من الشجر إلى الحجر.. رحلة استخراج زيت الزيتون من الأرض المباركة
اشتهر زيت الزيتون السيناوى، بأنه الأنقى فى مصر والأجود بأنواعه المختلفة.. يخرج من الأرض المباركة، ومنها ينقل لجميع المحافظات والعالم، ويعد أشهر وأهم أنواعه ما رويت أشجاره من السماء على مياه الأمطار.
قصة زيت الزيتون السيناوى من الشجر إلى الحجر، حيث يعجن ويعصر ويعبأ إنتاجه ليطرح للمستهلك، "الدكتور تهامى حمودة"، أحد القائمين على عمليات عصر زيت الزيتون فى معصرة من بين 5 معاصر فى مدينة العريش، والتى إليها يصل الإنتاج من مزارع شمال ووسط وجنوب سيناء، ومنها ينقل ويوزع بمختلف أنحاء محافظات مصر ويصدر لخارجها.
وقال الدكتور تهامى، إنه منذ 25 عاما مضت، وهو يعمل فى مجال عصر الزيتون فى مدينة العريش، وبها 4 معاصر أهلية ومعصرة حكومية خاصة بعصر إنتاج مزارع الشباب والرياضة.
أضاف، أن معاصر مدينة العريش، تستقبل فى هذا الوقت من كل عام إنتاج مزارع سيناء، لعصر حبوبه، وجميعها معاصر مجهزة على أحدث النظم، لافتا إلى أن عملها بطاقة تصل لـ 3 أطنان فى الساعة، بمعدلات إنتاج عصر تقارب 70 طنا يوميا .
وحول أسرار جودة زيت الزيتون السيناوى أوضح "حمودة"، أن أجود أنواعه الزيت المستخرج من حبوب تطرحها أشجار الزيتون التى تروى بمياه الأمطار بشكل طبيعى، وتنتشر بمناطق جنوب الشيخ زويد ووسط سيناء، ومناطق بجنوب سيناء فى المناطق الصحراوية التى لم تصل لها بعد خدمات الرى على الآبار، ويسمى "زيت بعلى"، ويأتى بعدها الزيتون المنتج من مزارع تروى على مياه من الآبار والأمطار، وهى مزارع فى مناطق العريش وبئر العبد ومناطق سيناء التى تم فيها حفر الآبار.
وأشار إلى أن تربة سيناء مباركة، وزيت زيتونها يختلف عن أى زيت فى مكان آخر، لافتا إلى أن هذا تصديقا لما ما جاء فى القرآن الكريم بسورة المؤمنون "وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ" الأية (20) .
وتابع "الدكتور تهامى حمودة"، أحد القائمين على عمليات عصر زيت الزيتون بشمال سيناء، أن معدلات إنتاج سيناء من الزيت بنوعيه "البعلى" وهو المروى على مياه الأمطار، والزيت المستخرج من أشجار تروى بنظم الرى يكاد يكون متعادل بنسبة 50% لكلا منها، وهو ما ينطبق كذلك على زيتون التخليل.
وقال إن رحلة عصر الزيت لخصها مثل شعبى دارج فى كل البلاد التى يزرع فيها زيت الزيتون يقول "من الشجر إلى الحجر" فى إشارة إلى أن أنقى أنواع الزيتون ذلك الذى يتم قطفه ثم نقله مباشرة ليتم عصره، والزيتون ينقل فى عبوات مفتوحه بلاستيكية وفى أكياس بها تهويه مناسبة ومن ثم يصل للمعصرة وبرفقته المزارع الذى نقل من مزرعته، والذى يقوم بوزنه ثم تسليمه لفرق العصر التى تتولى نقله وإدخاله مراحل العصير.
وأشار إلى أن البداية بغسيله ثم إدخاله على سيور تنقى الأوراق منه وكل الشوائب بالتزامن مع الغسيل الجيد وكل هذا يتم آليا، ثم ينتقل لمراحل العجن فى صهاريج مخصصة لذلك ويطحن بشكل جيد ومن الطحن يبدأ العصر ليخرج سائل يمر بمرحلة فلترة خلاله يتم عزل الزيت عن الشوائب، ثم فلترة الزيت ليخرج منه كل ما به من مياه، وكل هذا عبر رحلة من مكان لمكان عبر سيور وممرات.
وقال: يخرج الزيت الخام، كما هو ليبدأ مرحلة فلترته ومروره بمنخل فلترة وتنقيه لتحديد جودته ونوعه ومن ثم يعبئ فى عبوات الحفظ المناسبة، والزيت المستخرج من أشجار الزيتون فى سيناء يحمل 3 أنواع وهى تحدد جودته نقائه بنسب حموضة 1% ويسمى اكسترا فيرجن، ونوع بنسب حموضه 2% ويسمى فيرجن، والزيت الخام العادى .
وأشار إلى أن حفظ الزيت بعد عصره يتم فى جراكن زنة الجركن 16 لتر، وزجاجات بلاستيكية بسعات لترات مختلفة، بينما يتم تخزينه فى المعاصر فى خزانات ستانل ستيل بأحجام تتراوح من طن حتى 20 طن، وهذا التخزين يتم لحفظ الزيت وغالبا يتم فى المعاصر بحسب رغبة المزارع ويوجد مزارعين فى الحال يتسلمون ما عصروه من زيت فى الجراكن لبيعه أو استخدامه الشخصى.
وأوضح أن أفضل تخزين لزيت الزيتون، يكون فى صفائح ستانلس ستيل، وكان ذلك يتم فى الماضى، وحاليا استبدلت بالجراكن، بينما اللترات القليلة يفضل لها عبوات زجاجيه، وإذا كانت بلاستكية فالأفضل ألا تتعرض لحرارة أو ضوء لأنه يؤثر على المنتج .
وأكد أن سبب ارتفاع أسعار الزيت هذا العام، نظرا لأن نسبة إنتاج الشجر كانت 10% من معدلاتها الطبيعة وانخفاض الإنتاج له أسباب كثيره، منها ما هو عالمى مشترك بسبب التغيرات المناخية التى شعر بها كل مزارع للزيتون، وبالتالى أصبح المزارع مطلوب أن يسترد كثير من تكاليف الإنتاج والنقل وهذا أثر على السعر، لافتا إلى أنه يتوقع زيادة فى أسعاره بعد الانتهاء من الموسم وقلة المنتج فى السوق هذا العم.
ونصح كل من يريد شراء زيت زيتون من سيناء أن يتأكد أن الزيت بالفعل من أرض سيناء زرع فيها وعصر فيها دون أى تدخل، والتأكد من مصدر الشراء ، ويفضل أن يكون من المزارع المنتج مباشرة