الكاتب الصحفى مجدى سبلة يكتب.. أبو سفين وغياب الصيانة الدورية
زمان كلفنى المرحوم الاستاذ مكرم محمد احمد رئيس تحريرى بعمل تحقيق صحفي عن غياب الصيانة فى المنشأت الكبرى والصغرى ومنها المساجد والكنائس ..وحذر التحقيق وقتها من كوارث قد تحدث بسبب غياب الصيانة الدورية ونشر الموضوع على غلاف مجلة المصور سنة ١٩٩١.. وعزائي فيما حدث في كنيسة ابو سيفين بالمنيرة الغربية في الجيزه صباح اليوم كان بسبب غياب الصيانة على أجهزة التكيف والوصلات الكهربائية للكنيسة والمولد الكهربائي البديل لوصلات البلدية للمبنى ...الفكرة التى استوحتنى قبل العزاء وابداء حالة الحزن على وفاة أشقائنا الأقباط هو سبب اندلاع الحريق الذى أودى بحياة ٤٠ من اخواتنا أثناء قداسهم بالكنيسة وحسبما أكدت التقارير الأولية أن الأسباب هي غياب الصيانة للوصلات الكهربية لمبنى الكنيسة وتغيرها من المصدر المغذى للكنيسة إلى المولد الاحتياطى المعد لها مما أدى إلى اندلاع حريق في أحد أجهزة التكيف بالمبنى والتهام النيران بها وحدث ما حدث من اختناق ..وهنا تستحضرنى فكرة الصيانة الدورية لأى منشأة حكومية أو مؤسسة عامه أو خاصة دينية أو غير دينية ..وللأسف تعد الميزانيات لهذه المنشآت و تصرف دون عمل حسابات بها للصرف على بند الصيانة مما يتسبب في كوارث ويمر عام بعد عام وتتراكم المرافق المغذية للمبنى دون أى صيانة أو حتى لمجرد الكشف على كفاءتها ..والنتيجه هي عدم كفاءة المبنى أو تعرضه للحريق أو طفح للمرافق أو غياب الترميم أو التنكيس وهذا حال منشآت كثيرة ومؤسسات كثيرة في الدولة ..وممكن أن نفاجئ بحادث مماثل في مدرسة أو مؤسسة تعليمية ويكون حصاد الموتى أكثر وأعظم ..ومن هنا اقترح على وزير المالية أن يعمل حسابات الميزانيات على بند واضح الصيانة الدورية المنشآت الحكومية وان يكلف الدفاع المدني بالمرور على المنشآت الخاصة لعمل حسابات وتأمين السلامه والامان للمبنى أو المصنع أو الشركة وتكون هناك شركات متخصصة في الصيانه في شتى التخصصات ولو كلف الأمر رئيس الحكومة إصدار قرارات ملزمة لهذا الخصوص حتى لا تكرر حادثة كنيسة ابو سيفين في المنيرة لاقدر الله..الفارق بين اعلام وإعلام هو الإعلام الذى ينبه على قضايا وطنية ويرشد متخذى القرار التنفيذى لعمل حسابات الكوارث ايا كان نوعها ..