المستشار أسامة الصعيدي يكتب.. بعد الإطلاع.. العالم الافتراضي يحكم بالجهل بالقانون
دعونا نعيش فى دهاليز هذا الموضوع الهام والذي يتواكب مع حالة اللاوعي التي صادفت وقوع العديد من الأفعال الإجرامية التي تشكل اعتداء على حق الإنسان فى الحياة.
وفى ذات السياق يثور التساؤل هل أصبح العالم الافتراضي »وسائل التواصل الاجتماعي« هو الذي يحكم فى ظل الجهل بالقانون؟ وما هو البديل للوقوف أمام هذا الخطر الداهم الذي يجد فريسته صيداً سهلاً فى مجتمع يقل نسبة الوعي بالقانون فيه، ليس ذلك فقط بل عدم الوعي بما يحاك بمجتمعنا من مخاطر؟
فى البداية وقبل الدلوف إلى الإجابة على الأسئلة المشار إليها دعونا نضع تعريف للعالم الافتراضي فهو بيئة مجتمعية على الإنترنت قائمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بصورها المتعددة حتى يتمكن الأفراد من التفاعل مع هذا العالم لمحاكاة العالم الحقيقي.
وفى مقام الإجابة على الأسئلة المشار إليها بصدر المقال دعونا نقرر أولاً بأن هذا العالم الافتراضي لم يعد مسرحاً للجرائم فقط فى ظل الجهل بالقوانين التجريمية التي تجرم الأفعال الإجرامية التي تُرتكب يومياً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بل أصبح أيضاً هذا العالم الافتراضي يحكم على سلوكيات الأفراد والتكيف القانوني لها فى ظل حالة اللاوعي بالقانون، وتعدى ذلك إلى قيام هذا العالم الافتراضي إلى محاكمة الأحكام التي تصدر فى بعض القضايا دون مراعاة أن هناك نصوص حاكمة فى مقام قانون العقوبات بقسمية العام والخاص وأيضاً قانون الإجراءات الجنائية الذي تحكمة الشرعية الإجرائية وهي إحدى صور الشرعية الجنائية بوجه عام.
وإذا كان ما سبق وهو قيام العالم الافتراضي بالحكم بالجهل بالقانون فهو أمر خطير ويشكل إنحرافاً عن ثوابت وقيم ومبادئ المجتمع المصري، من هنا أصبح ضرورياً الوعي بالقانون، فكلما شاعت المعرفة بالقانون وفُهمت غايته، كلما كان القانون أقدر على إحداث التغيير السلوكي وتقبل أحكامه دون التعرض لها سلباً أو إيجاباً.
وفى النهاية »يجب التأكيد على أن القانون لا يقيم العدل بمفرده، ولكن ما يصنع العدل هو الإنسان بضميره الحي وسلوكه القويم، فالقانون ينصرف فقط إلى الجانب المادي فى السلوك الإنساني، ولا يهتم ببناء الذات الإنسانية والضميريه لتقاوم الجريمة «.
كاتب المقال المستشار أسامة الصعيدي