انشقاق القمر .. المنصات تشتعل حول اقتراب الساعة فما يقوله التراث
تناولت منصات التواصل الاجتماعى صورتين توضحان وجود تصدع، وتشقق على سطح القمر، وبدأت التعليقات حول حقيقة انشقاق القمر، لكن أرجعوا الأمر إلى أن هذا هو الجرم قريب إلى الأرض، وأنه قد انقسم في الماضي، ومن ثم تم الالتحام، وقد رأي البعض أن هذا هو تفسير لسورة القمر الموجودة في القرآن الكريم، ويتوافق مع معانيها، وهذا يشير إلي اقتراب الساعة كما انتشر على صفحات التواصل الاجتماعى، فما هو تفسير الآية "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ".
جاء تفسير الطبرى في قوله تعالى : "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)" (القمر)، يعني تعالى ذكره بقوله ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ): دنت الساعة التي تقوم فيها القيامة، وقوله ( اقْتَرَبَتِ ) افتعلت من القُرب، وهذا من الله تعالى ذكره إنذار لعباده بدنوّ القيامة، وقرب فناء الدنيا، وأمر لهم بالاستعداد لأهوال القيامة قبل هجومها عليهم، وهم عنها في غفلة ساهون.
وقوله ( وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) يقول جلّ ثناؤه: وانفلق القمر، وكان ذلك فيما ذُكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، قبل هجرته إلى المدينة، وذلك أن كفار أهل مكة سألوه آية، فآراهم صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، آية حجة على صدق قوله، وحقيقة نبوّته: فلما أراهم أعرضوا وكذبوا، وقالوا: هذا سحر مستمرّ، سحرنا محمد، فقال الله جلّ ثناؤه ( وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) .
وينحو الذي قلنا في ذلك جاءت الآثار، وقال به أهل التأويل: فحدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة " أن أنس بن مالك حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرّتين " .، وحدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس, قال: انشق القمر فرقتين.
وحدثنا ابن المثنى والحسن بن أبي يحيى المقدسي قالا ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة عن قتادة، قال: سمعت أنسا يقول: " انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وذكرت الأحاديث الواردة في ذلك :فنجد رواية أنس بن مالك: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: سأل أهل مكة النبي - صلى الله عليه وسلم - آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ، فقال : ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق .
وقال البخاري: حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ; أن أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين ، حتى رأوا حراء بينهما .
وأخرجاه أيضا من حديث يونس بن محمد المؤدب، عن شيبان، عن قتادة، ورواه مسلم أيضا من حديث أبي داود الطيالسي، ويحيى القطان ، وغيرهما، عن شعبة، عن قتادة .