كل قطعة صلصال تعبر عن شخصية صاحبها.. «الفنانة هبة» تحول السموم إلى قطع فنية
رغم مرور عشر سنوات كاملة اكتسبت خلالها خبرة العمل في مجال تخصصها بالرسوم المتحركة، إلا أنها تركت كل ذلك وتفرغت لتحقيق موهبتها فى تصميم هدايا مميزة من الصلصال الحرارى.. وراء كل هدية قصة تحكى عن تفاصيل صاحبها.. إنها الفنانة هبة حسن عبد الفتاح خريجة كلية الفنون الجميلة.. ومعها كان هذا اللقاء...
هبة خاضت تجربة تشكيل كتل الصلصال الحراري، رغم كونها شاقة للغاية، فمادة الصلصال لا بد أن تتعرض لدرجات عالية من الحرارة حتى تصبح صلبة، ومن ثم دخول المرحلة الأصعب وهي التشكيل المرهقة للغاية، حيث أنه ليس من الممكن تغيير شكله عقب تشكيله، كما أنه هو مكون من بعض المواد السامة لذا فهو غير مناسب للأطفال.
الفنانة هبة بدأت مهمتها المستحيلة مع تلك المواد السامة صعبة التشكيل، بقطعة صغيرة استخدمتها كإكسسوار لملابسها، نالت إعجاب زملائها وأصدقائها، اللواتي طلبن منها تصمم قطع مماثلة لهم، وتدريجيًا بدأت صديقات الصديقات يطلبن منها قطع أخرى، حتى دشنت صفحة خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ولاقى إنتاجها إقبال كبير من المتابعين وكان ذلك بجوار عملها الأساسي في الرسوم المتحركة الذي كان يأخذ كل وقتها من السابعة صباحًا حتى السابعة مساءً.
وبمرور الوقت زاد شغفها بالصلصال، ووجدت نفسها في هذا المجال الصعب والشاق على فتاة، وقررت أن تمنح كل وقتها واهتمامها في هوايتها القديمة، وظلت طوال الوقت تدرس مواصفات الملابس المراد تركيب إكسسوارات لها، وتحدد نوع الإكسسوار المناسب لها سواء زهور أو أشكال فرعونية أو إسلامية أو وجوه، وعلى أساس ذلك تختار الحجم واللون المفضل.
فنانة الصلصال تحدد الشكل أيضًا بناء على هواية الشخص المصممة له الإكسسوارات والألوان المفضلة له، بحيث تعبر عن شخصيته وتعبر عنها، فضلًا عن ذلك تقوم بتصميم شخصيات بارزة على الأكواب الصيني الكبيرة "الماجات"، مثل محمد صلاح أو بسنت ودياسطي، أو زيكو وزيكا وبوجي وطمطم من شخصيات مسلسل الأطفال المشهور "بوجي وطمطم"، أو أشكال تعبر عن مناسبات أخرى مثل عيد الأم وشهر رمضان المبارك وعيد الأضحى والكريسماس.
وعن مراحل تصميم الصلصال، تقول هبة: فى البداية أقوم بتطريتها لمدة ساعة حتى يسهل تشكيلها، ثم تدخل فرن كهربائى مخصص لأنه يصدر منه غازات سامة، ولا يستخدم فى إعداد الطعام، وبعد تسويتها نتركها تبرد وتصبح صلبة، ويمكن الاحتفاظ بها لسنوات طويلة دون التأثر بالماء والجو والأتربة، وتبدأ مرحلة الصنفرة لتنعيمها.
وتضيف: هناك بعض القطع تحتاج تتلمع بملمع مخصوص للصلصال خصوصا في قطع الإكسسوار، وبعد ذلك يتم تركيب القطع المعدنية أو الحليات لو القطعة حلق أو سلسلة أو ميدالية، ويستغرق العمل حسب القطعة من 3 : 12 ساعة.
وتضيف هبة: يأتى الصلصال ملون جاهز، ونحتاج نضيف تفاصيل أكتر للشغل بنستخدم فيها نوعين من الألوان الإكريليك والمايكا بودر لعمل رتوش للشخصية مثل العين والحواجب والرموش أو لإحمرار الخدود.
وعن التسويق تقول هبة: أشارك فى معارض وزارة الشباب والرياضة برسوم مخفضة، للمساهمة فى بيع منتجاتنا، ولكن مع ارتفاع الأسعار وموجة الغلاء التى يمر بها العالم، تواجهنا مشاكل ارتفاع الخامات المستوردة، وهذا يؤثر على سعر المنتج، بالإضافة إلى أن شغل الهاندميد يستغرق وقت وجهد ومشاعر، وأتمنى أن من يقتنى قطعة من شغلى يكون فخور بها للأبد والمشترى يقدر مجهودنا ويزيد وعى الناس بقيمة الشغل اليدوى.