الدكتورة داليا الشربينى وسميولوجيا الحرب علي الإرهاب
يصدر كتاب سميولوجيا الحرب علي الإرهاب قريبا عن دار نشر الوهيبي وسوف يعرض ضمن إصدارات الدار في معرض القاهرة الدولي 2022، والكتاب من تأليف الدكتورة داليا الشربيني الحاصلة علي درجة الدكتورة في الإعلام قسم الصحافة من كلية الإعلام جامعة القاهرة ، وتقديم الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أستاذ الإعلام والدراسات الثقافية بكلية الإعلام جامعة القاهرة .
وقالت الدكتورة داليا الشربينى أن الكتاب يهدف إلى إلقاء الضوء على التغطيات المصورة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العالم العربي، المنشورة في الصحافة الغربية، التي لقيت تغطية واسعة من الصحف العربية والعالمية؛ خاصة بعد أن شهد الإرهاب انتشارًا واسعًا، وغير مسبوق في العديد من مناطق العالم، ولاسيما في بعض البلدان العربية؛ مما جعله ظاهرةً مركبةً تختلط فيها الجوانب الجنائية والإجرامية والنفسية مع الجوانب السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، وبعد أن أصبح بكافة صوره وأشكاله الفردية والوطنية والدولية صار يمثل تحديًا عالميًّا، لا سيما بما يحرزه من تقدُّم مذهل في دروب العلم والتكنولوجيا واستفادته من أوجه العولمة المتعددة، وخاصة شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وبما يفرضه من حضور إعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخاصه القنوات الفضائية والصحف وغيرها؛ الأمر الذي ألقى بظلاله على تنامي الظواهر الإرهابية، ليس من خلال التزايد المضطرد في عدد الضحايا وحجم الدمار الذي تخلفه وحسب بل في قدرة الجماعات الإرهابية على نشر الخطر وإشاعة الخوف والفزع والقلق على مستوى العالم، وتأسيسًا على ما تم عرضه بشأن هذا الموضوع.
مضيفة أن تفكيرها ككاتبة بدأ في دراسة التحليل السميولوجي للتغطيات المصورة للحرب علي الإرهاب في سوريا والعراق في ظلِّ ندرة وغياب الدراسات العربية التي تتناول التحليل السيميولوجي للحروب والإرهاب، وتركيزها فقط على سيميائية الصور والتوظيف السياسي للصورة، وكذلك أيضًا الكاريكاتير ، وتركيزها فقط على سيميائية الصورة الصحفية ودورها في الإشهار الأيديولوجي لتنظيم داعش، وكذلك أيضًا صناعة الخوف في خطاب الصورة الدعائي لتنظيم داعش، والتوظيف السياسي للصورة في قضايا الحراك الشعبي، وفي ظل ندرة الدراسات الأجنبية التي تناولت التحليل السيميولوجي للحروب والإرهاب، فيما عدا دراسة أنجي لوفيلاس Angie Lovelace التي جاءت عن الصور الأيقونية لحرب فيتنام تحليل سيميولوجي كمحاولة للفهم؛ حيث اهتمت الدراسات الأجنبية بتناول الحروب والإرهاب من خلال تحليل أطر التغطية التصويرية لها، وليس من خلال نظرية التحليل السيميولوجي، حيث لاحظت الكاتبة زيادة نسبة الدراسات الأجنبية التي تناولت التحليل السيميولوجي للإعلانات، وحملات الدعاية الانتخابية، والكاريكاتير السياسي.
معقبة بقولها إن تزامن اهتمامها بالصورة الفوتوغرافية مع تصاعد الأهتمام بها في ظل اختلاف المكوِّنات الأساسية للعمل الإعلامي؛ وذلك في ظلِّ ثورة المعلومات والتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، الذي أصبح يعتمد -بشكل أساسي-على الصورة الإعلامية وسيلةً للتواصل مع المجتمع؛ من خلال معالجة الأفكار، وتعزيزها، والسيطرة عليها؛ لتتحول إلى الصور الذهنية التي تُسهم -بشكل أساسي- في تحديد نظرة الفرد إلى المجتمع، وتُعدُّ الصورة الإعلامية وسيطًا يساعد على الوعي بالذات والمجتمع.
كما أحدثت هذه الثورة تغييراتٍ هائلةً في صناعةِ الصورةِ الإعلاميةِ، التي شهدتْ كثيرًا من التطورات في مجمل إنتاجها، وكثيرًا من الظواهر الجديدة باعتبارها وسيلةَ اتصالٍ لها تقنياتها وظواهرها وأخلاقياتها الخاصة بها؛ ولكونها قادرةً على إثارة ردود أفعال سياسية واجتماعية وثقافية بدرجة أكبر مما تحدثه الفنون الإعلامية الأخرى.
فالصورة الفوتغرافية قادرة علي تقديم الحقيقة أكثر من النصوص المكتوبة، فعلى الرغم من أنَّ الصور قد تحتوي في كثير من الأحيان على محتوى عنيف أو صادم أو مثير للاشمئزاز، إلا أنها تقوم بتقديم قيمة اجتماعية كبيرة ، كما أنها تُستخدم دائمًا كأداة للتأثير على تصورات القُرَّاء وإثارة مشاعرهم، خصوصًا في الأحداث الخاصة بالحروب والأزمات العنيفة كما أنها تحتوي على علامات ورموز ومعانٍ واضحة مباشرة وإيحائية ماورائية، والتي يمكن أن تنتج عن طريق وضعية الالتقاط والتأثيرات الخاصة، والمعايير الجمالية في الصورة والمشاهد المتعاقبة، كما أن نوعية الصورة من حيث الألوان ودلالاتها أو الأبيض والأسود وتدرجاته تقدِّم معانٍ إيجابية متغيرة، كما أن حركة الجسم وانطباعات الوجه والإيماءات كلها عناصر تساعد القارئ على تحليل الشفرات الثقافية، وبالتالي القراءات الأيديولوجية أو الأسطورية.
واضافت أنه تكمن أهمية هذا الكتاب في النقاط التالية انه لا يمكننا إغفال الدور الذي تؤديه الصورة الإعلامية كوسيلة للتواصل مع المجتمع من خلال معالجة الأفكار وتعزيزها والسيطرة عليها؛ لتتحول إلي الصور الذهنية التي تسهم بشكل أساسي في تحديد نظرة الفرد إلى المجتمعي وفي إلقاء الضوء على التغطيات المصوَّرة للحرب على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العالم العربي، المنشورة في الصحافة الغربية التي لقيت تغطيات واسعة من الصحف العربية والعالمية خاصة بعد أن شهد الإرهاب انتشارًا واسعًا وغير مسبوق في العديد من مناطق العالم ولاسيما في بعض البلدان العربية؛ مما جعلة ظاهرة مركبة تختلط فيها الجوانب الجنائية والإجرامية والنفسية مع الجوانب السياسية والاقتصادية والإيديولوجية.
ويساعد التحليل السيميولوجي للتغطيات المصورة للحرب على الإرهاب في سوريا والعراق في الصحف الغربية عينة الدراسة على الكشف عن الدلالات والعلامات التي استخدمتها الصحف عينة الدراسة في هذه التغطيات المصورة وما تحويه هذه الصور من علامات ثقافية ودلالات اجتماعية، نستطيع أن نخرج من خلالها بنتائج تُعبِّر عن الأداء الصحفي للصحافة المصورة في الصحف عينة الدراسة.
ويعدُّ هذا الكتاب إضافة أكاديمية في مجال البحث العلمي في ظلِّ ندرة وغياب الدراسات العربية التي تتناول التحليل السيميولوجي للحروب والإرهاب، وتركيزها فقط على سيميائية الصور والتوظيف السياسي للصورة، وكذلك أيضًا الكاريكاتير.
وفي التعرُّف علي الاختلاف بين النظام الإعلامي البريطاني والنظام الإعلامي الأمريكي من حيث ثقافة الصورة في النظامين؛ ممَّا يتيح التعمُّق في طبيعة الأيديولوجيات والمعايير التي تؤثر بدورها عليهما خلال تناول القضايا التي تتعلق بالشرق الأوسط بشكل خاص.
ويساعد الباحثين في مجال الإعلام على إجراء دراسات مستقبلية تتعلَّق بالتحليل السيميولوجي للتغطيات المصورة لقضايا الشرق الأوسط بشكل عام وقضايا الإرهاب والحروب بشكل خاص في الإعلام الغربي؛ ممَّا يتيح التعرُّف على ثقافة الصورة في الإعلام الغربي والبناء العلاماتي لها والكشف عن المعاني المباشرة والإيحاءات الخفيَّة وراءها، والأنساق الأيديولوجية التي تُقدِّمها الصورة في الإعلام الغربي.