الدكتور جمال حماد يكتب...إلى روح ريان
ألى روح ريان رحلت في وداع فريد.. لتكتب من جديد ، ما أدمناه فى عالمنا العربى الفريد...صوره السقوط والظلام والوحده، وكأنك ياريان تكتب بشلال دمائك نهراً جديداً من الأحزان لن يهدأ، أما أنت فقد نجوت من بقايا الرحلة عند أول سقوط، وعندما أرادوا أن ينتشلوك من ظلمه السقوط، كنت فى طريقك إلي الجنه بأمر الله يابنى،لتكتب انشوده البقاء برحيلك،لتسطر اعظم الرسائل، ليستفيق أصحاب القلوب المتحجره..
لا إعتراض ...
هى الأقدار والتسليم والصبر لامحاله...لكنك ياصغيرى بكل بساطه عريت عالمي الفريد بحفره ومطباته وظلامه للأحياء ..،وهذا ياصغيرى ليس بجديد علينا،كأن الصوره لاتفارقنا،مع أختلاف التفاصيل..
كتبت برحيلك عنوان جديد هنا الموت الفريد نشاهده ونبكى ونزرف الدموع ولدينا آلاف منك ياريان ، يموتون جوعاً فى السودان، فى الصومال،فى العراق الأصيله ، يُنسَفون بالبارود فى حضن بقايا فلسطين الأسيره...فى مخيمات سوريا الجريحه يطلق عليهم فى اوطانهم لاجئين...
هل كنتم تحتاجون دليل....
ها قد جائكم دليل فريد... وسهل ( ريان ) عليكم كل الإختبارات البليده ، فى قصص الوداع الحزينه.
أخبرونى....ماذا ستفعلون... لأطفال عالمنا العربى المحاصر بكل الوان التمييز....
أخبرونى...هل ستعلمونهم من جديد...آيه من القرآن ، او رسالة من انجيل كي يتعلموا الصبر عند ظلام الحفر وكهولة أحلامهم..
.هل ستحاولوا أن تعيدوا لهم ماتبقى من آمان ( من فقر من قهر من إستعباد من جديد.. ) ، هل ستنيروا لهم الحفر والمطبات ومنصات الاخفاق ، هل ستنقذوهم من سجون المخيمات...
؛ لم يعد لديكم عذراً يا أصحاب الفخامات ،الساده الأمراء والملوك،أصحاب النياشين....،ولن يرحمكم التاريخ...
وداعا...ياريان...
فقد سطرت لأصحابك لأقرانك ربما ياصغيري حلماً يعاودهم من جديد..خالياً من الحُفر والمطبات و الليل الحالك .. خاليا من الانتظار ،من العقد،من كل ألوان التنكيل..
.
وصبراً..آل ريان فإن موعدكم الجنه
...وهذا جزاء الصابرين.....
كاتب المقال الاستاذ الدكتور جمال حماد استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية