اجتماع نادر لزعيم كوريا الشمالية بالقيادات العسكرية.. والغرب ينتفض
يعيش الغرب في ظروف حالكة بلغت مداها اليوم عقب إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون عن اجتماع نادر بالقيادات العسكرية، والتي تنذر باختبارات نووية كورية قد تشعل المنطقة وتسقط العالم في هاوية الحرب النووية، بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية والتي حملت البشرية فتورة باهظة من الخراب والتدمير.
كوريا الشمالية
ووفقا لموقع "بزنس إنسايدر"، لا يجتمع زعيم كوريا الشمالية مع القادة العسكريين، إلا في حال وجود أمر مهم عسكريا، وهو ما دفع التقارير الغربية لتوقع أن يكون الاجتماع تمهيدا للاختبار النووي المرتقب، والذي يثير قلق الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون في الأشهر الأخيرة، إن كوريا الشمالية تستعد لإجراء أول اختبار نووي لها منذ عام 2017، مع تصعيد كيم لسياسة "حافة الهاوية"، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة كوريا الشمالية كقوة نووية، والتفاوض للحصول على مزايا اقتصادية وأمنية من موقع قوة.
ويعتبر هذا الاجتماع الأول لكيم جونج أون منذ عام، مع كبار مسؤوليه العسكريين، والذي جرى فيه مناقشة سياسات الدفاع الوطني وخطط سباق التسلح بعد الجولة الاستفزازية من اختبارات الصواريخ الباليستية هذا العام، والتي أحيت التوترات مع واشنطن وسول.
حزب العمال الحاكم
وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية في بيونج يانج، الأربعاء، أن كيم ترأس اجتماع اللجنة العسكرية المركزية لحزب العمال الحاكم الذي انطلق الثلاثاء، لاستعراض خطط الدفاع خلال النصف الأول من عام 2022 والتأكيد على "المهام الحاسمة والعاجلة" لتوسيع القدرات العسكرية وتنفيذ سياسات الدفاع الرئيسية.
ولم يتضمن التقرير أي خطط أو ملاحظات انتقادية تجاه الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية.
وخلال يونيو الجاري أعلن الجيش الكوري الجنوبي أن كوريا الشمالية أطلقت سلسلة قذائف مدفعية بعد أيام على إعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أنه سيستخدم "القوة ضد القوة" للدفاع عن سيادة بلاده.
وقالت هيئة الأركان المشتركة في سيول: إن الجيش الكوري الجنوبي رصد "مسارات طيران عدة" يُعتقد أنها نيران مدفعية كورية شمالية، وذلك بين الساعة 8،07 (23:07 بتوقيت جرينتش) والساعة 11:03 صباح الأحد قبل الماضي، وذكّرت الهيئة بأن سيول مستعدة دوما لرد فعل عسكري حازم بالتعاون مع حليفها الأمريكي.
عمليّات إطلاق صاروخية حديثة
وعادةً ما تُعلن وكالة الأنباء الرسميّة الكوريّة الشماليّة عن أيّ تجارب أسلحة ناجحة في غضون 24 ساعة، غير أنّها لم تُشِر إلى إطلاق صواريخ أو إلى أيّ عمليّات إطلاق صاروخية حديثة.
وعقد مكتب الأمن القومي التابع للرئاسة في كوريا الجنوبيّة اجتماعا مساء الأحد قبل الماضي للبحث في إطلاق القذائف المدفعيّة تلك، وإعادة التشديد على موقف سيول المتمثّل بـ"الرد بهدوء وحزم" على استفزازات بيونج يانج، وفق ما أعلنت الرئاسة.
وأشارت الرئاسة إلى أن القذائف المدفعية التي أُطلِقت كانت من النوع "التقليدي" وارتفاعها منخفض نسبيًا وقصيرة المدى.
تجارب عسكرية
وأجرت كوريا الشمالية، إحدى الدول الأكثر عسكرة في العالم، تجارب عسكرية عدة منذ بداية العام، بما في ذلك إطلاق عشرات الصواريخ البالستية باتجاه بحر اليابان؛ وكثفت بيونج يانج جهودها لتحسين برنامج أسلحتها هذا العام رغم العقوبات الاقتصادية الشديدة.
ورغم تفشي كوفيد في كوريا الشمالية، أظهرت صور جديدة ملتقطة بالأقمار الصناعية أن بيونج يانج استأنفت بناء مفاعل نووي كان العمل فيه متوقفًا منذ فترة طويلة؛ بالتزامن مع تحذيرات الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أن نظام كيم جونج أون قد يجري تجربة نووية سابعة.
ليبقى العالم ينتظر بقلق نزع فتيل الازمة النووية المتجددة في شبه الجزيرة الكورية مع ارتفاع المخاطر من الزج بالدول العظمى النووية في صراع قد ينهى على كامل البشرية.