كاليجولا..أشهر ملك مجنون.. ادعى الألوهية وجعل حصانه عضوًا بمجلس الشيوخ
اسمه الحقيقى جايوس لكنه اشتهر وعرف بلقب كاليجولا منذ طفولته، لكن الأهم من ذلك، أنه بات من أشهر الملوك المجانين فى تاريخ الإنسانية حتى يومنا هذا.
ولد جايوس المعروف بـ كاليجولا داخل أسرة ملكية، فجده الأكبر هو الإمبراطور الروماني الشهير يوليوس قيصر، ووالده الإمبراطور جيرمانيكوس، وابن أخيه هو نيرون الإمبراطور الشيهر المتهم بإحراق روما.
قبل أن يتولى كاليجولا حكم روما بين عامي 37- 41 ميلاديا، كان جايوس طفلا محبا للحصون العسكرية، وفنون القتال، فكان مولعا بالحروب وبساحات القتال، هذه الرغبة دفعت والدته لأن تصمم له زيا عسكريا وحذاء صغيرا، يرتديهما أثناء ذهابه لساحات تعلم الدروس القتالية، ومع تكرار ذهابه بهذا الزى لدروس الفنون القتالية أطلق عليه الجنود لقب "كاليجولا"، الذى يعني المجند صاحب الحذاء الصغير.
حينما جاء عام 37 ميلاديا، توفى الإمبراطور تيبريوس، فانتقل الحكم إلى كاليجولا، وحينها كان يبلغ من العمر 24 عامًا، وكان يحظى بشعبية كبيرة في بداية فترة حكمه، نتيجة لقرارته التى أسعدت شعبه، بعدما قام بإلغاء الضرائب، وبإطلاق سراح المعتقلين داخل السجون، وإقامة المسابقات الفنية والعروض داخل المسارح، فأصبح من أكثر الحكام شعبية بين الناس.
لكن هذه الشعبية لم تدم طويلا، فبعد ستة أشهر من جلوس على كرسى العرش، أصيب كاليجولا بمرض شديد عرضه للمعاناة من الألم لمدة شهرمتواصل، وحزن شعب روما بأكملها عليه، ولم يعرف أحد من الأطباء سببًا واضحًا لمرضه، إلا أنهم أرجعوا هذه الآلام لفرطه في شرب الخمر، والسهر كثيرًا.
هذه الأمراض جعل حياته تنقلب رأسا على عقب، إذ تحولت شخصيته بشكل تام، من الإمبراطور المحبوب، إلى الطاغية المكروه من شعبه، فوصل به الجنون إلى إدعاء الألوهية، وتمادى فى جنونه بأن أجبر الآباء على رؤيتهم لأولادهم وهو يُعدمون، وسعيه لبناء جسر يربط بين مملكته وبين كوكب المشترى، حتى يتمكن من الوصول إلى الآلهة الأخرى والتشاور معهم.
ولم يتوقف جنون وبطش كاليجولا عند هذا الحد، بل زاد فى الأمر وبنى تماثيل ضخمة له داخل المعابد، وأمر شعبه بعبادتها، وأمر بقتل جميع الصلعان بسبب كرهه الشديد لهم، بالرغم من كونه أصلعا، كما أمر بإغلاق جميع مخازن الغذاء، حتى يُحدث مجاعات كبير ببلاده، ليستمتع بمشاهدة الناس وهي تموت ببطء بسبب الجوع، ليلقي عليهم جملته الشهيرة "سأكون بديلًا لكم عن الطاعون".
كما وصلت درجة الخرف والجنون به لمرحلة كبيرة، حيث أنه أعلن أن جواده الخاص المعروف بـ "تانتوس"، بكونه عضوًا جديدًا بمجلس شيوخ البلاد.
وتوالت جرائم وأفعال "كاليجولا" المجنونة بين شعبه، من الاغتصاب والحرق والقتل، حتى قُتل مطعونًا بـ 30 طعنة على يد مجموعة من حراسه بقصره، ليتم إلقاؤه بأحد الآبار العميقة، ويتخلص منه شعبه من بطشه وجنونه إلى الأبد.