الدكتور هاني سرى الدين يعلن عدم ترشحه للانتخابات حزب الوفد القادمة لهذه الاسباب
بعث الدكتور هاني سري الدين ، نائب رئيس حزب الوفد، بيان إلى الجموع الوفدية الأخوات والإخوة أعضاء حزب الوفد جاء نصه كالتالي:
أود بداية أن أعبر عن عظيم شكري وامتناني وتقديري لكل الأصدقاء والأحباب من أعضاء حزب الوفد العريق، شيوخا وقياداتٍ وقواعدا والذين تواصلوا معي خلال الأيام الأخيرة للمطالبة بترشحي لانتخابات رئاسة الوفد أملا في إصلاح الحزب وإعادته إلى مساره الطبيعي كقناة لخدمة قضايا الوطن والأمة المصرية.
إنني مدين بالعرفان والتقدير والمحبة لكل هذه المشاعر الجميلة النبيلة التي تدفقت بصدق وإخلاص ورغبة في الالتفاف حول مشروع يقدم رؤية حديثة ويضخ دماءاً جديدة تعيد للوفد مكانته الطبيعية في قلب الأمة المصرية.
ولكل هؤلاء ولأعضاء الوفد الذين يراهنون على عودة الوفد لمكانته العظيمة أود أن أؤكد اعتزازي وتقديري واحترامي لرغبات الوفديين، غير أنني أربأ بالوفد، اسماً وكياناً، وبنفسي أن أشارك في عملية تضليل لقواعد الوفديين حيث تفتقد العملية الانتخابية لأدنى قواعد النزاهة والشفافية. وليس أدل على ذلك من عدم وجود بيانات واضحة للجمعية العمومية للوفد، فضلاً عن تشكيل جميع اللجان بالتعيين من رئيس الحزب رغم أن اللائحة تحدد شروطاً استثنائية لذلك. كما أن أحداً لا يعرف شيئا عن اللجان النوعية وأعضائها رغم أنها جزءاً من الهيئة الوفدية، ولم تعقد هذه اللجان اجتماعات على مدى العامين الماضيين إلا فيما ندر. فضلا عن إقصاء وفديين كثر وضم آخرين لم تستمر عضويتهم شهورا قليلة. إلى جانب عدم تشكيل لجنة حيادية للإشراف على الانتخابات.
وعليه فإنني قررت عدم المشاركة في هذه الانتخابات احتراما لجموع الوفديين. إن هذا ليس انسحاباً من معركة وإنما احتراماً لكيان عظيم منحنا تراثا وطنيا خالدا، وسأظل مخلصا له ولمحبيه في كل ربوع مصر، وساعيا إلى رفعته واستعادة مكانته بقدر ما أستطيع.
وفي ظل أوقات عصيبة يمر بها الوفد لا يفوتني أن أوضح الآتي:
أولاً: إن انضمامي للوفد تم عن قناعة حقيقية بقيمة هذا الكيان العظيم وتراثه الليبرالي وعطائه ونضال رجاله جيلاً بعد جيل، والذي وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الدولة المصرية، يوماً بأنه قلعة من قلاع الحياة السياسية المصرية، والأمين على تراث الحركة الوطنية.
ثانياً: إن فكرة ترشحي لانتخابات رئاسة الوفد إن هي إلا مشروعاً شاملاً لإصلاح الحزب والجريدة مبنياً على إعادة بناء الوفد على كافة المستويات وتحويله إلى حزب مؤسسي وجماهيري حقيقي فعال ومرتبط بقضايا الوطن.
ثالثاً: إن رؤيتي لانتخابات رئاسة الوفد لم تكن سوى فرصة لحوار وفدي حقيقي جاد وملتزم وموضوعي حول مستقبل الوفد وفرص إعادة بنائه في منافسة حرة شريفة بين إخوة وأصدقاء وأن تكون نموذجاً حضارياً يعيد للوفديين ثقتهم بقيادات الوفد وارتقائهم فوق الصراعات الشخصية وتجييش اللجان خاصة بعد ما ألم بالوفد من صراعات وخلافات تسىء لاسمه ولتاريخه وتجرح مشاعر الوفديين.
رابعاً: لقد حرصت خلال الفترة الأخيرة على أن أبقى بعيداً عن ساحة الصراعات التي شهدها الحزب في أعقاب الانتخابات البرلمانية والتي اتخذت نهجاً يخرج عن المتبعة في هذا الحزب العريق.
خامساً: لقد سعيت منذ انضمامي الوفد إلى تقديم كل ما يمكن من جهد ووقت ومال لدعم الحزب ومؤسساته حيث أعتز بشرف انتمائي له، ولا أمتن على أحد كوني أكبر المتبرعين للوفد وفق أوراقه الرسمية.
سادساً: إنني مع كل فكرة وتوجه وسعي لإصلاح الوفد. سأقف في أي موقع ومع كل شخص يعمل صدقاً على إصلاح هذا الكيان العظيم. وأدعو الجميع إلى التماسك والاستمرار في طريق الإصلاح الشامل حتى يصبح الوفد نموذجاً لحزب سياسي فعال ومؤثر يحمل مسئولياته الوطنية في إطار الجمهورية الثالثة.
عاش الوفد ضمير مصر.