الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. قارب” فيريرا” المتهالك.!
كان من الصعب التكهن بالفريق الفائز في مباراة الزمالك وبيراميدز لوجود قواسم مشتركة ودوافع تضع أمام أي مُحلل صعوبة في ترجيح كفة على أخرى، خاصة مع فريق طامح للفوز ببطولة لأول مرة في تاريخه ويملك أوراقاً ومفاتيح لعب صعب تحجيم دورها.
وبعيدًا عن أسباب عدة حسمت المواجهة لصالح الزمالك ، فعاملان رئيسيان ساهما في إنجاز مهمة " الأبيض"، الأول الروح القتالية التي" غرسها" البرتغالي فيريرا في اللاعبين منذ فترة، وعنصر المفاجأة والضغط على المنافس مبكراً لإرباكه وفرض أسلوب لعب، وغالبًا من يملك المبادرة و" الضربة الأولى" تُفتح أمامه الفتوحات مثل المعارك الحربية، وكرة القدم لاتختلف كثيرًا عنها فهي خطط ومناورات وروح وخدع ومفاجآت ، فجاء مشوار عاشور بعزيمة الرجال ليحصل على ثمرة الجهد" ركلة جزاء وهدف" روح لو وجدت في فريق مع نصف فنيات سيكتب له الفوز،هي سنة الحياة عامة والمواجهات الرياضية خاصة.
والنجاح، أي نجاح يحتاج لتوفيق، فلايخلو عمل من أخطاء ويأتي التوفيق في الوقت والزمان المناسبين لينقذ المجتهد والأفضل والأحق، و"الحظ" لايأتي إلا لمن يستحقه ، ولم يكن غريبًا أن تصطدم كرة التونسي فخر الدين بن يوسف في القائم ،ورد فعل موفق من عواد لكرة فخري لاكاي في" السكس ياردة".!
وجاء الهدف الثاني بمثابة الرعب ويُضعف بقوة الروح والرغبة لبيراميدز ، وزاد من الإحباط أسلوب الزمالك والضغط في كل أنحاء الملعب- خاصة أمام وخلف دائرة السنتر- والذي يصعب مهمة المنافس ويرهقه ذهنيًا وفنياً وبدنيًا، ويزيد من المأساة تأخره وبهدفين فيصبح مثل الفريسة التي ترى الموت بأم عينيها قبل أن تصل لمحطته.!
معجزة فيريرا تُعزز قيمة ودورالمدرب" العبقري" وفرق كبير بين مدرب مجتهد وآخر عبقري.. والعبقرية تعني مواجهة التحديات بجسارة وتخطى صعاب متتالية، وتفوق مدرب متوفر بين يديه أوراق نجاح مُغاير عن آخر ينحت في الصخر ويخلق من لاشئ شيئًا ثمينًا ، مدرب يرفض الاستسلام حيث يمنحه مسؤولو النادي الضوء الأخضر" في بداية تعثره بأن هذا الموسم" للتجريب" وتكوين فريق قادر على حصد البطولات، فيكون رده وهو بـسفينته أو"قاربه المتهالك" يواجه أعتى الأمواج "ليس فيريرا من يفعل ذلك عندما قبلت بالمسؤولية أملك أدوات المنافسة على أي بطولة فلم أتِ للنزهة هذا الموسم".!
نوعية فيريرا تختلف عن مدربين محليين وأجانب" قاموسهم المحفوظ" هذا الموسم استكشافي "موسم بطوله وعرضه" لبناء فريق ،والموسم المقبل ننافس على المربع الذهبي، والثالث للصراع مع الكبار، ويأتي الموسم الثاني والثالث والفريق محلك سر.!
فيريرا توفرت له عناصر النجاح ،فحقق حتى الآن- جزءً من طموحه الذي يواصل السير فيه- من إدارة وفرت له الإمكانيات ولم تتدخل في اختصاصاته ، ومشرف على الفريق يعرف مهام عمله، ولاعبين" فدائيين" على قدر التحدي والرغبة في النجاح وجمهور لايكل ولا يمل" عطشان بطولات مهما كانت التضحيات.
والفرق كبير، بين مدربين تتوفر لهم كل الفرص ويفشلون ، وآخرين يملكون الموهبة والعبقرية من قراءة اللاعب والملعب والكاريزما وأشياء أخرى، وهي سمات يتميز بها العباقرة فقط.!
كاتب المقال الكاتب الصحفي صبري حافظ