المحامية د. رحاب التحيوى :إنتحار بسنت .. إنتحار لقيم المجتمع وغياب للتنوير الأسري
أصدرت الدكتورة رحاب التحيوى المحامية ورئيس مؤسسة مقام لمحو الأمية القانونية للمرأة بيانا صحفيا عاجلا ..هذا نصه : انتحرت الطفلة 'بسنت' وانتحرت معها قيم المجتمع ومعان كثيرة للنخوة والرجولة ... ليأتي شخص ما طمع بدناءة الأخلاق ليشوه الفتاة بصور مفبركة .. لتصل حقارته لمنتهاها، ويبدأ في ابتزازها.. وحال رفضها للابتزاز الرخيص شهر بها وسط أهل قريتها وذويها ... إلى أن انتحرت الطفلة.
.. وما استوقفني أمام بشاعة الجرم وهول النتيجة .. ماالذي شعرت به الفتاة لتهون عليها نفسها وتتخلص من حياتها ... ألا من إنسان رحيم شعر باختناقها.. فليكن أبا أو أما أو اختا أو صديقة... لقد أقسمت الضحية بالله أنها ليست هي من في الصور .. ولا يأتي هذا القسم المغلظ إلا بعد توسلات وطلب للرحمة.
... بلا شك لم يرحمها الجميع .. ولا أب ولا أم.. في ظل الشعار البالي المسمى ، بالفضيحة أمام الناس ، لاسيما أهل القرية ... ولن نقسو أكثر من اللازم على الأسرة .. فما هي إلا ضحية ضمن ضحايا كثر لغياب التنوير الأسري والعقلي... ولعل ذلك من أهم الأمور التي نسلط عليها الضوء للدور التوعوي والتنويري للأسرة المصرية .. فهذا أول حقوق الأسرة بل حقوق الإنسان في حياة كريمة .
.. إن دورنا ودور كل مثقف ذو علم هو التوعية والتنوير في كافة النواحي لاسيما الناحيتين الإنسانية والقانونية.. ففرق شاسع أن نتبع الإجراءات القانونية للوصول للجاني الدنيء قبل إنتحار بسنت، وبين التحرك بعد وفاتها.
... نخاطب من موقعنا كل فتاة وكل إمرأة .. والأسرة المصرية ... إنها مصر القانون .. ونناشد بالشجاعة النفسية في مواجهة هذه الجرائم ومجابهة هؤلاء المجرمين ... نحن من ربينا جيلا ونحن من زرعنا .. فلما الشك فيما ننحصده ... علينا احترام هذا الجيل بشيء من التنوير العقلي والتوعية..
... ولعل هذا الانذار المتكرر يعد إفاقة للأسرة المصرية ومعنى الحياة الكريمة التي لاترتقي إلا بالتوعية.
رحم الله الفتاة ومن شابهها...