المستشار الأكاديمي لمفتى الجمهورية: الحكم بالكفر والمجازفة في تكفير الناس أمر خطير
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتى الجمهورية، إن الكفر هو إنكار ما علم ضرورة أنه من دين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم، كإنكار وجود الصانع، ونبوته -عليه الصلاة والسلام- وحرمة الزنا ونحو ذلك.
وأضاف "عاشور" في رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقول: «هل يجوز لكل شخص أن ينزل حكم الكفر على آحاد الناس من المسلمين؟، أن الحكم بالكفر والمجازفة في تكفير الناس شأنه خطير، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه: "أَيُّما رَجُلٍ قالَ لأخِيهِ: يا كافِرُ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما"».
وأشار إلى أنه قد اتفق الفقهاء على أن إنزال حكم الكفر على أحدٍ خاصٌّ بالقضاء لما يحتاجه من تحقيق وتأنٍّ، ويتأكد ذلك في هذا الزمان الذي ظهر فيه المتشددون الذين يرمون غيرهم بالكفر لأدنى شبهةٍ.
ومِن المقرر أنه لا يجوز التسرع في تكفير المسلم متى أمكن حمل كلامه على محمل حسن، وما يشك في أنه كفر لا يحكم به، فإن المسلم لا يخرجه عن الإيمان إلا جحود ما أدخله فيه؛ إذ الإسلام الثابت لا يزول بالشك، وذلك عملًا بالقاعدة الفقهية: «اليقين لا يزول بالشك».
وأوضح أن تكفير آحاد الناس بقولٍ أو فعلٍ لا يجوز شرعًا بل ذلك خطرٌ عظيم، فإذا كان في المسألة وجوه تُوجِب التكفير ووجه واحد يمنع التكفير فعلى المختص بالحُكم أن يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم، فضلًا عن أن الحكم على أحدٍ بالكفر هو اختصاص القضاء وحده.