الكاتب الصحفى محمود نفادى يكتب .. مصر ومؤشر الديمقراطية
تعريف الديمقراطية منذ أن ظهرت هذه الكلمة فى الدولة اليونانية، حتى وقتنا هذا، هو حكم الشعب بالشعب، اى ان الشعب ينتخب فى انتخابات حرة ونزيهة من يحكمه، وخاصة رئيس الدولة، وايضا يختار من يمثله، وهم نواب الشعب الذين يتولون نيابة عن الشعب محاسبة الرئيس، وايضا الحكومة .
هذا هو التعريف المثالى للديمقراطية، ولكن هناك قيما اجتماعية وسياسية وظروف تختلف من دولة الى اخرى، كما ان هناك ثقافات ومستويات تعليمية تختلف من شعب لآخر تفرض اجراء مراجعة لتعريف الديمقراطية، خاصة ان شعوب الدول الغربية تعتبر الديمقراطية مسئولية وانضباط واحترام القانون، ولكن فى دول العالم الثالث بعض الشعوب تعتبر أن الديمقراطية هى الانفلات والفوضى وعدم احترام القانون.
وهذ المفهوم دفع الرئيس الراحل انور السادات الى اطلاق تعبير مشهور له قبل اغتياله وهو تعبير "الديمقراطية لها انياب واظافر"، وايضا الرئيس الراحل حسنى مبارك عندما تعرض لضغوط أمريكية من اجل السماح لجماعة الاخوان الإرهابية بدخول مجلس الشعب، فقال: :نحن نرفض الديمقراطية المعلبة والعابرة للقارات".
وكلنا يعلم انه بسبب مفهوم ديمقراطية الفوضى والانفلات فى يناير ٢٠١١ ، خسرت مصر ٤٠٠ مليار دولار، ووصلت جماعة الإخوان لحكم مصر، واستشهد المئات من افراد الشعب ورجال الجيش والشرطة، وكادت الدولة المصرية ان تسقط لولا ثورة ٣٠ يونيو والبطل المنقذ الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ولذلك، فقد اندهشت وانا اتابع بيانات واحصائيات مؤشر الديمقراطية العالمى عن الدول الديمقراطية فى عام ٢٠٢١عندما تضمن ترتيب المؤشر بالنسبة للدول العربية ان تونس الاولى عربيا وال٥٤ عالميا، وان فلسطين الخامس عربيا وال١١٣عالميا، رغم حكم حماس، وما ادراك ما حماس، وان قطر العاشر عربيا وال١٢٦عالميا.
والغريب ان مؤشر الديمقراطية وضع مصر فى الترتيب ال ١٣عربيا، و ال ١٣٨عالميا، دون ان يوضح لنا هذا المؤشر المعايير التى استند اليها فى هذا الترتيب المجحف لحق مصر وما تحقق فى سبيل الوصول للديمقراطية التى يتطلع اليها الشعب المصرى.
فمؤشر الديمقراطية العالمى وضع "كتالوج" موحدا فى القياسات والترتيب، دون ان يراعي الظروف التى تواجه مصر، وخاصة مواجهة الإرهاب واهل الشر، وان مصر تخوض حربا ضد الإرهاب نيابة عن العالم.
وبلا شك، فان الديمقراطية محببة لدى غالبية الشعب المصرى ويتطلع اليها، ولكن ايضا غالبية الشعب يتطلع الى لقمة العيش ورغيف الخبز وحياة كريمة وتعليم جيد، وربما يكون سلم الأولويات لدى غالبية الشعب يضع الديمقراطية فى المرتبة الخامسة من اهتماماته، يضاف الى ذلك أن هناك فرقا بين دولة عربية عدد سكانها مليون نسمة، ومصر التى تجاوز عدد سكانها ١٠٠مليون نسمة فى تطبيق معايير مؤشر الديمقراطية العالمي.
وهذا المقال لايعني هجوما على مؤشر الديمقراطية العالمى، كما أنه لا يعنى ترحيبا بالديمقراطية الحالية فى مصر، ولكنه دعوة لمراجعة معايير الديمقراطية، وان تراعى ظروف كل دولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتعليميا، لان الديمقراطية الأمريكية لا تصلح فى مصر، وايضا الديمقراطية القطرية اقل بكثير مما هو مطبق فى مصر.
ولعل مؤشر الديمقراطية عن عام ٢٠٢٢ يكون اكثر عدلا وانصافا لمصر.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى .. شيخ المحررين البرلمانيين ومستشار تحرير الموقع
مقالات قد تهمك:-
الكاتب الصحفى محمود نفادى يكتب .. جائحة الوباء المعلوماتى أضغط هنا
الكاتب الصحفى محمود نفادى .. الأحزاب والجمهورية الجديدة أضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. منتخب مصر فوق الجميع أضغط هنا
الكاتب الصحفى محمود نفادى يكتب .. سامى متولى رائد الصحافة البرلمانية اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. ذكريات يناير ٢٠١١أضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. وزير الشباب وذاكرة السمك أضغط هنا
الكاتب الصحفى محمود نفادى يكتب .. الاعلام فين أضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. حبس وزير التربية والتعليم اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. تأشيرة الهجرة الى الجنة اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. بعد تجربة شخصية.. شكرًا وزير الداخلية اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. أغنى وريث فى مصر أضغط هنا
الكاتب الصحفي محمودنفادي يكتب.. ”أوميكرون كورونا” و”أوميكرون الإخوان” اضغط هنا
الكاتب الصحفي محمود نفادي يكتب.. من أشجع وزير فى مصر؟ اضغط هنا