بحيرات الذهب الأبيض».بسيوة
بلورات بيضاء منثورة بأحجام مختلفة، تشبه الثلج حول أحواض من المياه باللون الأزرق بدرجاته المبهجة، تعلوها السماء تشكل لوحة من الطبيعة الخلابة، تسر النظر وتريح الأعصاب.. إنها البحيرات المالحة فى مدينة السحر والجمال.. واحة سيوة بمحافظة مطروح.
من بعيد تظهر كالسراب، وعند الاقتراب منها تجدها برك من المياه شديدة الملوحة غالبيتها سطحية والقليل منها عميق. يحيط بها أكوام من «الملح الصخري» وطينة «الكيرشيف» الملحية. إنها برك الملح.. تميمة السياحة بواحة آمون.
ووسط هذا الزخم من برك الملح المتاخمة لبحيرات الملح العملاقة بواحة سيوة تجد سياح ومصريين يتوافدون عليها بالعشرات للسباحة فى مياهها المتجددة. ومن لا يجيد السباحة عليه اختيار بركة مياهها غير عميقة للاسترخاء فقط على صفحة المياه الشفافة البراقة. يقول على عيسى، وهو أحد أهالى واحة سيوة، ويعمل مرشدا سياحيا، إنهم يسمون بحيرات سيوة «مناجم الذهب الأبيض»، حيث تنتج ملحا صخريا أفضل وأنقى أنواع الملح فى العالم، وكلما أخذ منها الإنسان تعود كى تمتلئ مرة أخرى طبيعيًا، وعندما يتم الحفر بالحفار تتدفق المياه فى الحوض، وكل حوض مياهه مختلفة عن الآخر فترى اللون الأزرق بكل درجاته واللون المائل إلى الوردى والأخضر والأبيض.
ويتابع محدثنا قائلًا: «اكتشفت فى أواخر عام 2011، وتعالج بحيرات سيوة التوتر والإجهاد لأن الملح يقلل الطاقة السلبية وله فوائد كثيرة جدا فبها علاج بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية والإكزيما والجيوب الأنفية وغيرها، بالاضافة إلى استخدام الملح فى الصناعة والطعام وتصديره إلى الدول الأوربية لإذابة الثلوج عن الطرق فى الشتاء.
آخرون من عشاق السباحة فى تلك البرك، أكدوا أن مياهها تساعد على الشعور بالراحة وتزيل التوتر وتنشط الطاقة الإيجابية وتطرد الطاقة السلبية وتعالج بعض الأمراض الجلدية، كما أن تلك البرك التى أصبحت أيقونة السياحة بواحة سيوة تتميز بعدم وجود طحالب أو كائنات حية تنمو على حوافها فهى أمنة لعشاقها. نعود إلى المرشد السياحى على عيسى وهو يقول: «تشتهر سيوة بالسياحة العلاجية وخاصة فى فصل الصيف من بداية شهر مايو حتى شهر سبتمبر، حيث يتوافر بها الرمال الصفراء الناعمة النظيفة والدافئة الصالحة لعلاج أمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل بالدفن فيها».
ويتابع: «وبعد ذلك يذهب المريض إلى البحيرات المالحة للسباحة، وهى مكان مناسب للسباحة لمن يعرف السباحة، ولمن لا يعرف السباحة، حيث أن فى بحيرات سيوة لا أحد يغرق لأن نسبة الملح عالية جدا وتصل نسبة الملوحة فى المياه 98% فى المياه التى ترفع أى شخص، حتى لو كان لا يجيد السباحة رغم عمق البحيرات فيطفو فوق المياه بكل استرخاء وأريحية.
ومن أشهر عشاق برك الملح المغنية والممثلة الأمريكية كاتى بيرى التى حرصت على الاستحمام فيها والتقاط الصور التذكارية بها. وعن تلك البرك والبحيرات يقول محدثنا: «يوجد 4 بحيرات، بحيرة الزيتون تتواجد فى شرق الواحة، وهى تعتبر مصرفا زراعيا قديما وتمتد بحيرة الزيتون لما تزيد عن 500 فدان، وبحيرة أغورمى الشهيرة تقع شمال شرق الواحة، وتبلغ مساحة بحيرة أغورمى 960 فدانا تقريبا، وبحيرة المراقى تتواجد فى غرب الواحة فى منطقة بهى الدين ومساحتها 700 فدان، وبحيرة سيوة فى غرب الواحة فى مدينة شالى مساحتها 3600 فدان».