الدكتور سمير غطاس مستشار الشهيد ياسر عرفات لبوابة ” الدولة الإخبارية ” :
أيقونة العرب ” ياسر عرفات ” سيظل حيا فى وجدان الشعوب العربية
مليون فلسطينى يخرجون لإحياء ذكرى الشهيد " أبو عمار " رغم مرور 17 عاما على الرحيل
فى الذكرى السابعة عشر على وفاة الزعيم الشهيد المناضل العربى الكبير ياسر عرفات " أبو عمار " الذى سجل إسمه بأحرف من ذهب فى سجل تاريخ النضال العربى .. تلك الذكرى التى تحييها الأمة العربية والشعب الفلسطينى اليوم تعبيرا عن العشق التام للبطل الراحل الذى عاش حياته مناضلا باحثا عن حق شعبه وبلاده فى الحرية والإستقلال.
وبهذه المناسبة أصر المناضل الكبير الدكتور سمير غطاس مستشار الرئيس ياسر عرفات والباحث والصحفى المصرى المعروف بقوميته العربية الشديدة وإعتداله الفكرى فى مناقشة كافة القضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية على حضور ذلك اليوم وإحياء تلك الذكرى لرحيل البطل الشهيد ياسر عرفات بين أسرة موقع " بوابة الدولة الإخبارية " والذى فتح قلبه وغاص فى بحر ذكريات النضال التى عاشها بجوار الزعيم الراحل أبو عمار.
أكد الدكتور سمير غطاس أنه قابل الشهيد ياسر عرفات كثيرا، لأنه عملت سنوات طويله مستشارا لإبي جهاد ومع رحيل أبي جهاد، اختار أبو عمار نبيل ابو ردينة كمستشار سياسي واخترت أنا أن اعمل في مجال البحوث والدراسات وكل مواطن عربي له علاقة شخصية بياسر عرفات، ربما لانه زار كل البلاد العربية وقابل عشرات الآلاف من الأشخاص وكانت لديه ذاكرة حديدية يذكر بها وجوه من قابلهم.
وفي بيروت حين كنت الى جوار أبي جهاد، شاهدت ابو عمار عشرات المرات وهو يتصرف كقائد حقيقي. وعندما قصف مقره لم يخف بل قام وأدى الصلاة وحمل سلاحه الشخصي وهو يقول «هبت رياح الجنة يا شباب» وقام ليكون في الخطوط الاولى لدرجة ان الفدائيين طلبوا منه ان يتراجع لأن إسرائيل لو علمت بوجوده فستقصف المكان لكنه رفض وظل مرابطا.
وقال أننى لم أره في المعركة متوترا أبدا وأشهد له انه واحد من اشجع الرجال ولم أره مترددا ولا خائفا ولا وجلا في المعارك العسكرية. وكنا في تونس اثناء اجتماع القيادتين الاميركية والسوفيتية وكانت هناك طائرات تمسح السهل التونسي بكشافات كبيرة خوفا من وجود زوارق تقصف مكان اجتماع الرئيسين. ومن قوة الكشافات أضاءت مقر عرفات فظن المرافقون له ان إضاءة موقعه تمهد لقصفه فهرعوا للداخل، وابلغوه فما كان منه الا ان حمل سلاحه الشخصي وخرج الى الشارع وهو يصيح مجددا "هبت رياح الجنه يا شباب"
ولا يستطيع احد حتى أعداء عرفات ان ينكروا انه لعب الدور الأساسي في تحويل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين الى قضية شعب، وهو الذي وضع قضية شعب على جدول أعمال العالم.
محطات
وعن أبرز المحطات فى حياة الشهيد الراحل ياسر عرفات أنه قاد الثورة الفلسطينية ضد العدو الصهيونى الغادر عام 1965 وأصبح فى عام 69 رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو أول رئيس حركة تحررية فى العالم يقف فى مجلس الأمن لكى يعرض قضية بلاده وقد حدث ذلك عام 1974 حين قال عبارته الشهيرة " جئتكم بيد تحمل غصن الزيتون والأخرى تحمل بندقية .. وأدعوكم ألا تسقطوا من يدى غصن الزيتون " .
وقال الدكتور سمير غطاس أنه صاحب المقاومة الفلسطينية برئاسة المناضل ياسر عرفات فى أكبر صمود أمام العدو الصهيونى حين حاصر رجال المقاومة فى بقعة لا تتجاوز 5 كيلومترات بلبنان وظل المعلرك مستمرة لمدة 88 يوما إلى أن تم الإتفاق على خروج المقاومة بأسلحتها الخفيفة.
وأضاف غطاس أن الزعيم أبو عمار حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة وخدم كضابط إحتياط فى الجيش المصرى وأقام فى مقر القيادة بتونس الشقيقة فترة ثم أعلن قيام الدولة الفلسطينية المحتلة بالمجلس الوطنى بالجزائر وفى عام 94 دخل الأراضى الفلسطينية وتحديدا إلى قطاع غزة برا عن طريق مصر.
وحول الإحتفالات التى يقيمها الشعب الفلسطينى لإحياء ذكرى المناضل الكبير قال الدكتور سمير غطاس أن الشعب الفلسطينى خرج العام الماضى عن بكرة أبيه لإحياء تلك الذكرى وكل عام تخرج حشود كبيرة من الشعب لتعبرعن إخلاصها وحبها لزعيمها الراحل لدرجة أن تلك المشاهد رغم مرور السنين على الرحيل المر هى نفس المشاهد التى رآها الجميع عند الرحيل منذ 17 عاما ولكن هذا العام رفضت حماس إقامة تلك الإحتفالات لأن العام الماضى شهد خروج أكثر من مليون فلسطينى من أصل نحو 3 ملايين مواطن ليودعوا زعيمهم كما لو كان الوداع الأول وهذا سبب الفزع لقادة حماس وزلزل الأرض تحت أقدامهم خاصة وأنه يكشف مدى الشعبية الجارفة لحركة فتح.
النهاية
فى عام 2002 حاصرت القوات الصهيونية غرفة المناضل الكبير ياسر عرفات بناء على أوامر من شارون ومنعته من حضور القمة العربية ولم تسمح له بالخروج من غرفته وبائت كل التدخلات من قبل قادة العرب بالفشل من أجل السماح للزعيم الفلسطينى لحضور القمة العربية وبقى أبو عمار محاصرا ثم فجأة ظهرت عليه علامات المرض والإعياء الشديد والهزال ورغم ذلك رفضت القوات الإسرائيلية خروجه حتى للعلاج إلى أن تدخل عدد من قادة العالم على رأسهم الرئيس الفرنسى وأيضا الرئيس مبارك والملك حسين وسمح له أخيرا بالسفر إلى إلى فرنسا للعلاج حيث دخل مستشفى " بيرسى " العسكرى فى باريس وتدهورت حالته وتأخرت بشدة إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة فى مثل هذا اليوم الموافق 11 نوفمبر عام 2004.
وأضاف دكتور سمير غطاس انه اقيمت للزعيم الراحل 3 جنازات فى 3 قارات فى الأولى فى فرنسا بقارة أوروبا والثانية الجنازة العسكرية الكبرى فى قلب القاهرة بقارة أفريقيا والثالثة فى رام الله بفلسطين حيث قارة آسيا.
إغتيال
وحول ما يتردد عن أن الزعيم الراحل ياسر عرفات مات مسموما عن طريق العدو الصهيونى قال الدكتور سمير غطاس أن هذا الأمر يتردد بقوة وأن هناك معلومات تشير إلى أن إسرائيل دست سما من نوع حديث من مواد مشعة لا تظهر فى عينات التحاليل وهو ما تسبب فى تدهور حالته الصحية بشكل مفاجىء.
المشهد الأخير
رحل الزعيم ياسر عرفات وكان فراقه مرا حيث فقدت كتائب النضال فى الوطن العربى بطلا عظيما كرس حياته البسيطة من أجل قضية بلاده وخرجت الشعوب العربية من كل فج عميق تنعى فقيد الأمة العربية وواحدا من أبرز المناضلين قادة حركات التحرر فى العالم ولذلك تحول ياسر عرفات إلى إيقونة نضال لكل العرب.