في أمريكا...هناك من يحققون مصالحهم الشخصية عن طريق السياسة
كتب القاضي الشهير السابق بالمحكمة العليا الأمريكية فيلكس فرانكفورتر أن " الحكم في حد ذاته فن.. وهو واحد من أبرع الفنون. فهو ليس تجارة، أو تكنولوجيا، أو علم تطبيقي. إنه فن جعل الناس يعيشون معًا في سلام في ظل قدر معقول من السعادة".
ويقول الباحث الأمريكي لورانس كاديش عضو مجلس إدارة معهد جيتستون الأمريكي إنه يتعين بطبيعة الحال أن يكون أي قائد قادر على تحقيق الأمرين معا- أي" جعل الناس يعيشون معا في سلام في ظل قدر معقول من السعادة"- ولكن فرانكفورتر تساءل قائلا" ما هو الحال إذا كان هناك قادة أو من حولهم هم " الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الذاتية عن طريق السياسة؟".
وتساءل كاديش في تقرير نشره معهد جيتستون عما إذا كانت هناك جماعات ضغط ومستشارون وجهات فاعلة قوية ومتربحون يحاولون الالتفاف حول قوانين الانتخابات الأمريكية والدستور الأمريكي. فما زالت جماعات" المال الأسود" المجهولة تحاول " تشكيل" الانتخابات الأمريكية دون الإفصاح عن مصدر الأموال.
ووفقا لوكالة بلومبرج للأنباء فقد" ساعد: المال الأسود" في تمهيد الطريق لحملة بايدن" – بحوالي 145 مليون دولار.
وتتعاون شركات التكنولوجيا الكبرى مع الحكومة جزئيا لأنها قد توافق على بعض مواقفها ، من ناحية بتقديم التبرعات لممثلين منتخبين، ومن ناحية أخرى بسبب الخوف من إمكانية حرمانها من الامتيازات. وهي تشمل العمل كآلية لنقل رسائل الحكومة، والحماية من القضايا، والقدرة على مواصلة حظر المعلومات التي لا يريد المرشحون المفضلون لمناصب يتم الحصول عليها عن طريق الانتخاب أن يراها الآخرون.
ويشير كاديش إلى أنه يبدو أن سجل مسار الرئيس وهو صاحب أعلى منصب في البلاد كان مفتوحًا لسياسات مكافأة المانحين من خلال تعزيز السياسات التجارية التي تخدم المانحين لحملة بايدن عام 2020 ولأسرته، على سبيل المثال الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية والألواح الشمسية، التي يصنع معظمها في الصين.
وقال كاديش إن الرئيس جو بايدن لم يفعل شيئا لوقف" الكارتلات الصينية" عن تهريب المخدرات المميتة، بما في ذلك الفينتانيل إلى الولايات المتحدة من المكسيك . كما أنه يقلص احتياطي النفط الاستراتيجي الأمريكي بمقدار مليون برميل يوميًا من خلال بيع النفط الأمريكي" من احتياطي الطوارىء إلى شركة غاز صينية عملاقة".
ووفقا لموقع ذا فيدراليست أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية في إبريل الماضي " بيع 950 ألف برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي لشركة يونبيك، الذراع التجارية لمؤسسة البتروكيماويات الصينية، المملوكة بالكامل للحكومة".
وذكر كاديش أن بايدن وعد أيضًا بإنهاء " الوقود الأحفوري" وهو ما سيؤدي إذا تم، إلى حرمان السيارات غير الكهربائية، والشاحنات والطائرات من الوقود اللازم لها. وأوضح كاديش أنه يتعين على الولايات المتحدة زيادة احتياطي الطوارىء وليس إنقاصه. فهذا الاحتياطي مطلوب للطوارىء الطبيعية وليس للطوارىء السياسية.
وفي ما يبدو أنه إرضاء للصين حرص بايدن على القول إنه " لا يشعر بالقلق إزاء أي عدوان صيني على تايوان" على الرغم من قيام الصين بمناورات عسكرية كبيرة بالقرب من تايوان، والتي أدت إلى قلق وزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس. وعلى الرغم من أن الصين أعلنت أن مضيق تايوان الدولي يخص الصين، يبدو أن إدارة بايدن ترفض النظر للتهديدات الصينية بجدية، وتقدم رسائل متضاربة، كما أنها لا تزود تايوان بالردع الكافي. ويبدو على هذا النحو أنها تكرر رفض بايدن النظر بجدية إلى تهديدات بوتين قبل غزوه لأوكرانيا. وهذا الغياب للردع ستعتبره الصين دعوة إلى الهجوم، كما حدث بالنسبة لروسيا.
وأضاف كاديش أن البيت الأبيض " رفض قول" ما إذا كان بايدن خلال حديثه الهاتفي الذي استغرق ساعتين مع الرئيس الصيني تشي قد" تطرق إلى أصل انتشار فيروس كورونا"، الذي تردد أنه أسفر عن وفاة أكثر من مليون شخص في الولايات المتحدة وأكثر من ستة ملايين في أنحاء العالم.