حرضت المواطنين ضد العصابات .. حكايات أمينة رزق فى فلسطين قبل الاحتلال
كانت فلسطين قبل الاحتلال الصهيونى وإعلان قيام اسرائيل المحتلة عام 1948 سوقاً رائجة للفن والأفلام المصرية ، وكانت الفرق المسرحية وكبار الفنانين والمطربين يقيمون العديد من الحفلات والعروض فى فلسطين التى كان أهلها دائما يرحبون بالمصريين وبالفن المصرى، وكانت الفرق المصرية تلاقى نجاحا كبيرا فى فلسطين.
وكان من بين الفنانات اللاتى زرن فلسطين مرات كثيرة قبل النكبة والاحتلال الصهيونى الفنانة الكبيرة أمينة رزق والتى كان لها العديد من الذكريات خلال هذه الزيارات، حيث زارت أمينة فلسطين عدة مرات مع الفرقة المصرية وحتى قبل التحاقها بفرقة رمسيس ، واستمرت زيارتها الأولى لفلسطين اسبوعاً وكانت تزور عدداً من الأقطار العربية ، وهذه الزيارة والحفاوة التى قوبلت بها من اهل فلسطين جعلتها تتمنى العودة مرات أخرى وهو ما حدث بالفعل، حيث تعددت زياراتها إلى فلسطين .
وكان فى يافا عدد من المسارح الكبيرة التى كان يمتلكها العرب ، كما كان بالقدس عدد من دور السينما المجهزة باحدث المعدات والتى يمتلكها العرب أيضا ً قبل الاحتلال، وبعد انضمام أمينة رزق لفرقة رمسيس كان أهالى فلسطين يقيمون عدة حفلات لتكريم يوسف وهبى وأعضاء فرقته.
ولم تكن مدينة تل أبيب وقتها بالمدينة المعروفة والمشهورة بسبب إحجام الفرق عن زيارتها، بعدما هجرها السكان العرب وكثرت فيها أعداد اليهود قبل قيام دولتهم، وامتناع الكثير من المصريين عن زيارتها بسبب كثرة اليهود بها، فى حين كانت مدن يافا وحيفا ونابلس والقدس والنصرة مليئة بالحيوية والنشاط ، وكانت ملاهى يافا لا تغلق أبوابها ليلاً أو نهاراً ، فكانت أمينة رزق تعشق التجول فى شوارع هذه المدن طوال النهار والتحدث مع أهلها، فكانوا يتحدثون أحياناً عن محاولات اليهود لإقامة دولتهم ويسخرون من هذه المحاولات.
وكانت أغلب أيام السنة مليئة بالحفلات والسبق ومنها سباقات الخيل والرماية والديوك ، والأخير كان من أكثر أنواع السباقات المنتشرة التى يحبها الأهالى، وكان موسم الشتاء موسم رواج للفرق المصرية المسرحية والموسيقية.
وكان من أجمل ذكريات أمينة رزق حفلة التكريم الكبرى التى أقامتها لها نساء فلسطين فى فندق الإمبراطور قبل أن تهدمه العصابات اليهودية، وخطبت نساء فلسطين فى هذه الحفلة خطباً سياسية، ووقفت أمينة رزق وألقت خطبة حمست خلالها رجال ونساء فلسطين للدفاع عن وطنهم ضد العصابات اليهودية.