فبراير .. إغتيالات وأحداث .. سلسلة مقالات للكاتب الصحفى عبدالناصر محمد يبدأ موقع بوابة الدولة الإخبارية نشرها من الغد
يبدأ موقع بوابة الدولة الإخبارية نشر سلسلة من المقالات التأريخية للكاتب الصحفى عبد الناصر محمد مدير التحرير ،حول سلسلة من الإغتيالات والأحداث التى شهدها شهر فبراير عبر تاريخ مصر المعاصر.
ورغم أن فبراير أقصر شهر فى السنة إلا أنه على مر العصور شهد أحداثا سياسية مؤثرة غيرت مجرى التاريخ المعاصر فى مصر .. لقد حفل شهر فبراير بالعديد من عمليات الإغتيالات لعل أبرزها أول حادثة إغتيال فى التاريخ المعاصر وكان بطلها شاب مصرى أصيل يدعى إبراهيم ناصيف الوردانى والذى قام بإرادة وطنية وبعزيمة المناضلين بإغتيال أحد كبار عملاء الإحتلال الإنجليزى وهو بطرس باشا غالى رئيس الوزراء وذلك فى العاشر من هذا الشهر عام ١٩١٠ .. لقد ضاق الشاب الثائر ذرعا من المواقف المشينة للعميل الإنجليزى الذى أصدر أحكاما ظالمة ضد أبناء وطنه ضحايا قرية دنشواى حيث كان رئيسا لتلك المحكمة المستبدة التى أصدرت أحكاما ظالمة فضلا عن إتخاذه قرارا سافرا بمد حق إمتياز قناة السويس أربعون سنة إضافية تنتهى عام ٢٠٠٨ بالإضافة إلى قرارات أخرى كلها تصب فى مصلحة الإحتلال وضد سيادة المصريين على وطنهم بل تجعلهم يعيشون عبيدا أذلاء تحت نير جنود الإحتلال الغاشم ..
وقد تحول البطل الثائر إلى بطل قومى وذاع صيته فى كافة أنحاء البلاد وأطلق عليه جماهير لقب " غزال البر " إعجابا ببطولته ووطنيته ونضاله ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتأليف أغنية له تخليدا لذكراه وذلك ليلة إعدامه يقول مطلعها " قولو لعين الشمس ما تحماشى لحسن غزال البر صابح ماشى " والتى تحولت إلى أغنية شهيرة للفنانة شادية.
كما كان فبراير خير شاهد على عمليات إغتيالات أخرى لشخصيات كان لها باع طويل فى تسطيرالتاريخ بحلوه ومره مثل المناضل الكبير أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء الأسبق على أيدى عصابة الإخوان المسلمين عام ١٩٤٥ وبعد هذه الجريمة الآثمة شاء القدر أن يتجرع حسن البنا مؤسس تلك الجماعة المشبوهة من نفس الكأس وفى نفس الشهر يدخل قائمة إغتيالات فبراير فضلا عن إغتيال الأديب الكبير والرجل العسكرى الفذ يوسف السباعى وزير الثقافة عام ١٩٧٨ فى قبرص على أيدى جماعة فلسطينية متطرفة وهو الأديب الذى أثرى الحياة الثقافية بالعديد من الروايات الخالدة مثل روايات " رد قلبى والناصرصلاح الدين وجميلة بوحريد والعمر لحظة ونحن لانزرع الشوك "
كما شهد فبراير أول وحدة حقيقية بين بلدين لا تربطهما أى حدود مشتركة بل تربطهما وحدة الصف العربى وروح الأخوة والدم الواحد وهى الوحدة التى تمت بين مصر وسوريا الشقيقة ليصبحا دولة واحدة عاصمتها القاهرة وذلك بعد ترحيب سورى شديد لتقام الجمهورية العربية المتحدة برئاسة الزعيم جمال عبد الناصر بموافقة وترحاب الرئيس السورى فى ذلك الوقت الرئيس شكرى القواتلى ولا تزال تلك حلما كبيرا يراود كل عاشق للأمة العربية ولا تزال تلك الفترة العظيمة تعلق فى أذهان العديد من أبناء البلدين ولا يزال كثير من شعب سوريا العظيم يعتبر مصر بلده الأول مع وطنه الأصل سوريا الشقيقة.
كما شهد فبراير حدثا هاما بعد مرور نحو ستة سنوات فقط من حكم الرئيس مبارك وهى أحداث الشغب عام ١٩٨٦ وهى الأحداث التى لازالت تمثل لغزا غامضا حول مرتكبيها ومن يقف ورائها والتى عرفت بأحداث الأمن المركزى.
أحداث ومواقف سياسية شديدة الأهمية تركت بصمات واضحة فى تاريخ الوطن سوف نسردها بالتفاصيل فى حلقات مسلسلة يتم نشرها تباعا خلال هذا الشهر القصير الكبير بأحداثه الجسيمة.
إنتظرونا مع الحلقة الأولى غدا حول قصة البطل الشعبى " إبراهيم الوردانى " الذى أستمر بلقب غزال البر