سهير البابلي.. وداعًا ملكة البهجة
يأبى عام ٢٠٢١ أن ينقضى دون أن يأخذ منا الكثيرين ممن شكلوا وجداننا الإنسانى وذاكرتنا الفنية، هي بكيزة هانم الدرملى فى «بكيزة وزغلول»، وهى «أبلة عفت» التى أرهقها المشاغبون، وهى سكينة التى تتآمر مع شقيقتها رية على قتل النساء وسرقتهن، وما بين أكثر من ١٢٠ عملا فنيا كانت دائما حصانا رابحا، وصاحبة الكوميديا الأصدق والأكثر ثراءً، كانت تشبه مسرحية نابضة بالحياة وقد أسدل الستار على فصلها الأخير، لتودعنا بجسدها ولكن تبقى ذكراها التى ستظل قادرة دائما على انتزاع أجمل ابتساماتنا ونشر البهجة فى حياتنا.
تاريخ حافل تركته وراءها النجمة سهير البابلى بعد حياة فنية ثرية امتدت لعقود قدمت خلالها مجموعة من أهم الأعمال التى أصبحت من علامات السينما المصرية.
وقد بدأت حياتها السينمائية بالمشاركة فى مجموعة من الأفلام المهمة، لم تكن النجمة الأولى وقدمت أدوارا ثانية ولكن فى أفلام حفرت علامة بأهميتها فى تاريخ السينما مثل فيلم «نهر الحب» إخراج عز الدين ذو الفقار وفيلم «البنات والصيف» إخراج فطين عبد الوهاب وصلاح أبو سيف وعز الدين ذو الفقار والمأخوذ عن رواية الأديب الكبير إحسان عبد القدوس. وفيلم « يوم من عمرى» إخراج عاطف سالم فى عام 1961.
بعدها قدمت أدوارا أكبر فى أفلام مثل «ليلة القبض على بكيزة وزغلول» للمخرج محمد عبد العزيز عام 1988، وعاشت شخصية بكيزة هانم فى وجدان الأجيال.
ولا يمكن الحديث عن سهير البابلى دون الحديث عن المسرح الذى عشقته بشدة وقدمت له عشرات الأعمال سواء للقطاع مثل «مدرسة المشاغبين» مع النجم الكبير عادل إمام فى عام 1973 وهى المسرحية التى جسدت فيها دور المدرسة عفت عبد الكريم وحققت نسب مشاهدة عالية فى مصر والعالم العربى، وكذلك مسرحيات «شمشون وجليلة»، و«سليمان الحلبى»، و«نرجس»، و«على الرصيف»، و«نص أنا ونص أنت»، و«الدخول بالملابس الرسمية»، و«عطية الإرهابية».
وتظل مسرحية «ريا وسكينة» مع الفنانة الراحلة شادية فى عام 1983 من أجمل أعمالها على الإطلاق تلك المسرحية التى تذكرنا بصباح يوم العيد حيث كانت تعرض كل عام، فارقت سهير البابلى عالمنا، ولكن ضحكتها المميزة وملامحها وإبداعها وكل تفاصيلها ستظل باقية لأن مثلها يعيش أثره ويمتد.