«الاختيار- القرار» فى عيون الخبراء| وثيقة درامية تكشف الإخوان
واصل المصريون على مدار أيام رمضان متابعة أحداث الجزء الثالث من مسلسل «الاختيار» الذى حمل عنوان «الاختيار - القرار» الذى أكد على ما قدمه المسلسل فى جزأيه السابقين بأننا لسنا أمام مجرد مسلسل يهدف للترفيه والتسلية أو رصد بطولات رجال الشرطة والجيش فحسب، ولكنه تجاوز هذه الأهداف بما اكتسب من قيمة إضافية باختلاف طبيعته ورصده لفترة تاريخية حاسمة كان لها بالغ الأثر فى تحديد مستقبل مصر والمنطقة العربية وربما الشرق الأوسط والعالم بأثرة.
وخيرًا فعل فريق العمل عندما اعتمد سياسة المزج بين الدرما والواقع مع الإشارة لمشاهد التصوير الحقيقى والتسريبات التى جعلت من العمل وثيقة درامية وتسجيلية تاريخية عالية القيمة استطاعت أن تدحض الكثير من الأكاذيب والروايات المغلوطة التى تداولها البعض وجماعة الإخوان المحظورة داخلياً وخارجياً وهو ما يعكس قدرة وأهمية الفن فى خدمة قضايا الوطن كسلاح حقيقى تفوق قوته الأسلحة التقليدية، فكان المسلسل تأريخاً لما دار فربما تتساقط بعض تفاصيل الأحداث من ذاكرة البعض أو يرحل من عاصروا فكان لابد من وجود وثيقة ستظل باقية بمثل هذه الأعمال التى نحتاج للكثير منها حتى ولو كان فى تكرار هذه الرسالة قسوة وألم إعادة فتح الجروح التى أدمت قلوبنا قبل سنوات وذكريات القلق والهلع على الأهل والوطن..
لنعلم الأجيال المقبلة حقيقة ما عاصرناه ولا ننسى تفاصيل ما حدث ولماذا حدث والأجواء والظروف التى أسهمت فى الوصول للحد الذى كنّا فيه مطالبين بـ»الاختيار» بين وحدة الوطن أو التشتت بين البناء أوالخراب بين النور والظلام وأن يعلم أبناؤنا وأحفادنا تفاصيل هذه الفترة ليس فقط لدراسة الماضى ولكن لاستشراف مستقبل أفضل.
حقائق كنّا نجهلها
نجح المسلسل بكل المقاييس فى رصد الحقيقة وكشف بالصوت والصورة أكبر مؤامرة تعرضت لها البلاد على يد الخونة تجار الدين ورصد حقيقة أفعال الإخوان الإرهابيين الذين حاولوا خلال فترة حكم مرسى أخونة الدولة وفرض الوصايا على الشعب وغيرها من الخطايا التى رفضها الشعب وانحاز له الجيش المصرى حتى تم رفض مخطط الإخوان لتدمير مصر، لقد استطاع فريق عمل المسلسل باحتراف أن يكشف الكثير من الحقائق التى كنا نجهلها عن أحداث كادت أن تحول مصر إلى منطقة خراب بفعل الحرب الأهلية بين أبناء الوطن الواحد ورصد بدقة دور الأجهزة الأمنية المصرية سواء المخابرات العامة أو الحربية أو الأمن الوطنى للحفاظ على تراب الوطن وسط ظروف غاية فى الصعوبة
كشف الغطاء
لقد كشف المسلسل الغطاء عن الكثير من الأكاذيب وصحح المفاهيم ليس للمواطنين الرافضين للإخوان فقط بل امتد إلى بعض من انتموا إلى هذه الجماعة وتعاطفوا معها تحت تأثير الأكاذيب ودعاوى المظلومية المتكررة، وقد تضمنت الحلقة الوثائقية نماذج لعدد من الشهادات من بعض الذين غرر بهم وأكدوا أن المسلسل قد أزال عن عيونهم الغشاوة وعرفوا حقيقة هؤلاء الذين تاجروا بالدِّين وخدعوا أعوانهم قبل خصومهم، حيث استطاع «الاختيار ٣» إعادة الكثير من الأمور إلى نصابها الطبيعى وتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة، وكشفت تحركات رجالات الدولة المخلصين وعلى رأسهم الفريق عبد الفتاح السيسى، والذين حرصوا على العمل لصالح البلاد، وقتما كان الكثيرون يعملون لمصلحتهم دون النظر للدولة والمخاطر التى تحيط بها من كل جانب وترصد السطور التالية آراء بعض خبراء الإعلام فيما قدمه مسلسل «الاختيار» ونجاحه فى فضح جماعة الإخوان.
الاختبار والاختيار
أكد د. سامى عبدالعزيز عميد كلية إعلام جامعة القاهرة الأسبق أنه أكد فى أكثر من مناسبة أن مصر فى حاجة إلى عشرين مسلسلًا من «الاختيار» لأن حجم الجريمة والمؤامرة التى كانت تخطط لتدمير مصر أكبر من أن يتخيلها أحد وأن واقع الأحداث كانت أفظع من الخيال .. وأضاف أن المسلسل كان ما بين الاختبار والاختيار، أولاً اختبار لتنظيم «عاش تحت الأرض» وأصبح يدير من فوق الأرض ومؤامرة دولية استهدفت تقطيع مصر من خلال حرب أهلية، وثانيًا الاختيار من جانب الشعب الذى يتفهم قيمة بلده التى حافظ عليها وعبر بها إلى بر الأمان..
بعيدًا عن المؤامرات الدولية.. فالمسلسل نجح فى فضح مخططات الإخوان وأفضل ما جاء فيه هو أنه وثّق كل ذلك من خلال التسريبات التى استطاع من خلالها إيصال رسالته وهو الأمر الذى أدى إلى التفاعل مع المسلسل على أعلى مستوى.
رد على الدعاية المضادة
ويقول د. صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: أعتقد أن عملية التوثيق التاريخى لأحداث الوطن ومبادرة الدولة بالحرص على توثيق أحداث الوطن تمثل ضرورة حتمية للتوعية بالحقائق وتفاصيل ما حدث لأننا لم يكن لدينا ما يوضح حقيقة ما حدث وهذا حق لكل الأجيال الجديدة لتعرف التحول السياسى الذى حدث وأسبابه ومبرراته، وأضاف أن الوجدان المصرى فى حاجة لعشرات بل مئات الأعمال لترصد هذه التحول بشكل فنى يعيد الثقة بين النظام السياسى والأعمال الفنية وكشف الغطاء تاريخيًا عن حقيقة الأحداث، وأكد أن جدارة مسلسل «الاختيار» وأهميته أنه أتى فى وقت معاصر للأحداث وحرص الدولة على إبراز هذه الحقائق يمثل مرحلة فارقة فى كتابة التاريخ السياسى لمصر وعن تجربتى الشخصية تكتسب هذه الأحداث مصداقية كبيره لدى الشباب والمعاصرين للأحداث، وأضاف أن الوجدان المصرى فى حاجة إلى عشرات الأعمال التى تجسد هذه البطولات وتوضحها وكلما تعددت هده الأعمال كانت أعظم .
توصيح وأكبر رد على الدعاية المضادة التى توجه للنظام السياسى المصرى.
فى الوقت المناسب
وأوضح المخرج محمد فاضل أن المسلسل جيد جدًا وكان من الضرورى تقديمه فى هذا التوقيت، لأن التاريخ يسجل كل الأحداث وهو تسجيل مهم لتقديمه لعامة المشاهدين وفى الحقيقة العمل حمل جهدًا فنيًا كبيرًا كان على درجة عالية إلى جانب الجهد المعلوماتى الكبير الذى تم تقديمه واستطاع المسلسل فضح مخططات الإخوان من الناحية التوثيقية بالتحديد لكن بالطبع مازلنا نحتاج إلى العديد من الأعمال الفنية لكشفهم وأنا أعتبر أن الاختيار هو البداية، ولابد أن تتعرف الأجيال الحالية والقادمة على ما فعلته الجماعة فى مصر على مدى تاريخها.
فضح الإخوان
ويرى د. سامى الشريف أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أن المسلسلات التى تعتمد على الوثائق تحتاج إلى جهد كبير جداً لوضعها فى قالب درامى وكانت هذه هى مشكلة «الاختيار» أن المخرج وكاتب السيناريو يريدان توصيل رسالة تتضمن رصد الحقائق ونجحا بالفعل فى فضح جماعة الإخوان الإرهابية من خلال العمل من خلال الوثائق والتسريبات التى لا يمكن أن يكذبها أحد، وأضاف أن اعتماد هذه السياسة ربما أثر بعض الشىء على الخطوط الدرامية من الناحية الفنية، ولكنه أمر مقبول لأن الدراما الوثائقية دائماً ما تضع نصب أعينها تقديم الحقائق كأولوية أولى ولو على حساب البناء الدرامى، حيث استطاع المسلسل أن يكشف أشياء لم يكن يعلمها الشعب حول مؤامرة جماعة الإخوان ضد الدولة، الشعب صبر 30 عامًا عما كان يسميه فسادًا فى عهد مبارك ولكنه لم يستطع الصبر على الإخوان فى سنة واحدة روفض سلب قيمه وتاريخه وتهديد هويته، فحظى ما تم عرضه من تفاصيل مؤامرة هدم الدولة وتغيير هويتها ونمط الحياة إلى تجاوب شعبى كبير مع المسلسل واستطاع الجزء الثالث كشف جماعة الاخوان ومؤامراتهم على هدم الدولة مما أعطى للمسلسل تعاطفًا جماهيرياً ونسب مشاهدة غير مسبوقة بين مسلسلات رمضان.
الاختيار 4
وأضافت د. ميرفت الطرابيشى عميد إعلام جامعة 6 أكتوبر السابق: المسلسل جميل ويحث على الوطنية ونحن فعلا نحتاج إلى شباب ملم بهذه الأحداث التى حدثت لأن المسلسل نجح فى تقديم الناحية الوثائقية بالصوت والصورة وتوثيق كافة الأحداث التى مرت علينا فى حكم جماعة الإخوان وكل أفعالهم الإرهابية و»اد ايه» كان الجيش والشرطة مثالًا حيًا للشباب بأنه كيف كان الجيش والشرطة فى خدمة الشعب فى فترة عصيبة وملهمة وبالطبع استطاع الاختيار كشف مخططات الإخوان وإبعادهم بمصداقية من خلال وثائق ملموسة أثرت فى قلوب ووجدان الشعب المصرى.
والاختيار بجميع أجزائه يكملون بعضهم البعض ونتمنى تقديم الاختيار 4.