الكاتب الصحفى صبرى حافظ يكتب.. واقعية فيريرا.. ومبررات سواريش
لم يكتف البرتغالي ريكاردو سواريش بخسارتين متتاليتين مؤلمتين أمام بيراميدز والأهلي، وإنما حاول التبرير متهمًا ضغط المباريات والإرهاق الذي ظهر على اللاعبين فجأة رغم أن الفريق ظهر قبل مباراة بيراميدز بساعات قليلة مكتسحًا فيوتشر "بطل كأس الرابطة "برباعية مع الرأفة ونصب فيها " الأحمر" السيرك وصال وجال كل اللاعبين!
سواريش وقتها لم يُشر لا من قريب أو بعيد إلى الإرهاق وضغط المباريات وكان منتشيا بالرباعية ويشعر أن بطولتي الدوري والكأس في متناول يده، وأنسته هذه النشوة الأداء العقيم والرتابة والأخطاء الفنية والتكتيكية في مباراة الجونة، باستاد خالد بشارة والتي تكررت في مباراة الأهلي في الكأس خاصة في الشوط الأول وأيضا في لقاء الجونة" الأخير" رغم الفوز الصعب.!
المدرب الذي يٌصدر أزماته ومشاكله مبكرًا ويضعها في مقدمة أي مشهد يفقد الثقة في نفسه ولاعبيه يفقدون الثقة فيه أيضًا، لأنه باحث عن مبررات وغير قادر على وضع الحلول، سواريش لديه صورة كاملة عن الدوري قبل توليه المسؤولية الفنية من خلال قراءة المسابقة والفريق الذي سيتولى تدريبه والمعلومات التي جمعها قبل أن تطأ قدماه مطار القاهرة.!
والإرهاق وضغط المباريات" شماعة" يعلق عليها كل مدرب" خاسر" الخسارة والتراجع، رغم أن الإرهاق وضغط المباريات على كل الفرق، صحيح قد يكون هناك بعض اللاعبين نال منهم الإرهاق والتشبع في الأهلي، والمدرب بحنكته وخبرته قادر على امتصاص صدماتها بتدوير اللاعبين والبحث عن بديل ،خاصة أن دكة الأهلي لايقل فيها البديل عن الأساسي في كل الخطوط، وحالة الهلع تحد من سياسة الدفع بعناصر شابة قادرة على العطاء والتي تمنح الأساسيين الدوليين الراحة المطلوبة.
على العكس تماما مواطنه جوسفالدو فيريرا، الذي كان واقعيا في مواجهة الأزمات أولاً بأول وعدم الشكوى، رغم معاناته مع بداية توليه المسؤولية ولكنه منح لاعبيه الثقة "كبار وناشئين"، وبعض المباريات لم يجد بدلاء بنفس درجة الأساسيين من حيث الخبرة والمهارة، وأحيانا كان يدفع ببعض اللاعبين في مراكز جديدة بسبب ظروف قاهرة وتوظيف آخرين في غير مراكزهم ، وأحيانا كان يلعب مضطرًا من دون رأس حربة صريح اعتمادًا على لاعبي الوسط المهاجمين والقادمين من الخلف.!
بجانب واقعيته في مواجهة الخصوم والدفع بلاعبين يملكون الرؤية والجرأة والعطاء بلا حدود مع تغييراته الجريئة في الوقت والمكان المناسبين بشكل يحسد عليه.
فيريرا صنع مايشبه المعجزة مع الزمالك ليس لفوزه على المنافس التقليدي واقتناص كأس غالية في ظروف حالكة، فكل الشواهد كانت تؤكد أن الكأس ستظل في الجزيرة ،وأغلب جماهير الزمالك في بداية الموسم كانت تُمنى النفس بتواجد فريقها في " المربع الذهبي" وتعتبره إنجازًا، فالصورة "سودوية"لحرمان الفريق من تدعيم صفوفه " فترتين انتقاليتين" ونال اليأس من الغالبية..!
فيريرا خلق حالة جديدة مع القلعة البيضاء وهي روح التحدي وعدم الاستسلام، ولم يكن فوزه بثنائية الدوري والكأس 2015 صدفة.. فيريرا" الساحر المخضرم.. حول الصعب إلى سهل، والحلم إلى واقع..والسقوط إلى نجاح..!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبري حافظ مدير تحرير جريدة الوفد