معركة الصالحية.. قوات نابليون تعانى أمام مقاومة الفلاحين الباسلة
تمر اليوم الذكرى الـ224 على وقوع معركة الصالحية، التى وقعت فى 11 أغسطس 1798 بين قوات الحملة الفرنسية وقوات المماليك فى منطقة الصالحية، بعد أن تمكنوا من دخول القاهرة قادمين من الشمال بعد سلسلة معارك بدأت بمعركة الإسكندرية التى قاد المقاومة فيها حاكم المدينة محمد كريم ثم معركة إمبابة، ومعركة الأهرام قرروا الاتجاه شرقا لمطاردة المماليك الذين أخذوا طريقهم فى اتجاه الشام عبر سيناء قبل أن يعيدوا تجميع صفوفهم أيضا لتمهيد الطريق أمام غزو الشام، وفقاً لخطة نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية التي قامت على أساس احتلال مصر والشام.
تحركت قوات نابليون في البداية تجاه شرق مصر، وسيطروا على مدينة بلبيس بالشرقية، لكنهم لاقوا المماليك هناك وكانوا قد استجمعوا بعض قواهم وواجهوا جيش نابليون في الصالحية، ودارت بينهم معركة طاحنة، بالإضافة لمعاونة الفلاحين الشراقوة، الذين دافعوا عن بلادهم ببسالة، فأخذوا يشنون الهجمات على معسكرات الفرنسيين من كل جانب.
ويقول الدكتور أيمن فؤاد أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية إن الحملة الفرنسية على مصر لم تلق مقاومة كبيرة أو قوية على خط الوجه البحرى من مصر لكنها واجهت مقاومة قوية فى الجنوب فى صعيد مصر حيث هناك جبال ومنطق القبائل الذى يجعل صفوف المقاومة متماسكة فضلا عن الإمدادات التى يتلقونها من الجزيرة العربية فضلا عن دعوة السلطان العثمانى لشعب مصر لمواجهة "الفرنجة الكفرة" وكان المماليك يواجهون الحملة الفرنسية على مصر ليس بدافع الحب لمصر وإنما كصراع على حكمها وقد ظن المقاومون فى الوجه البحرى أنهم سيلاقون جيشا مسلحا بالسيوف مثلهم لكنهم فوجئوا بأسلحة حديثة آنذاك كالبنادق والمدافع وكان مراد بك وإبراهيم بك قائدى المماليك حين سمعا بقدوم الحملة فقالا سنطأهم تحت سنابك خيولنا وفى الجبرتى عبارة يقول فيها فلما رأوا "القنبرة" أى المدافع صار الناس يقولون ياخفى الألطاف نجنا مما نخاف.