فى ظل ارتفاع درجات الحرارة فى الغالم --كيف يواجه كبار السن الطقس الحار؟
يعتبر كبار السن أكثر تأثرا بدرجات الحرارة العالية ؛ مما يجعلهم عرضة للإصابة بكثير من الأمراض المتعلقة بفصل الصيف، مما يتطلب مساعدتهم في اتباع كثير من النصائح للمساعدة على حمايتهم من درجات الحرارة المرتفعة ؛ حيث إنهم من أكثر الفئات العمرية المعرضة لعدم القدرة على تحمل التغيرات الجوية المختلفة.
لذلك مع ارتفاع درجة حرارة الجو يجب على كبار السن توخي الحذر واتباع بعض النصائح التي تساعد على تجنب حرارة الجو ومواجهتها للحماية من المخاطر المحتملة.
علاقة ارتفاع الحرارة بوفاة كبار السن
يقول الدكتور ماهر محمود استشاري الأمراض الجلدية إن الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجو يسهم في حدوث الوفيات خاصة لكبار السن، والتي تحدث نتيجة الأمراض التنفسية التي يتعرضون إليها في فصل الصيف ومنها الالتهابات الفيروسية.
أيضا قد تظهر الأمراض الجلدية لكبار السن خلال فترة الصيف وحرارة الجو، وهذا بسبب ضعف طبقات الجلد عند التقدم في السن مما يتسبب في حدوث العدوى الفطرية.
ويؤدي المناخ الحار إلى إصابة كبار السن بارتفاع ضغط الدم، ويحدث ذلك نتيجة عدم شرب الماء بالكمية المطلوبة، وهذا قد يعرض كبار السن إلى الإصابة بالجلطات بالقلب والدماغ.
نصائح لكبار السن لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة
يضيف استشاري الأمراض الجلدية على كبار السن عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وخاصة في فترة الظهيرة، لما لهم من مخاطر صحية على كبار السن ؛ ولكن عليهم الحذر عند الاضطرار للخروج ؛ حيث يجب عليهم ارتداء قبعة ونظارة شمسية، ووضع كريم واق من الشمس على البشرة لحماية الجلد.
مع ارتداء الملابس الفضفاضة والابتعاد عن الملابس الداكنة ؛ لأنها تمتص الحرارة المرتفعة؛ وعليهم تجنب تسرب الأشعة البنفسجية للشمس داخل المنزل ؛ لذلك عليهم فرد وإسدال لستائر لتقليل تسرب هذه الأشعة داخل المنزل ؛ خاصة في ساعات الذروة.
الماء والعصائر
أشار أيضا , إلى ضرورة تناول كبار السن كمية كبيرة من الماء يوميا والعصائر الخالية من السكر للحفاظ على رطوبة الجسم، كما يجب تناول الفواكه والخضراوات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء ومنها الخس والخيار والبطيخ ؛ مع محاولة استعمال المراوح والتكييفات داخل المنزل عند حرارة الجو المرتفعة بصورة تضمن سلامه توزيع الهواء على كافه جوانب المنزل ؛ حتى لا يتم تركيزها على جسم كبار السن فتسبب لهم أضار أخرى .
ويفضل الاستحمام بالماء البارد والذي يساعد على تبريد الجسم وبالتالي التقليل من الشعور بالحر ؛ مع الحصول على فترة قيلولة أثناء ساعات الذروة، وهذا لأنه عند النوم تقل درجة حرارة الجسم بمعدل طبيعي.
السمنة وعلاقتها بالحرارة وكبار السن
يقول أحمد إسماعيل استشاري التغذية العلاجية ، إن الخطر الصحي الناتج من الطقس الحار بالنسبة لكبار السن الذي يعانون من السمنة المفرطة ومن الأمراض المزمنة، أيضا المرضى الذين يتعاطون أدوية معينة، وقت إصابتهم بمرض خطير أو في حال تعرضهم لنقص بالسوائل أو ما يسمى بالجفاف ؛ ولذلك يفضل متابعتهم لتوقعات الأرصاد الجوية والاستعداد لها والحذر منها .
خلق مناخ بارد
وفي نفس السياق تابع أنه يجب العمل على خلق محيط بارد بكبار السن في وقت الذروة بشكل امن عليهم ؛ بتالي الحذر عند الخروج في ساعات الحر ؛ وإذا أرادوا ممارسة الرياضة فمن المحبذ تحديد النشاطات خارج البيت في ساعات الصباح الباكر أو في ساعات المساء.
ويفضل لكبار السن في ساعات الحر الخلود إلى الراحة. وتقليل النشاط البدني القوي في الطقس الحار؛ ولكن في حالة القيام بنشاط بدني، فعليهم الحرص على شرب الماء والمشروبات الخفيفة الطبيعية خلال القيام بأي نشاط .
توصيات في حالة خروج كبار السن
يقول علي رمضان استشاري الطب الرياضي عند اضطرار خروج كبار السن وقت الذروة فعليهم استخدام قبعة واسعة الأطراف، مع استخدام نظارات شمسية، وارتداء ملابس فاتحة اللون، خفيفة ومريحة، وإذا أمكن من الضروري دهن كريم حماية من الشمس.
مع محاولة أن يستريح كبار السن بين الحين الأخر في مكان غير مشمس ؛ مع عدم إبقاء كبار السن أو أي شخص داخل سيارة واقفة ونوافذها مغلقة.
وأن ترتفع كمية الشرب المطلوبة من الماء من 8 إلى 10 أكواب ماء في اليوم حتى بدون الشعور بالعطش ولاتصل إلى حاله العطش الشديد مع تناول وجبات خفيفة ومتوازنة.
الحذر في حالات الخطر
يقول الدكتور محمد فاروق استشاري أمراض القلب , على كبار السن وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة التشاور مع الطبيب المعالج في حالات الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلب وأوعية دموية، من سمنة مفرطة، من أمراض مزمنة أخرى، من أمراض نفسية، وعند الإصابة بمرض خطير أو التعرض للجفاف.
وكذلك كبار السن الذي يتم علاجهم بأدوية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي في الدماغ ؛ مثل أدوية للتهدئة، للنوم، لمرض باركنسون ولمشاكل نفسية معينة؛ حيث تعتبر هذه الأدوية أن تزيد من الحساسية للإصابة من الحر.
تأثير الحرارة على جسم الإنسان
تابع استشاري أمراض القلب هناك درجات مختلفة من الإصابة جراء الحرارة؛ ومنها الإصابات الخطيرة هي ضربة الشمس والإجهاد الحراري.
وتعتبر "ضربة شمس" أعلى لدى كبار السن لدى المرضى بأمراض قلب وأوعية دموية، ولدى الأشخاص الذين يعانون من سمنة مفرطة، و المرضى بأمراض مزمنة أخرى، لدى من يتم علاجهم بأدوية معينة، وعند الإصابة بمرض خطير أو التعرض للجفاف.
والعلامات التي تنذر بالإصابة بضربة شمس تشمل درجة حرارة جسم تكون أعلى من 39.5 C° ، مع احمرار الجلد، نبض سريع، صداع قوي أي الإحساس بدقات القلب في الرأس، دوار، غثيان، بلبلة، تشوش الوعي.
وعند الإصابة بضربة الشمس يجب نقل المصاب بسرعة إلى المستشفى ؛ وقبل وصول الإسعاف يجب وضع المصاب في منطقة باردة وعمل كمدات باردة ؛ ولكن عند الإصابة بضربة شمس يجب منع تقديم الشراب إلى المصاب مع العلاج بواسطة السوائل التي تتم عن طريق الوريد من قبل الطاقم الطبي.
الإجهاد
ويضيف فاروق أن كبار السن في حاله تعرضهم للدرجات الحرارة المرتفعة ؛ يصابوا بنوع أخر يسمى الإجهاد ؛ وهي حالة معتدلة أكثر من ضربة الشمس، ويمكنها أن تنشأ بعد التعرض للحرارة لعدة أيام ؛ وتحدث نتيجة نقص تناول الشرب الكافي للماء.؛ وهو يعتبر الخطر كبير بشكل خاص لدى كبار السن، لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم ولدى الأشخاص الذين بذلوا مجهوداً بدنياً في محيط حار.
ومن علامات الإجهاد الحراري التعرق الشديد، الشحوب، آلام العضلات، التعب، الضعف، الدوار، الصداع، الغثيان أو التقيؤ وميل إلى الإغماء.
لكن في معظم الحالات يكون الجلد بارداً ورطباً، ويكون النبض سريعاً وضعيفاً، والتنفس سريعاً وسطحياً ؛ لذلك من يشعر بالجهاد أ وتحدث له ضربه الشمس عليه الراحة في منطقة باردة، وتحرير الثياب الضاغطة؛ مع تبريد الجسم بالكمامات ؛ والاقتراب من المكيف وشرب الماء بجرعات صغيرة.