مصريون في بلاد العم سام .. أيمن الباز ..البروفسورالذي نجح في الكشف المبكرعن سرطان الرئة بـ ”الذكاء الاصطناعي ”
البروفسور أيمن الباز ابن المنصورة نموذج نادر تتشرف به المحافل العلمية الكبرى لما وصل له من مكانة علمية قلما يصل إليها أي من الوافدين من الداخل والخارج بالولايات المتحدة وشهد له بها الجميع ولذلك كان حواره مع بوابة الأهرام عن مشوار حياته ونجاحه .
يقول بدأت أواجه أول تحد أمامي عندما قررت الالتحاق بكلية الهندسة جامعة المنصورة رغم أن كل من عرفتهم من جيراني وممن حولي كانوا لا يستطيعون استكمال الدراسة بالهندسة والتعثر والانتقال لكليات أخرى وكانت أول مشكلة تواجهني أنني كان لدي أمل ألا أفشل وأستكمل دراستي بها وأمنية حياتي وقتها ألا أتعثر مثل جيراني الذين تعثروا في إعدادي وأولى هندسة وكانت أول مفاجأة لي أنني كنت السابع على الدفعة في إعدادي هندسة وكان أملي فقط أن أنجح واخترت قسم الإلكترونيات والاتصالات وبدأت رحلة التفوق تسير في كل السنوات التالية حتى وصلت في السنة الرابعة والأخيرة وكان أملي أن أكون الأول على القسم وأتعين معيدا بالكلية ولكن هناك صعوبات كبيرة في تعيين المعيدين حيث لم تقم الكلية بتعيين معيدين وقتها لعدة سنوات.
يضيف: عندما بدأت الكلية كان والداي أمامي في كل خطوة لدفعي للأمام والتفوق في دراستي وأن جهدهم جاء بنتيجة ورغم أن الدخل محدود لم نشعر بأننا في حاجة لأحد وكنت أتفانى في المذاكرة والدراسة لأن والداي تفانيا في تعليمنا وخدمتنا وكان والداي حريصين على أن تكون سمعتنا ممتازة وتوجيهنا بأن الإنسان سمعة وعندما توفي والدي لا نذكره إلا بكل خير ولولا جهد والداي ما كانت لنا قيمة في الحياة وكان فيه إصرار منهم على حرمان أنفسهم من كل شىء من أجل أبنائهم وكانت أحسن هدية لي أن السيدة انتصار السيسي كرمت والدتي في العام الماضي في يوم المرأة المصرية وكان بالنسبة لي أحسن تكريم وأكثر من تكريمي شخصيا وهو أن حصلت أمي على هذا التكريم وأن تحصل على جائرة من سيدة مصر الأولى وهو ما أسعدني بدرجة لا يمكن وصفها ولذلك ارتباطي بمصر هو ارتباط روحي
يتابع: كانت أول مره أبتعد عن أسرتي ووصلت جامعة ليوفيل في مايو 2001 فقد دخلت الهندسة في 1992 وفي 1997 أنهيت الكلية وفي عام 2000 أنهيت الماجستير وحصلت على المنحة في فبراير 2001 وسافرت في مايو من نفس العام فقد كنت في مصر أستيقظ السابعة صباحا وأعود للمنزل في الواحدة ليلا وفي أمريكا حرصت على أن أتواجد في الكلية الساعة العاشرة صباحا في المعمل وفي الخامسة أتناول غذائي ولا أعود لسكني القريب من الجامعة إلا ليلا في الثانية أو الثالثة صباحا ونظرا لأن المصادر كثيرة والإمكانيات متاحة فقد سار إنتاجي العلمي غزير وحصلت في جي بي إيه على 4 من 4 ولم أنقص درجة واحدة وجوائز طوال خمس سنوات في أي مسابقة أشارك ، وأنهيت الدكتوراه ولدي 45 بحثا تم نشرها بالمجلات العلمية وهو رقم قياسي لطالب دكتوراه وبراءات اختراع في الكشف المبكر عن سرطان الرئة وبناء عليه منظمة الصحة طلبت تعييني لديها وشركة جنرال إليكتريك وعرضت علي شركة سيمنس للعمل لديها وقبلت عرض سيمنس والتقيت برئيس قسم الهندسة الحيوية بجامعة ليوفيل وهو أحد المحكمين للدكتوراه وسألني عن خططي فقلت له إنني قبلت عرض شركة سيمنس وسألني إذا كنت أفكر في البقاء في جامعة ليوفيل ، وبعدها أرسل لي العميد قبولي وعرض علي العمل بجامعة ليوفيل، فوافقت لأستكمل دراساتي وأبحاثي
واستطرد: عندما بدأت في عام 2006 لم أغير نظامي اليومي وطبيعتي في الجهد والعمل من الثامنة صباحا والسادسة أتناول غذائي ثم أستكمل عملي ولا أغادر الجامعة حتى 2 و3 ليلا وعندما كنت أستاذ مساعد لم أغير سكني وكان قريبا من الجامعة واستمر من 2001 حتى 2016 حتى حصلت على درجة بروفيسور ولما وجدوا غزارة إنتاجي تم ترقيتي مبكرا بدرجة أكبر من بروفيسور وهو أعلى من أستاذ مساعد مع الزملاء الآخرين في نفس المستوى وحصلت على أعلى درجة للبروفيسور وهي أعلي درجة علمية في الجامعة وهو يستغرق 8 سنوات ونظرا لأن ابنتي مريم تطلب نقلها لمدرسة ثانوية بعيدة عن الجامعة لذلك تغير نظام عملي من الخامسة صباحا حتى السادسة مساء وقررت وقتها شراء بيت قريب من المدرسة من أجل ابنتي وبعد عدة نجاحات لكي يتم ترقيتي يجب أن أحصل على تمويل للأبحاث وقد حصلت في الدكتوراه على تقدير أحسسن دكتوراه على مستوى الجامعة وكانت في الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن سرطان الرئة وكان أول تمويل حصلت عليه من مؤسسة كولتر وهو مبلغ 240 ألف لتطوير الكشف المبكر عن سرطان الرئة وذلك لتطوير المعمل ليصبح معمل التصوير الحيوي وحصلت بعدها على تمويل 260 ألف دولار لتحويل التكنولوجيا لمنتج يستخدم في الأسواق وحصلت على تمويل من المنظمة الأمريكية للسرطان وهي من النارد أن تقوم بتمويل أبحاث حيث إن تمويلها للأطباء فقط وكنت الوحيد الذي حصلت على 600 ألف دولار منها لاستكمال تطوير الكشف المبكر عن سرطان الرئة وبعدها حصلت على تمويل من مؤسسة الصحة الأمريكية في سرطان الرئة والكشف المبكر عن رفض الكلي المزروعة وحصلنا على تمويل من وزارة الدفاع للكشف على سرطان الرئة باستخدام التنفس بتحليل هواء الفم.
وبعد أن حصلنا على التمويل للأبحاث في تلك الفترة فكنت أفضل شخصية في لجنة المخترعين الأمريكية في العام الماضي وهي لأول مرة يحصل عليها أحد من الشرق الأوسط وحصولي على هيئة الاعتماد الأمريكية للتعليم الهندسي وفي جامعة ليوفيل حصلت على رقم 2 في الجامعة وفي هيئة جودة التعليم الأمريكية وما زلت أوجه به الطلبة في مصر أن العلم يغير من المستوى المادي والعلمي والخلقي وهو ما عملت عليه حتى وصلت إلى ما آمنت به وتركيزي على العلم والأدب وكان والدي يحثني عليه بقوله الأدب فضلوه على العلم ولذلك لم أستعجل على المال ولم يكن هدفي أبدا طوال مشواري وأتذكر أنني بعد 3 سنوات من إعداد الدكتوراه طلبوا مني إنهائها ولكنني رفضت حتى يقول المشرف على رسالتي أنها انتهت وعملت بجد من اليوم الأول حتى الأخير من رسالتي وحصلت على عمل وسط إعداد الدكتوراه فقال لي صديق إن أمريكا إذا بدأت صغيرا ستظل صغيرا وعزمت على استكمال الدكتوراه ولا أفكر في العمل حتى أنتهي منها ولذلك تركني المشرف حتى أن زملائي القادمين معي في نفس الفترة انتهوا من رسالاتهم بينما استمر عملي عليها ولم أتذمر وطالما لدي وقت وأزيد من خبراتي وكفاءاتي وكان سعيي دائما للعلم وكان تصميمي والحمد لله أن في رحلتي كان هناك من ساندوني ودعموني وأتذكر عندما قاموا بترقيتي لبروفسور مبكرا عن الجميع فسألوني هل مجهودي سينخفض بعد أن وصلت لنهاية الترقيات ولكن ليس طريقا وإلا عندما أنهيت الدكتوراه أبحث عن المال وليس العلم وعندما التقى العميد ورئيس الجامعة أسالهم هل انخفض جهدي ومستواي حتى أن الإنتاج العلمي للمعمل زاد ولم ينقص وهو أسلوب حياة كان منهجي دائما ولم أنس ردود أبي الأدب فضلوه عن العلم ، وبشر الصابرين ، ومن يتق الله يجعل مخرجا ، والرضا لمن يرضى وحصل أشقائي على شهادات جامعية عليا ورضاء أبي وأمي أسلوب حياة وكان له تأثير كبير وطالما أننا نسير على الطريق الصحيح ولذلك لم أجلس مرة واحدة في مقهى وكان بالنسبة لنا أمر غريب لنا .