الأرشيف والمكتبة الوطنية يواصل برنامجه الثقافي بالتزامن مع ”القاهرة الدولي للكتاب”
يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية برنامجه الثقافي الذي يقدمه بالتزامن مع أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، لليوم الثاني على التوالي، وقد ركز في شؤون الأرشيف والمكتبة الوطنية فتناولت المحاضرة الأولى مهام الأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما يقدمه من برامج وطنية تعليمية، وتطرقت المحاضرة الثانية إلى تاريخ الأرشيف والمكتبة الوطنية ونشأته، وإلى دوره في حفظ الوثائق وإتاحتها، ويأتي هذا الاهتمام تأكيداً على أهمية التعريف باختصاصات الأرشيف والمكتبة الوطنية وأهدافه الجديدة، وهو يعيش مرحلة جديدة بعد أن أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله- القانون رقم 13 لعام 2021 والذي قضى بتعديل اسم الأرشيف الوطني إلى الأرشيف والمكتبة الوطنية.
بدأت المحاضرة الأولى بكلمات مضيئة خلدها التاريخ للقادة الذين أسسوا نهضة الإمارات وارتقوا بالإنسان والمكان في زمن قياسي، ثم عرفت الدكتورة حسنية العلي مستشار التعليم بالأرشيف والمكتبة الوطنية، من حيث نشأته ورؤيته، ورسالته وقيمه، وأهدافه الاستراتيجية، كما عرفت بمهامه ولوائحه التنظيمية، وشرحت بالتفصيل دوره في أداء مهامه في مجال الأرشفة والترميم وعلم الأنساب والتاريخ الشفاهي، وعددت الخدمات الحكومية والمجتمعية والتعليمية التي يقدمها، والشراكات التي يبرمها مع مختلف القطاعات الحيوية بالدولة.
وأشارت في استعراضها لتاريخ الأرشيف والمكتبة الوطنية إلى دوره في جمع تاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وأرشفة الكنوز الوثائقية التي تعتبر ذات قيمة تاريخية وإتاحتها، وتوقفت مع الخدمات التي يقدمها في مجال الأرشفة وحفظ الوثائق، وترميم الوثائق المشرفة على التلف؛ موضحة أنواع الوثائق التي أعدت هذه الخدمة من أجلها، وأنواع الترميم ومراحله والهدف منه. ثم تحولت إلى رصد الأنساب والطرق المتبعة في هذه الخدمة، وطرق تدوين الأنساب، والهدف من دراسة علم الأنساب. ومنها انتقلت إلى التاريخ الشفاهي؛ فبينت الفئة المستهدفة، والدور الذي يؤديه المختصون في هذا المجال، وأهمية التاريخ الشفاهي والهدف منه.
وأوضحت مستشارة التعليم أن الأرشيف والمكتبة الوطنية يستهدف من خدماته التعليمية التوعية بالقيم الوطنية التي تعزز مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وإبراز القدوات المثالية للأجيال، وغرس السلوك والعادات الإيجابية في نفوس الشباب، وتفعيل مبادرات القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، ثم تطرقت المحاضرة إلى خدمات الأرشيف الوطني التعليمية وأدواتها.
واختُتمت المحاضرة بمهام وخدمات الأرشيف والمكتبة الوطنية المجتمعية مُعددة مرافقه المتاحة للاستفادة منها.
تحدث السيد حمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات، والسيد حاتم يونس خبير الأرشفة في المحاضرة الثانية عن تاريخ ونشأة الأرشيف والمكتبة الوطنية ودوره في حفظ الوثائق وإتاحتها، فقدم المطيري نبذة تاريخية عن أهم المراحل وأبرز المحطات في مسيرة الأرشيف والمكتبة الوطنية التي نافت على 54 عاماً، وعن القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2008 ولائحته التنفيذية، ثم شرح بالتفصيل كل حلقة في السلسلة الأرشيفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية بدءاً بتجميع الوثائق، مروراً بمعالجتها، وحفظها، وصولاً لإتاحتها وهي الغاية الأسمى.
وتحدث عن الدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية في إعداد الكوادر وتأهيلها وتطويرها في مجال إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف؛ مشيراً إلى التعاون مع جامعة السوربون أبوظبي في البرامج العلمية والأكاديمية التخصصية التالية: الشهادة المهنية في إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، وبكالوريوس إدارة الوثائق وعلوم الأرشيف، وماجستير إدارة السجلات وعلوم الأرشيف.
واختتم مدير إدارة الأرشيفات حديثة بتعريف كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي ستستضيفه أبوظبي في أكتوبر2023م، مشيراً إلى أنه يعد أكبر حدث أرشيفي، وهو يعقد كل أربع سنوات، وسيناقش في أبوظبي العديد من الموضوعات والقضايا الجوهرية ذات الصلة بمستقبل الأرشيفات.
وشرح خبير الأرشفة طرق البحث عن مصادر المعلومات والوثائق الخاصة بالدولة أو بمنطقة الخليج العربي؛ مشيراً إلى أهمية البوابة الإلكترونية للأرشيف الرقمي للخليج العربي والتي تحتوي آلاف الوثائق التاريخية والوسائط المتعددة التي يتيحها الأرشيف والمكتبة الوطنية مجاناً على شبكة الإنترنت، وإلى أهمية المعارض والمتاحف في تنمية الوعي المعرفي والتاريخي لدولة الإمارات.
وبعد أن عرّف الوثائق والتاريخ الشفاهي وجمع الأرشيف التاريخي وحفظه وإتاحته، تحدث عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في تحويل الوثائق إلى الشكل الإلكتروني حتى يتم إتاحتها للباحثين والمهتمين بتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية ومنطقة الخليج.