عادات وطقوس شهر رمضان فى عقل ووجدان المصريين
«اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم»ذكريات وطقوس وعادات شهر رمضان لها واقع خاص فى عقل ووجدان المصريين حيث يحظي الشهر الكريم على مدار التاريخ باهتمام بالغ من الناس إعدادا وتجهيزا واستقبالا . كما أن تلك العادات والتقاليد والذكريات سجلتها روايات واعمال مشاهير الأدباء وفى مقدمتهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويحيى حقى وإبراهيم عبدالمجيد وغيرهم .
الأغانى الشهيرة مثل وحوي يا وحوي ، حالو يا حالو ...والمسحراتى ، المدفع ، الكنافة ، القطائف كلها عادات ارتبطت بشهر رمضان مزجها الشعب المصرى وتوارثها جمعيها لتصبح عادات أساسية فى شهر رمضان الكريم .. وتذخر الثقافة المصرية بعادات رمضانية امتدت لسنوات لا حصر لها تبادلها أهل مصر وشبوا عليها منذ مئات السنين. السطور التالية تتناول جانبا من تلك العادات والطقوس والحكايات .وهو المسحراتي
صوت المسحراتي وحدة من الطقوس التي تسعدنا وتحسسنا بأجواء الشهر الكريم التي يسعد بها جميع الناس ويعد الصحابي الجليل بلال ابن رباح اول مسحراتي في العهد الاسلامي ومهنتة إيقاظ الناس لتناول السحور وكان يؤذن في البداية فيتناول الناس السحور والثاني كان يبتهل إيذاناً بدخول موعد الإمساك فيمتنع الناس عن تناول الطعام قبل أن يؤذن للفجر.
الثاني كان سنة ٢٢٨ ه :
كان عتبه بن إسحاق وآلي مصر في وقت من الأوقات وكان يمشي من مدينة العسكر في الفسطاط الي جامع عمرو ابن العاص وكان ينشد اناشيد دينية من أجل إيقاظ الناس للسحور.
في عصر الدولة الفاطمية:
الحاكم بأمر الله أمر الجنود بأن يمرو علي كل البيوت لكي ييقظوا الناس للسحور وبعدها عين مسحراتي خاص بكل منطقة لكي ييقظ الناس ويتغني باناشيد دينيه منها : اصحي يا نايم وحد الدايم
الدولة الطولونية:
كان النساء يجلسون وراء المشربيه وينشدون أناشيد دينية من أجل إيقاظ أهل الحي للسحور .
في اليمن:
كان المسحراتي يقوم بضرب الابواب بالنبابيت وكان أيضاً يعزف علي المزمار .
في الشام :
كان المسحراتي يتجول بجانب البيت ويعزف علي العود والطنابير وينشد اناشيد دينية.
في القرن التاسع عشر:
تطور موضوع المسحراتي في مصر والسودان المسحراتي كان يتجول بجواره طفل في يده فانوس وكان يوجد معه دفتر يسجل اسامي كل الحي وكان ينادي علي كل شخص باسمه.وخلال السنوات الأخيرة، نجد اندثار للمهنة بشكل تدريجي، فبدأ اختفاءها من الأحياء الراقية، وظلت موجودة في الأحياء الشعبية والقرى، إلى أن بدات هي الأخرى رحلتها إلى الإندثار.
ويعزي عميد المسحراتية في صيدا ، اندثار المهنة في تصريحات ، قال فيها أن “الهواتف التي تشتمل على برامج الآذان والسحور، بما فيها صوت المسحراتي، غزت معظم البيوت، وهذا مؤسف حقا فضلا عن اعتماد الناس على التلفزيون والمنبه للاستيقاظ وقت السحور”.
كما ان الحالة الاقتصادية الضحلة لها تأثير بالغ في اختفاء المهنة، والتي تعتمد على جود الناس وعطاءهم، دون راتب محدد، فلا تسهم في سد احتياجات المتطوعين الذين يجوبون الشوارع طوال الليل.