إعلام: القوات الأوكرانية تتزود بالوقود من كازاخستان ورومانيا و”أذرع للاستخبارات البريطانية”
تعاني أوكرانيا من أزمة وقود، فالفيول نادر في محطات الوقود في جميع أنحاء البلاد، وحطمت الأسعار أرقاما قياسية.
دمرت القوات الروسية المسلحة العديد من مستودعات النفط في مصفاة كريمنشوك، وهي الوحيدة التي تنتج البنزين والديزل، وتم أيضًا إيقاف عمليات التصدير من روسيا وبيلاروسيا، والتي وفرت أكثر من 70% من الاحتياجات في السوق المحلية، حسبما ذكره موقع "كي باليتيكا"، اليوم الأحد.
ومع ذلك، لا تواجه القوات المسلحة الأوكرانية أي مشاكل مع وقود الديزل، على الرغم من أنه من المعروف أن حالة احتياطيات الوقود قبل أشهر قليلة من العملية الخاصة كانت قليلة بشكل كارثي.
وكتب العديد من وسائل الإعلام الأوكرانية عن هذا في بداية الشتاء، لذلك، فإن إمدادات الوقود مستمرة، واستمرت طوال العملية الخاصة، وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا.
وتعد رومانيا إحدى قنوات إمداد الوقود الرئيسية، حيث توجد مصفاتان هناك، بتروميديا وفيغا، وتقعان في مدينتي نافودار وبلويستي.
وهي مملوكة لشركة "رومبيترول" وهي بدورها علامة تجارية لمجموعة "كي إم جي إنترناشيونال" الدولية للنفط، والتي تعود ملكية أسهمها بنسبة 100% لشركة النفط الوطنية في كازاخستان"كازموناي غاز"، وتقدر الطاقة التكريرية السنوية لكلا المصفتين بنحو 5 إلى 5.5 مليون طن، وقد تم تحديث المصانع مؤخرًا، وللمقارنة، عالجت مصفاة كريمنشوك، نحو 3 ملايين طن سنويًا، حسب المصدر نفسه.
وأطلق الكازاخستانيون مشاريعهم النفطية في أوروبا على نطاق واسع. وتضم شبكة "رومبيترول" للبيع بالتجزئة أكثر من 1100 نقطة توزيع للوقود في رومانيا، وجورجيا، وبلغاريا، ومولدوفا، وكذلك في فرنسا وإسبانيا. كما تقوم الشركة بأعمال الاستكشاف والتنقيب، وتقدم الخدمات في مجال خدمة الآبار.
وفي الوقت الحالي، من المخطط إنتاج وتسليم الوقود إلى أوكرانيا، حيث يتم توريد كل النفط المشحون إلى مصفاة رومبيتول من كازاخستان، ويتم تسليمه بواسطة ناقلات عبر البحر الأسود من ميناء نوفوروسيسك، حيث يتم نقلها عبر خط أنابيب النفط التابع لخط أنابيب بحر قزوي، وهو اتحاد دولي مملوك لروسيا (ترانسنيفت 24%)، (لوك أويل 12%)، (روسنيفت 7.5%)، وكازاخستان 19%، والولايات المتحدة الأمريكية (شيفرون15%) وغيرهم.
ويتم تسليم النفط من نوفوراسيسك إلى محطة "ميديا مارين تيرمينال" البحرية لاستقبال النفط الخام في ميناء ميديا الروماني، والذي يقع على بعد 20 كيلومترا من الميناء الرئيسي لرومانيا، كونستانتا.
وتم بناء المحطة خصيصًا لإمدادات نفط البحر الأسود من كازاخستان، وهي قادرة على استقبال ناقلات فئة سويوزماكس (بوزن ثقيل يزيد عن 160.000 طن).
وبعد المعالجة في المصافي الرومانية، يتم تسليم المنتجات النفطية بواسطة الناقلات إلى مستودعات النفط في منطقتي أوديسا وفينيتسا. وذلك على طول نهر الدانوب إلى إزمايل، ومن هناك بالسكك الحديدية إلى أوديسا، عبر الجسر نفسه بالقرب من بيلغورود- دنيستروفسكي، والذي أصيب مؤخرًا بهجوم صاروخي، حسبما ذكر المصدر.
وأصبحت "كازموناي غاز" المورد الرئيسي للمواد الخام للمصافي الرومانية، ولفترة طويلة كان هناك صراع بين الصيني وبريطانيا.
واللافت للنظر في هذه المواجهة هو مظاهرات يناير/كانون الثاني في كازاخستان، حيث يعتبر حقل كاراشاجاناك للنفط والغاز هو المركز الرئيسي لصناعة النفط الكازاخستانية، وهو أحد أكبر الحقول في العالم. ويتم تطويره من قبل عدد من الشركات التي تشمل رويال دتش، شل، وإيني، وشيفرون، وحتى لوك أويل الروسية.
ومع ذلك، فمن المعروف أن الصين عززت مكانتها في سوق كازاخستان لفترة طويلة، وحصة الشركات الصينية في إنتاج النفط بالبلاد تتجاوز 17%.
وعلى وجه الخصوص، ضغطت شركة النفط الوطنية العملاقة "سي إن بي سي" من أجل صفقة لبيع شركة "كازمواني غاز".
ومن المعروف أن الشركة قد تراكمت عليها ديون بقيمة 16 مليار دولار للدائنين، وتم النظر في أحد خيارات السداد من خلال تحويل حصة من رأس المال لصالح شركة البترول الوطنية الصينية.
ومع ذلك، فقد تمت معارضة التوسع الصيني من قبل جهاز الاستخبارات البريطانية "إم أي 6"، وهو أيضًا أداة ضغط معروفة لعمالقة النفط البريطانية والأمريكية، حيث عمل العديد من العملاء السابقين للمخابرات البريطانية في مجالس إدارة العديد من الشركات الغربية.
بالنسبة إلى بريطانيا وعموم وأوروبا، لطالما كانت سلسلة التوريد الكازاخستانية ذات أهمية استراتيجية، وعانت صناعة النفط الأوروبية من نقص في واردات النفط في السنوات الأخيرة.
وبالتالي، ووفقًا للمراجعة الإحصائية لشركة "بي بي" العالمية للطاقة، تم تحميل طاقات مصافي الاتحاد الأوروبي في عام 2020 بنسبة 72.9%.
ولكن النفط مهم بشكل خاص في ضوء الحرب في أوكرانيا، فبدونه لن يتمكن الجيش الأوكراني من القتال.