حلقة نقاشية حول رواية -جبل التيه - للروائية منى العساسى بثقافة الشرقية
ناقش نادى الادب بثقافة الشرقية رواية جبل التيه للكاتبة الروائية منى العساسي وذلك بحضور اشراف الشاعر احمد خاطر مدير مديرية الثقافة بالشرقية و الدكتور محمود سعيد، و بهاء الصالحي رئيس نادى أدب أبو حماد ، والمترجم محمد على ثابت، والكاتب محمود الديداموني، والدكتور صادق النجار، وسوزان الشافعي مديرة بيت ثقافة أبو حماد.
يري الكاتب المسرحي والشاعر والناقد أحمد سامي خاطر ان التصدي لكتابة الإنسان في لحظاته الحرجة، هو التصدي لصعود جبل وعرٍ لأول مرة علي غير دربة واستعداد، فتصور الجبل ووضع خرائط له في الواقع شيء رائع، أما التصدي لتسلقه وصعوده فقد يكون حليفه الفشل المتكرر، وربما الانزلاق المؤسف، إذا ما قرر واضعوا تلك الخرائط الاكتفاء فقط بمشاهدتها عن بعد دون التعرف علي طبيعة نتوءاتها ووعورتها.. ما أبأس الإنسان، محور هذا الوجود، وما أكثر وعورة النفس البشرية الناتئة كجبل، يكتنفه الغموض والأسرار.
وأوضح خاطر هنا بالإنسان في لحظاته الحرجة، بأنه تفصل بينه وبين عالمه فجوة.. فجوة الانفصال عن الواقع المحكوم بقيمه الأكثر ثباتاً، والاتصال بعوالم أخرى أكثر تعقداً واشتباكاً مع هواجس الخوف والشفقة، الانفصال المتصل بكينونة مكبوتاته التي تتوهج في لحظة لتنفجر، واضعة خرائط أخري لواقع موازٍ، أو معادلاً جديداً مفترضاً فيه وبه استعادة القوة من جديد، فيقع أسير دماره، أكثر هزالاً وضعفاً.، كفراشة الضوء التي تلمست طريقها للضوء غير آبهة، دون أن تعلم أن في نورها نارها فتحترق وتسقط.. كبطل تراجيدي في دراما إغريقية قديمة.
الخرافات والحكايات الشعبية
كما أضاف أن الرواية تنتمي للواقعية السحرية وهذا النوع من الأدب يربط بين الخرافات والحكايات الشعبية وبين الواقع المعاش لشخوص النص والمكان والزمن الذي ينتمون إليه تدور أحداث النص داخل عقل أمينة الممرضة التي ذهبت لزيارة قريتها فتعرضت لحادث غرق فقدت فيه زوجها وأبناءها أدى هذا الحادث إلى انفصالها عن الواقع وبدأ عقلها في خلق عالم موازٍ كحيلة دفاعية مرضية لاستمرار والتغلب على الألم.
والرواية تعتبر أسطورة مختلقة لمكان متخيل اسمه جبل التيه تنسج أمينة في هذا العالم الجديد عالم أقرب إلى المدينة الفاضلة في مواجهة قوى الشر أخذت فيه دور الأم الحامي أو رمانة الميزان تشتبك الرواية مع عقلية القارئ العادي لتمرير مجموعة من القيم والأفكار التي تنتصر لقيمة العلم والعمل.
اما الكاتب والناقد محمود الديداموني فقال نحن فى هذا النص الروائي ( ليالي الهدنة – مطارحات الألم) للكاتبة منى العساسي أمام أمرين (الواقع / المتخيل)، فالعمل الرّوائي موازاة فنية مبدعة لعالم الواقع، ونعني بالمتخيل العالم المفترض الذي يخلقه الكاتب ليوازي به عالم الواقع.
ومن جانب آخر أكد الكاتب والناقد بهاء الصالحي أن الرواية تعد من الروايات المركبة التي تقدم أكثر من مستوى للوعي، وهو ما أرادته الروائية حيث شهد البناء الرئيسي للرواية هندسيا ، لتبرير تبدل العوالم الروائية من خلال خرافية العالم وفجائيته كتقنية لتكريس فكرة الزمن .
وأضاف "الصالحي"، وكذلك تطبيع ذلك العالم الخرافي من خلال وعي خالد ذلك الطارئ علي ذلك العالم المتواتر في وعي الشريحة التي تجترح القاصة مسلماتها، حتي تقدم لنا جدارا ذهنيا تختبئ خلفه من مجموع العقل الجمعي الحاضر والذي صيغ من خلال زحف المال الخليجي علي مصر بداية من سبعينيات القرن الماضي، فقد جاءت سيولة مالية محملة بسم زعاف هو نظرة الواقع الصحراوي للمرأة، وبالتالي ازدواج القهر بدلا من العرف الذي تجسد في الباب المفتوح ولكنه عرف قابل للتغيير