ماذا تفعل لو كانت حبيبتك “بتتقل” عليك؟
تشعر أنك محظوظ لأنك عرفت الفتاة التي تريد الدخول في علاقة معها، ولكنك لا تجد الأمر سهلاً، تلجأ الفتاة التي تحبها لـ “التقل”. في هذا المقال نعرف لماذا تلجأ النساء لأسلوب “التقل”، وكيف تتصرف في هذه الحالة.
تواجه العلاقات العاطفية كثيراً من المشكلات في بداياتها، من صعوبة التحدث مع الطرف الآخر، والتوتر للقائه، والتفكير في موضوعات يمكنكم التحدث عنها، أو حتى إبقاء شرارة الإعجاب مشتعلة في قلب فتاة تريدها.
لكن ماذا لو تجاوزت هذه العقبات، أو وجدت أكبرها أن حبيبتك “تتقل عليك”، وتمنحك شعوراً بأن من الصعب أن تنال رضاها، أو تحظى بإعجابها الكامل؟
إنها مشكلة معتادة، قد تنتهي نهاية سعيدة لو عرفت كيف تديرها لصالحك، وقد تصبح تجربة سخيفة يزعجك تذكرها، أو تورطك في مواقف شديدة السوء. إليك الدليل الشامل للتعامل مع حبيبتك “التقيلة”.
موجز تاريخ “التقل صنعة” في حياتنا العاطفية
قبل التحدث عن “التقل صنعة”، دعونا نتوقف قليلاً مع مصطلح “التقل” المستخدم بشكل أساسي في مصر.
تشير كلمة “التقل” إلى مزيج من التصرفات والسلوكيات المتمنعة، والمقصود بها إثارة اهتمام الرجل، أو نيل حبه، أو الاحتفاظ بحبه، أو دفعه لتطوير العلاقة العاطفية لخطوة رسمية جادة.
تعتمد إستراتيجية “التقل” على التلاعب النفسي والعاطفي بالطرف الآخر، ومنحه إشارات متضاربة تعبر عن الإعجاب، وأخرى تعبر عن اللامبالاة، وأخرى تعتمد على الابتزاز العاطفي لتحقيق مكاسب مختلفة في العلاقة، سواء ماديّاً أو معنويّاً، وإدارة مكاسبها لصالح الشخص المتلاعب “التقيل”.
هناك أنواع مختلفة من “التقل”، تحترفها كثير من السيدات، ويعتبرنها “صنعة” تتمكن منها الأنثى الذكية القادرة، لتتعامل مع الرجال بالحد الأدنى من الخسائر
وهذه بعض إستراتيجيات التقل الشهيرة:
* المرأة المتقلبة
في لحظة تحبك وتعاملك بلطف ومودة يأسران قلبك، ثم فجأة تبتلع هذا “الريق الحلو” وتتصرف بطريقة جافة أو بطريقة رسمية كأنك شخص عادي لا تجمعكما أي علاقة مميزة.
* المرأة المتكبرة
تتظاهر هذه الفتاة أنك واحد من آلاف يطاردونها، وتُصدّر لك صورة براقة بأنها أبعد من منالك بكثير. تتعمد تجاهل رسائلك وتتأخر في الرد على مكالماتك لتشعرك بأنك لست مهماً جدّاً، لكنها لا تقطع حبال الود بشكل واضح.
* المرأة المرغوبة
تبالغ في إظهار عدد خُطابها وراغبيها، ومن يحبها ومن “يكراش” عليها ويلاحقها بإعجابه، وتريك بعض هداياهم، وتقص عليك كيف يعاملونها برومانسية كأنها أميرة خيالية. لها ألف ابن عم عائد من الخليج، وزملاء حققوا المليون الأول، كلهم يريدونها زوجة، وعليك أن تتقدم لها رسميّاً لو كنت مهتماً بها حقّاً.
التمنع
* المرأة المساومة
تظهر لك الصد والجفاء بشكل مبالغ لو ارتكبت في حقها خطأ، وتعذبك حتى تقبل اعتذارك، كي لا تكرره مستقبلاً.
* المرأة المغوية
تريك بعضاً من الإغراءات التي تشعل خيالك ورغبتك، لتزيد انجذابك إليها، أو تدفعك لخطوة رسمية تكلل علاقتكما بالزواج، لأنه الإطار المقبول لممارسة الجنس عند الأغلبية في مجتمعنا.
كل هذه الإستراتيجيات، وأكثر منها، غرضها واحد فقط؛ أن تبقيك مشتعلاً بالرغبة في نيل ودها وإعجابها، وبذل كل جهدك لتكون لك، وقطع خطوات كثيرة تستغرقها العلاقة العاطفية، في زمنٍ قصير، دون تفكير إلا في شيء واحد: هذه الفتاة يجب أن تكون لي “بأي ثمن”.
لكن لماذا تتصرف كثير من السيدات بهذا الشكل؟
“التقل صنعة”.. لهذا نتلاعب برجال نحن معجبات بهم
قد تبدو كلمة “التقل صنعة” مستفزة لمن يبحث عن علاقة عاطفية دافئة، ويحلم بالاستقرار، ويكره إضاعة الوقت والجهد في ألاعيب المراهقين، ويريد معرفة موقف الطرف الآخر من مشاعره، وقراره النهائي. لكن، هناك بعض الأسباب التي تدفع السيدات للتصرف بهذه الطرق المتلاعبة.
يربي المجتمع النساء على عدم الثقة بالرجال، والعكس صحيح.. فالرجل الذي يعبر عن إعجابه ويجد استجابة فورية، يعتقد أن صاحبتها سهلة، رخيصة، سيئة السمعة، وبالتالي يعيد التفكير في قرار التعرف عليها أو الارتباط بها، مردداً: “ما دامت قبلت بالتعرف عليّ بسهولة، فسوف تقبل بالتعرف على غيري”.
الحقيقة أن لا مشكلة في هذا، يمكن للفتاة أن تتعرف عليك وعلى ألف شخص آخر، مثلما تمتلك أنت الحق ذاته، الفارق هو، من سيكون مناسباً لها، وتختاره بحب، لتقطع معه الطريق حتى آخره؟
هناك أيضاً الكثير من الرجال الصيادين، الذين يهوون الفريسة الصعبة، ومتعة الصيد، وهؤلاء ينفرون من المرأة التي تفتح لهم الباب بسهولة وتعاملهم بمودة وتنتظر تفاعلاً. إنهم يريدون الصيد، وعند وقوعه بسهولة في الفخ ينتقلون للبحث عن صيد آخر يرهقهم ويعذبهم.
كل امرأة تقريباً قابلت رجلاً من هذا النوع، يعاملها بلطف ومودة حتى ينال اهتمامها، وفور تعبيرها عن هذا الاهتمام بالقول أو الفعل، يبدأ في إهمالها، وإساءة معاملتها باعتبار مودتها تحصيل حاصل، أو حتى يختفي من حياتها باحثاً عن أخرى يعيد معها الكرة.
لعبة الصياد والفريسة
كل هذا، بجانب ازدواجية المجتمع الذي يمجد الرجل متعدد العلاقات، ويحقِّر المرأة إذا كان لها “ماضٍ”، يورط الطرفين فيما يشبه اللعبة.
الرجل لا يريد امرأة سهلة المنال، حتى وإن كانت قديسة فسوف يشك فيها، أو يملّها سريعاً. والمرأة قد تكون معجبة بك فعلاً، وتريد فتح الباب على مصراعيه لتتعرف عليك، أو تغدق عليك الاهتمام، لكن كل الاعتبارات السابقة تدفعها للتظاهر بالتقل، لتضمن أنك لن تسيء فهمها أو معاملتها.
من هنا جاء تعبير “شوَّق ولا تدوَّق”، أثيري مشاعره وغيرته، وأحياناً رغباته، لتبقيه عالقاً في شباكك. امنحيه القليل من الحب، وبعض الاهتمام، وبعض الوعود، وربما بعض القبلات والأحضان المسروقة، لينفذ ما تريدينه.
السيدات اللواتي يتظاهرن بالتقل ليرسلن إشارة أنهن لسن سهلات المنال، سرعان ما يزهدن اللعبة ويسلمن قلوبهن للحبيب، إذا تأكدن أنه رجل مستقيم، راغب في ودهن حقّاً، ويريد التعرف إليهن لرؤية إلى أين ستمضي العلاقة.
على ناحية أخرى بعض السيدات يتقن التلاعب والتقل لتحقيق مكاسب مستمرة من العلاقة، مثل تغذية شعورها بالأنوثة، وأنها مرغوبة ومتحكمة فيك تماماً، أو دفعك لتبني قراراتها ووجهات نظرها، وإرضاء كل رغباتها، دون اهتمام بمشاعرك.
دليلك للنجاة من فخ “التقل”
إذا كانت حبيبتك ترسل لك كثيراً من الإشارات المتضاربة، فيمكنك النجاة باتباع بعض الأساليب التي ستكشف لك حقيقة مشاعرها.
1. تأكد أنها مشغولة حقّاً
قد تظن حبيبتك تتقل عليك إذا غابت عنك أياماً، لكن تأكد إذا كانت مشغولة في دراسة أو عمل، أم غائبة عنك فقط. إذا كانت مختفية من حياة الجميع فربما هي مشغولة فعلاً، لكن إذا كانت تتجاهلك بينما تنشر عشرات الصور وتدردش مع جميع الأصدقاء على السوشيال ميديا مثلاً، فهي إشارة غير جيدة.
من حقها أن تحظى بمساحة شخصية طبعاً، وأن تختار متى تتحدث مع من، لكن إذا تكرر الأمر كثيراً، أو كان هو طريقة تعاملها الأساسية، فربما هي غير مهتمة أو تتلاعب بك.
2. اتخذ خطوة
الفتيات لديهن معجبين طوال الوقت، البعض يتلاعب والبعض يمرح وغيرهم، لهذا تصرف بشكل مختلف. إذا كنت راغباً في التودد إليها ابذل جهداً إضافيّاً، ادعوها إلى السينما أو كوب قهوة وتحدثا، أو افتح حواراً لتكملانه لاحقاً في لقاءٍ مباشر. لا تجعل مشاعرك مجرد تلميحات ومراقبة من بعيد. خذ خطوة تجعلك مميزاً عن الآخرين، وتلفت نظرها، فربما تكون غير منتبهة.
3. توقف عن مطاردتها
كما يعجب بعض الرجال بدور الصياد، تستمتع بعض النساء بدور الفريسة وتحب من يطاردها، وحين يطمئن لنيلها تفعل شيئاً يثير غضبه وغيرته ليعود لمطاردتها من جديد. إذا شككت أنها تتعمد التلاعب بك، وتهملك عن قصد، توقف عن مطاردتها، العب دور “التقيل” أنت أيضاً، فربما يجعلها هذا تفكر بتعقل أنها قد تخسرك لو بالغت في “التقل”، وتعود لتتودد إليك.
4. عبر عن مشاعرك
خذ خطوة أخرى شجاعة وعبر عن مشاعرك، وإذا كانت علاقتكما مستقرة، فعبر عن رفضك من سلوكياتها المؤذية هذا، ووضح حدودك وما تقبله وما لا تقبله.
من المفيد أن يحدث هذا مبكراً حتى لو أدى إلى صدام، فالخلافات المبكرة أهون من انفصالٍ مرير بعد فترة طويلة من التورط العاطفي. والانفصال أهون من فسخ الخطوبة، وفسخ الخطوبة أهون من الطلاق كلما حللت مشاكل العلاقة أو فقدت الأمل في إصلاحها مبكراً، كان هذا أفضل.
5. لا تخضع
كثير من أساليب التقل تهدف لأخذ خطوة جدية في العلاقة، أن تتقدم لخطبتهاأو تعجل بالزواج مثلاً. إذا لم تكن مستعداً لهذا عن طيب خاطر، وبكامل إرادتك.. لا تفعله. إذا لم تكن واثقاً ومطمئناً لامرأة ستشاركها العمر كله، لا تكمل الطريق.. مهما كان الثمن أو كانت التهديدات.
6. اقبل الرفض
كما ننصح النساء ضحايا الصياد الذي يتخلى عن فريسته بتجاهله ونسيانه، لأن رجلاً غير صريح أو جباناً يخشى مشاعره ليس أهلاً للثقة، ننصحك أيضاً بتقبل الرفض من سيدة ليست مهتمة بك كفاية لتراعي مشاعرك، أو أنانية وقليلة المراعاة كفاية لتتلاعب بشخص يخطب ودها.
سيكون الأمر مؤلماً في البداية لكن التخلي المبكر عن علاقة مؤذية يضمن لك توظيف مشاعرك مع الشخص الصحيح مستقبلاً. لا تستنزف قلبك وتهدر طاقتك في علاقات مؤذية.
انتبه.. التقل ليس دائماً “تقل”
هناك جانب شديد الأهمية لعدم الثقة المتبادل بين الجنسين في مجتمعنا، فإذا كانت السيدات يتظاهرن بالرفض وفي أعماقهن يتمنين أن تبذل جهداً أكبر، أو تشعر بقيمتهن، أو تحدد موقفك من العلاقة بوضوح، فكيف تثق أن من تقول “لا” تعني “لا” فعلاً؟
إنها أزمة كبيرة تثار في كل قضايا وجدالات التحرش، ستسمع كثيراً أن “الستات بتحب كده”، وستجد من يزعم بأن السيدات يعشقن من يستميت في مطاردتهن ولو ضد رغبتهن، وستجد أفلاماً تطري هذا النمط غير الصحي من العلاقات، ويفوز البطل بالبطلة في النهاية.
لكن دعنا نخبرك بوضوح: كل هذا هراء، وحتى إن كان يحقق نتائج مع البعض، لا تتبعه، لئلا توقع نفسك في موضع المتحرش.
إذا أعجبتك امرأة عبر عن إعجابك بما يقتضيه الزمان والمكان، لا تبالغ في مطاردتها، وإذا قالت لك “لا” فاقبل الرفض دون مساومة ولا ضغط. إذا كنت متعلقاً بها للغاية أخبرها بكل مشاعرك، وأنك تريد فرصة للتعرف أو إدارة العلاقة بشكل أفضل. إذا رفضت ثانيةً، توقف.
هذا التوقف قد يحرك مشاعرها، سيرسل إشارة أنك شخص آمن يحترم رغبتها، وربما يجعلها هي من تبادر بالكلام. لكن تجاهل رفضها والإصرار على التعرف عليها لن ينتهي أبداً بشكلٍ جيد، فأبسط رد فعل أنها ستعنفك، وفي أسوأ الأحوال ستبلغ عنك لأنك متحرش.الإلحاح بعد الرفض الصريح تحرش. إذا لم يكن رفضها صريحاً أخبرها بمشاعرك وابتعد خطوة واترك الكرة في ملعبها.
تتذكر المرأة طويلاً رجلاً قالت له “لا” فتراجع. تعيد التفكير فيه، وأحياناً تتساءل: “ماذا لو كنت قد منحته الفرصة؟”، وربما تبتسم للذكرى. لكنها لا تشعر بأي راحة نحو رجل داس مشاعرها، وأصر على خلق علاقة معها حتى وهي تقول صراحة إنها لا تريده. فكن الذكرى الطيبة في حياة من تمر بهن، ولا تسبب لهن جرحاً تحاول أنت تفاديه.