أشرف مهدي: مشاركتي «بالاختيار 3» تحملني مسئولية كبيرة… حوار
رغم تجسيده أدوارًا قد تعُد صغيرة نسبياً من حيث المساحة، إلا أنها تترك علامة لدى المشاهد، إذ يسعى الدكتور أشرف مهدى للبعد عن النمطية والتكرار مع التركيز على الأبعاد النفسية والاجتماعية والفنية لكل دور فى إطار استفادته من عمله كفنان تشكيلى وأستاذًا للفنون الجميلة.
تشارك حاليًا بمسلسل "الاختيار 3".. حدثنا عن دورك وما الذي أضافه لك؟
دوري في مسلسل الاختيار هو الشيخ منتصر ، شخص بلطجي ، تم سجنه في الماضي ليخرج مطلقًا لحيته لكنه يدعي تفقهه في الدين دونما علم أو دراسة ويحاول الإتجار في بعض الأشياء التي تنتسب للدين بشكل ما من سبح وكتب دينية وخلافه، و يتوجه لصاحب بازار بالجمالية ليستأجر منه ڤاترينة خارج المحل مستغلًا وقف الحال بشكل عام ، فيوافق "عطا " وتظهر بعد ذلك على منتصر علامات التشدد ويشتبك مع العاملين بالمحل، ويتورط في إبداء رأيه بالقوة مما يجعله يعود مرة أخرى للبلطجة ولكن تحت رداء وادعاء ديني، الشخصية على صغر حجمها إلا أن لها أبعاد وتطورات هامة وقد حاولت الخروج بها من النمطية والتكرار بالأخص في بدايات ظهورها ، وأتمنى أن ينال أدائي رضا المشاهدين.
وأرى أن المشاركة في أي عمل فني بالنسبة لي هو بمثابة احتفال واقتراب من هدف أسعى إليه منذ مشاركاتي في مسرح الطلاب وحتى الآن،والمشاركة في عمل يحظى بكل هذا الاهتمام والمتابعة والقوة يزيد من حالة الانتشاء والزهو ،إلا أنه يضع على كاهلي العديد من المسؤوليات والترقب لردود الأفعال للمستوى الذي اقدمه من أداء.
شاركت رمضان الماضي بثلاثة أعمال في دور شخص ملتحٍ وتكرر الأمر هذا العام فى الاختيار.. هل قام المخرجون بحصرك في هذا الإطار؟
لست في وضع الآن يؤهلني لاختيار الأعمال التي أشارك بها، إلا أنني قد رفضت دورًا في مسلسل آخر يعُرض في رمضان حيث تم عرض دور زعيم داعشي لأقوم به، فوجدت أن تكرار هذه الهيئة غير مفيد لي بالرغم من اختلاف التناول والأبعاد ،وبالنسبة لشخصيات "يوسف" في تحت السيطرة، "حامد" في هذا المساء، "سمير" في هجمة مرتدة، "أبو قتادة" في القاهرة كابول، "عبد الله" في لعبة نيوتن كلها شخصيات ملتحية إلا أنهم مختلفون، فكل شخصية لها عالمها الخاص وتوجهها ودوافعها المختلفة،وكان من اللطيف أن أقم بثلاثة منهم مع المخرج الكبير تامر محسن، والذي أثبت فعليًا أنه يختار ممثليه بعناية وتركيز فائقين ،ويتضح ذلك في النجاح المتتالي له في كل أعماله ،ينعكس هذا علي بتفائل شديد يؤكد أنني امتلك بعض القدرة على التلوين الناعم بين هذه المساحات المتقاطعة، فالأمر ليس مجرد وجود لحية من عدمها، ولكن أبعاد الشخصية والبيئة والحالة النفسية الخاصة بها، واتمنى بالطبع الخروج لعالم أكثر رحابة من الشخصيات في أعمال قادمة بإذن الله، كمحاولة جادة في هذا الإطار اشترك الآن في الدفعة الثالثة بمركز الإبداع تحت قيادة المخرج الكبير خالد جلال،على أمل اتفاق غير معلن أن أخرج من الأدوار التي ادور في فلكها الآن.
كيف تري السباق الرمضاني الراهن وأي الأعمال تتابعها؟
الجميع يجتهد محاولين إرضاء نوعيات مختلفة من الأذواق، ولكن أجد أن الأعمال الكوميدية قليلة وتتجه إلى شكل واحد،وبالنسبة لي لا أتابع أي مسلسل، أحاول فقط جاهدًا أن أشاهد أكبر عدد من المقتطفات لكل المسلسلات المعروضة، وذلك للوقوف على أساليب الأداء المتنوعة من كل الزملاء للتُعلم والتطوير من نفسي، وبشكل عام شهر رمضان وكل هذا الضغط الدرامي في شهر واحد لا استطيع معه المتابعة الجيدة لعمل واحد، ولكن من الأعمال التي ابهرتني الصورة والتكوينات مسلسل المشوار ومسلسل جزيرة غمام.
فاز أحد أفلامك القصيرة بجائزة مؤخراً.. حدثنا عن هذا الأمر؟
سعدت جدا بالاشتراك بفلميين وأثبتا أهميتهما في العديد من المهرجانات العالمية،فيلم قصير باسم "توكتوك" إخراج محمد خضر ،وفيلم طويل بعنوان "وش القفص" إخراج دينا عبد السلام، والفيلمان مستقلان ولا يوجد مجال لعرضها حتى الآن للأسف للجمهور الأمن خلال المهرجانات، أقوم خلال العمليين بأدوار رئيسية تكاد تصل للبطولة ، وسعادتي بجوائز فيلم وش القفص حيث أنه روائي طويل وشاركت في إنتاجه ، كما أنني قمت بإدارة التصوير ونلت جوائز في التصوير وفي التمثيل من أمريكا وكندا والهند والفلبين.. وأعتقد أن تجربة التمثيل وإدارة التصوير في نفس الوقت تجربة جديرة بالاهتمام بما أنها أثبتت نجاحها في المهرجانات.
نعلم عشقك للتمثيل ومثابرتك لإثبات ذاتك كفنان ولكنك بالأساس أنت فنان تشكيلي وأستاذ جامعي.. فهل يمكن أن يأخذك الفن من المجال التشكيلي كما حدث لبعض أقرانك؟
مازلت أعمل كأستاذ جامعي، وحاليا أقوم بالتدريس في جامعة مصر للمعلوماتية بالعاصمة الإدارية، وهي جامعة ناشئة وواعدة حيث تعتمد على التكنولوچيا في جميع تخصصاتها ،وانا حاليا قائم بأعمال رئيس قسم بكلية الفنون الرقمية والتصميم ، سعيد جدا بأول دفعة في الكلية التي أثبتت حبها للفن وقوتها وقدرتها على التطور السريع ، وقد قادني هذا إلى عمل تجارب فنية من خلال معرض خاص يحتوي على بعض اللوحات السابقة والمضاف إليها تقنية الواقع المعزز،والتي تربط بين الرسم وبين التحريك من خلال تطبيق خاص، ولم تنتهي علاقتي بالفن التشكيلي فهو كان منفذي إلى إدارة التصوير في ثلاثة أعمال قمت بها ،"كان وأخواتها"، "عيد ميلاد" و"وش القفص "،كما أن لي مشاركات في التحريك داخل تلك الأفلام من خلال التترات أو أغاني داخل الفيلم.