان نصيحة الرئيس السادات للشعب الامتناع عن شراء اللحوم حتى يضطر التجار والجزارين لتخفيض سعرها ومن ناحية أخرى كلف وزير الزراعة وقتها المهندس سيد مرعي بالإسراع في توفير مزارع تسمين العجول لتساهم الدولة في تخفيض الأسعار وبالفعل وعد المهندس مرعى الرئيس السادات بإنشاء مزارع ضخمة لذلك الغرض وعندما سأله السادات بعد ذلك عن هذه المزارع تحدث معه سيد مرعي عن قرب الانتهاء من أكبر مزرعة للتسمين في الفيوم مما أسعد السادات وبعد فترة فاجأ السادات سيد مرعي وسأله عن مزرعة الفيوم فأجاب مرعي بأنه تم الانتهاء منها وهي جاهزة للإنتاج وظن مرعي ان انشغال السادات سيحول بينه وبين زيارة المزرعة التي لم تكن أعدت بعد لكن السادات فاجأ سيد بأنه سيفتتح هذه المزرعة صباح اليوم التالي في العاشرة صباحا فوافق سيد مرعي وانطلق من فوره للفيوم وجهز المباني التي كانت مقامة بالفعل لكن ينقصها العجول وهنا طلب سيد مرعي من مدير مديرية الزراعة توفير كمية ضخمة من العجول والجاموس بأسرع ما يمكن فعرض المدير استئجار الجاموس من المواطنين بسعر ١٠ جنيهات لمدة ١٠ ساعات فوافق سيد مرعى وبالفعل أحضر الفلاحون جواميسهم وعجولهم وتم وضعها بالمزرعة على عجل بعد ان قبض كل فلاح ١٠ جنيهات عن بهيمته وفي الصباح حضر الرئيس لافتتاح المزرعة التي وجدها ممتلئة جدا بالجاموس والعجول مما أسعد السادات وتفقد المزرعة وغطى الإعلام الزيارة بكثافة وبعد انتهاء الزيارة وقبل أن يركب السادات السيارة انتحى بسيد مرعي جانبا وسأله : استأجرت الجاموسة بكام يا سيد ؟؟ فوجئ سيد بالسؤال ورد بعشرة جنيه يا سيادة الريس .. فرد السادات عليه : مش كتير ب 10 على 12 ساعة تأجير ؟!! صُعِق سيد مرعي وسأله : مين يا سيادة الريس إللي بلغك عن إيجار الجواميس ؟؟ قال السادات : يا سيد أنا ولد الريف ، أنا دخلت على الجواميس، والزريبة لقيتها هايجه ومش على بعضها والحالة دي بتحصل لما الجاموس بيكون مش فى زريبته . وكمان يا سيد المزرعة فيها جاموس كبير السن لا يمكن أن يكون للتسمين وانما يستخدم في أغراض الزراعة
فاستحى سيد مرعي ولم يجب فقال له السادات : يا سيد بعد أربع شهور هاجي افتتح المزرعة الحقيقية مش بس دي لأ كمان اربعة غيرها احنا عاوزين نحل أزمة يا سيد مش نضحك على الناس ومضى السادات قافلا القاهرة ولم يهدأ سيد مرعي لمدة الشهور الأربعة بل أنشأ ٩ مزارع للتسمين ٤ في الفيوم و٢ في الإسماعيلية و٣ في القاهرة مما ساهم في انخفاض أسعار اللحوم