انطلاق الاجتماع الرسمي للدورة الخامسة لملتقى الاتحادات العربية النوعية المتخصصة في تونس
انطلق بالعاصمة التونسية اليوم الإثنين الاجتماع الرسمي للدورة الخامسة لملتقى الاتحادات العربية النوعية المتخصصة برئاسة السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية نائبا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، ومشاركة مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية محمد خير عبدالقادر وعبدالرحيم محمد سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية "الجهة المستضيفة".
وقال السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية - في كلمته التى ألقاها نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط- "يطيب لي في البداية أن أنقل إليكم تحيات معالي السيد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي كان ينوي السفر إلى تونس لترؤس أعمال الملتقى لولا إصابته بفيروس (كوفيد- 19)، واسمحوا لي أن ألقي على مسامعكم كلمة بالنيابة عن سيادته".
وأضاف "يطيب لي أن نلتقي مجدداً في مقر إحدى المنظمات العربية المنبثقة عن جامعة الدول العربية، ومن محاسن الصدف أن نعقد أعمال الدورة الخامسة للاتحادات العربية النوعية في مقر اتحاد عربي عريق تعود فكرة إنشائه إلى العام 1955، ويدلنا تاريخ تأسيس هذا الاتحاد على الرغبة الصادقة والمبكرة من جانب القيادات العربية في تأسيس اتحادات عربية تسهم في دعم العمل العربي المشترك".
وتابع "اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر إلى المهندس عبدالرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، الذي بذل جهوداً مقدرة لاستضافتنا في مقر الاتحاد هنا في الجمهورية التونسية"، لافتا إلى أن جامعة الدول العربية سعت إلى إرساء منظومة متكاملة من المنظمات والاتحادات المتخصصة، وحرصت على رعايتها ودعمها لبناء بيوت خبرة عربية تقدم الدعم والمشورة للدول في مجالات تخصصها، ومع تزايد أعدادها وتنامي أنشطتها، كان من الضروري إنشاء ملتقى يجمعها بشكل دوري لتنسيق هذه الأنشطة وتعزيز دورها في إطار منظومة التعاون العربي، حتى تواكب مستجدات العمل التنموي بكل أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وأشار زكي -في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الأمين العام لجامعة الدول العربية- إلى أنه منذ إطلاق هذا الملتقى في عام 2017 حرص شخصيا وباهتمام كبير على الارتقاء بدوره وتطوير أدائه من خلال بلورة خطة متكاملة تشكل خارطة طريق مستقبلية، وأنه لازال يرى أن ترتكز هذه الخطة على تحديث آليات عمل الملتقى، ومعالجة المشكلات التي تواجه الاتحادات وتحول دون تمكنها من أداء دورها التنموي، والترويج لأنشطتها بالشكل الكافي الذي يعرف المواطن العربي بهذه الانجازات ويجعله يلمس نتائجها في حياته.
وأوضح أنه تم خلال الدورات السابقة اختيار معالجة موضوعات التحول الرقمي لما لها من أهمية في إثراء النقاش العربي حول آليات تطوير القطاعات الرقمية، والاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وتعزيز بناء القدرات وتبني المشاريع الابتكارية الرائدة، مشيدا في هذا السياق بالأوراق الواردة من الاتحادات بشأن مجهوداتها ومبادراتها لتعزيز التعاون الرقمي العربي.
وقال "ولأن أعمال هذا الملتقى يجب أن تنصب على معالجة المشكلات الحالية وتواكب الأوضاع الراهنة، والتي تتسم بتقلبات متلاحقة وسريعة، فقد رأينا بأن يناقش الملتقى في دورته الحالية موضوع التغير المناخي وتداعياته على الأوضاع العربية، إذ تواجه المنطقة العربية بشكل خاص تحديات بيئية متعاظمة بسبب التغير المناخي، مثل موجات الحر الشديدة وتزايد رقعة التصحر، وندرة المياه، وتدركون جميعاً الآثار الوخيمة التي تسببها تلك التغيرات على الأمن الغذائي العربي من تراجع في المحاصيل، وتدهور في الأراضي، وإرتفاع أرقام الجوع والفقر".
ونوه إلى أنه زاد من تدهور هذه الأوضاع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، التي أدت إلى أزمة غذاء عالمية بسبب إرتفاع أسعار الطاقة وما لذلك من تأثير مباشر على أسعار المنتجات الغذائية وأيضاً بسبب انقطاع الإمدادات الواردة من هاتين الدولتين، وأن المنطقة العربية من أكثر المناطق تأثراً بهذه التبعات لارتباط الدول العربية بطرفي النزاع في مجالات حيوية كالحبوب والطاقة والسياح، وأن هذه الأوضاع المستجدة دفعت الحكومات العربية إلى إعادة فتح النقاش حول الأمن الغذائي العربي.
وأشار زكي إلى أن الأمانة العامة للجامعة و بتكليف من وزراء الخارجية العرب بصدد إعداد دراسة حول الموضوع تمهيدا لعرضها على مجلس الجامعة في دورته القادمة، ولأن الاتحادات تلعب دورا فاعلا في مجالات عدة ترتبط بالأمن الغذائي بشكل مباشر أو غير مباشر، أتمنى أن تسهم بدورها في تعزيز الجهود العربية لسد الفجوة الغذائية، ومواجهة التهديد الذي يلاحق عددا من الدول العربية في هذا المجال، وأغتنم الفرصة لأحث الجميع على المساهمة في تعزيز هذه الجهود، وفي ختام الكلمة قال "وختاماً.. أتمنى لأعمال هذه الدورة كل التوفيق والنجاح وكلي ثقة بأن نتائجها سوف تُسهم في تحقيق الأهداف التي نعمل جميعاً لأجلها