بعد تزايد معدلات ضبطها بالأسواق.. كيف تفرق بين لحوم الحمير وغيرها؟
عندما تظهر أخبار الحملات الرقابية أو الأمنية للكشف عن الحمير المذبوحة يصبح الجميع في حيرة ويتساءل كيف يكتشف هذا النوع من اللحوم؛ وما مدى خطورة تناولها؟ لكن عزيزي القارئ لاحظ أن ذبح الحمير ليس مقصور فقط على تناولها حيث إن جلودها تستخدم في أدوات التجميل". على كل؛ سنقدم لكم طرق اكتشاف لحوم الحمير وخطورة تناولها؛ إذ أن تناول لحم الحمير يسبب أضرارا كبيرة لجسم الإنسان، فهي تحمل فيروسات وبكتيريا تؤثر على الجهاز الهضمي للإنسان وقد تؤدي للإصابة بالقئ والإسهال ويعرض المريض للإصابة بالجفاف ومشاكل كبيرة بالجهاز الهضمي، كما قد تسبب الإصابة بالدودة الشريطية أو الديدان.
يقول الدكتورسباعي عمر طبيب بيطري واستشاري سلامة الغذاء؛ أن السبب الأساسي في ذبح واستعمال لحوم الحمير؛ هو أن حيوانات الفصيلة الخيلية قد انتهت قدرتها على العمل وأصبحت غير قادرة على الجر نظرا لمرضها أو أنه تم ذبحها سواء ميتة أو حية ومريضة؛ وذلك بدلا من أن يتركها مالكها تموت لحالها؛ يلجأ لبيعها بثمن بخس جدا؛ ويتم ذبحها في أماكن مخالفة لأنه غير مسموح باستخدامها؛ نظرا لأنها غير مناسبة للاستخدام الآدمي؛ والتي لا يوجد عليها رقابة؛ لأنه عمل يعاقب عليه القانون؛ وبالتالي نوضح أنه لا يتم ذبح الحمير السليمة غير القادرة على العمل.
أولاً كيف نعرف لحم الحمير وهو نيئ؟
يشرح سباعي كيف نكتشف لحم الحمير عندما يكون نيئا، ويقول إننا سنجد أن لونها أحمر داكن جدا يميل إلى اللون الأزرق؛ في حين أن اللحم البقري والجاموس لونه الطبيعي أحمر وردي فاتحً.
دهن الحمار أصفر فاقع ولا يتجمد
وتابع السباعي قائلا إن طرق التعرف على دهن الحمار؛ هو أنه يكون مائلاً إلى الحالة الهلامية مثل الجلاتين وهو لا يتجمد أبدا؛ ولون الدهن أصفر فاقع أو يسمى أصفر نحاسي؛ في حين أن الدهن الجاموسي لونه أبيض؛ أما الدهن البقري فلونه أصفر باهت جدا.
بالإضافة إلى أن الحمير والفصيلة الخيلية هي حيوانات ذات تكوين وطبيعة عضلية خلقت من اجل الجر وحمل البضائع لذلك فان الألياف العضلية لها تكون بها نسبة عالية من الألياف مما يجعل لحم الحمار قوي وشديد جدا.
وتكون الألياف المتخللة أنسجة لحم الحمار بيضاء وواضحة وظاهرة جدا؛ وهذه الطبيعة العضلية للحمار تجعل الكبد يخزن كمية كبيرة جدا من النشا الحيواني داخل العضلات والتي تمكنها من استخدام العضلات في الجر والحركة.
لحم الحمار بطعم السكر
وفي نفس السياق أضاف السباعي، أن النشا الحيواني الموجودة بكثرة في عضلات الحمار عندما يلمس لعاب الإنسان يتحول إلى جلوكوز؛ لذلك عندما تتذوق اللحمة ستجد طعما يميل إلى الطعم المسكر؛ وكأنه يوجد سكر في الفم.
ولكن يعتبر طعم السكر في لحم الحمار هو العلامة الأساسية والأولى لاكتشاف انه لحم حمار؛ مهما أضافت المطاعم له من بهارات وألوان ومكسبات طعم كل ذلك لن يلغي الطعم المسكر؛ لكن ربما تختفي الروائح الكريهة؛ ولكن سيظل طعم السكر واضح لن يختفي أبدا لأنه يظل داخل نسيج لحم الحمار.
ويقدم السباعي؛ علامة أخرى عند مضغ لحم الحمار؛ والتي تكون شديدة جدا عند المضغ نظرا للطبيعة التي خلقت بها الحمير؛ لأنه ذات كتله عضلية شديدة جدا؛ أما في حاله مضغ اللحوم الطبيعية الصالحة للاستخدام الآدمي نجدها سهله المضغ.
كذلك منطقه القفص الصدري لدى الحمار أو ما تسمى الريش؛ يكون ذا حجم قليل جدا أما عظام القفص الصدر للجاموس والبقر يكون عريضا بعض الشيء.
أيضا كاحل الحمار أو ما يسمى الكوارع تكون صغيره الحجم؛ أما في الأبقار تكون ممتلئة وذا حجم كبير ودسمة.
كيف نعرف لحم الحمير أثناء الطهي
تابع السباعي؛ طرق اكتشاف لحم الحمير من خلال إجراء تجربة تتم عبر تسخين السكين على النار؛ ويتم غرس السكين في لحم الحمار وهو نيئ؛ فستصدر رائحة كريهة تشبه رائحة البول أو رائحة إسطبلات الخيل.
أما في حالة إجراء التجربة في اللحم البقري والجاموسي والضأن؛ ستصدر رائحة شواء محببة ومفضلة للجميع ؛ لأنها رائحة مألوفة ومستساغة جدا للإنسان.
علامة أخرى تظهر عند تسويه لحم الحمار وسلقها في المياه ؛ حيث تظهر رائحة شديد ة وكريهة مماثلة لرائحة إسطبل الخيول؛ مع تجمع طبقة لونها اصفر أو بني ظهرت على وجه مياه سلق اللحم.
أهم الأمراض التي تنقلها لحوم الحمير
يؤكد السباعي, أنها تنقل الديدان الشريطية بالإضافة إلى أن الحمار عند ذبحه ميتا أو حيا ؛ ينقل من خلاله أكبر قدر من البكتيريا والطفيليات؛ ومع كثرة تناول لحم الحمار ستبدأ ظهور أعراض تسمم بسيطة على الإنسان أو ظهور إسهال مستمر أو ارتفاع درجه الحرارة؛ ويزداد ذلك أكثر لأنه يذبح في أماكن موبوءة؛ وتنتشر بها الأمراض أكثر نظرا لعدم نظافتها وعدم تعقيمه؛ لأنها لا تخضع لأي رقابة ولا تستخدم فيه أي إجراءات صحية فضلا عن منع تناولها لأنها غير صالحه للاستخدام الآدمي.
ويضيف السباعي، أن مالك الحمار لن يلجأ لذبحه أو لبيعه؛ لأنه يعتبر رأس ماله ومصدر رزقه ؛ بل يهتم به ويقوم بعلاجه وينفق عليه الكثير؛ ولكن ما يذبح فقط الحمار الميت أو المريض الذي لا يأتي العلاج معه بنتائج فيقبل فيه أي سعر مادي يعوضه لشراء حمار جديد قوي لاستخدامه في الأعمال الشاقة .
ولكن هيئة سلامة الغذاء تقوم بدور كبير جدا مع الجهات الرقابية؛ لكشف من تسول نفسه لذبح الحمير وإدخالها في الطعام؛ لما لديهم من الخبرة التي تمكنهم عند الحملات لاكتشاف هذه الأنواع من اللحوم ؛ والتي يتبعها عمل ضبطية قضائية؛ وكذلك الشرطة نجحت بشكل كبير في ضبط ما تسول نفسه لذبح الحمير واستعمالها كغذاء من خلال متابعتهم للأسواق.
لحم الحمير يصيب الكبد
يقول أحمد إسماعيل استشاري التغذية، إن لحم الحمير يؤثر على الكبد والكلى وقد يتسبب في الإصابة بحساسية الجلد، ويعد بيئة خصبة للفيروسات والبكتيريا، وفي بعض الأحيان يسبب تناول لحم الحمير في الإصابة بسرطان الكبد، إذ أن الشخص الذي يذبح الحمير لا يذبحها وهي سليمة بل قد تكون مريضة أو نافقة أو متعفنة، نظرا لرخص ثمنه.
وفي بعض الأحيان قد لا يصاب الإنسان بأي أمراض وذلك راجع لمناعة الشخص نفسه، ويمكن أن يبدأ الأمر بشكل تدريجي الشعور بالقيء والإسهال، وفيما بعد يتكرر الأمر ليصل إلى سرطان الكبد والكلى ؛ لأن بعض الحمير قد تكون مصابة بالسالمونيلا مما يتسبب في تسمم الشخص، ويؤدي للوفاة إذا لم يتم نقله إلى المستشفى على الفور.
جلود الحمير تستخدم في أدوات التجميل
استنكر الدكتور خالد توفيق طبيب بيطري، فكرة ذبح الحمير بهدف تناول اللحوم فقط ؛ حيث إن هناك غرضا آخر هو الاستفادة والاتجار في جلودها ؛ لأن أسعار بيعها مرتفعه جدا؛ وتأخذها الصين ؛ حيث تستخدم هذا النوع من الجلود بسبب أشياء خاصة بهم مثل استخدامها في تصنيع أدوات التجميل والمواد المنشطة .
ولذلك هذه هي فائدة الجلود وما يستخلص منها وليس بغرض الأكل لأنها نقطة صعبه جدا لان من يذبحها يتم القبض عليه من خلال حملات مكثفة جدا ؛ فليس بهذه السهولة عندما نجد حمار مذبوحً نقرر انه يذهب لأكل الناس؛ رغم انه بالفعل موجود ويحدث من عديمي الضمير ولكنها ليست ظاهرة.