العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا و الدروس المستفادة منها ضمن مناهج الدفاع الأمريكية
أدرج "مركز الإبداع السيبراني" التابع للجيش الأمريكي، الهجوم الروسي على أوكرانيا ضمن دروسه ومناهجه التي يتعلمها الطلبة العسكريون الدارسون فيه، مركزاً بصفة خاصة على العبر المستفادة في مجالات الطيف الكهرومغناطيسي .
وقال قائد المركز، الجنرال بول سانتون، في لقاء مائدة مستديرة مع الصحفيين، عقده على هامش مؤتمر "تك نت أوغوستا" المنعقد حاليا فى ديترويت بالولايات المتحدة ، إن الدارسين استفادوا كثيراً من متابعة مجريات النزاع الجاري حالياً في أوكرانيا ودروسه وعبره ولاسيما في مجالات فنون الحرب الإلكترونية، ومراقبة الانبعاثات، وأنماط أثر الجنود على أرض المعركة وكيف تبدو من خلال تتبع الطيف الكهرومغناطيسي.
وأفادت مجلة "بريكينج ديفينس" الأميركية أن الجنرال سانتون لفت في كلمته على هامش المؤتمر، الذي يعقد برعاية منظمة AFCEA، الدولية الاحترافية غير الربحية، إلى "أننا نتابع قدرات كل من الروس والاوكرانيين في مسعاهم للعثور على بعضهم بعض في جبهات القتال باستخدام آليات الفيض الكهرومغناطيسي EMS، عبر استخدام فنون الحرب الإلكترونية"، مؤكداً "أننا ندرس ذلك بعناية فائقة للتيقن من عنصرين؛ أولهما، معرفة كيفية العثور على الأعداء، والآخر، معرفة كيف يمكن إخفاء أثرنا حين نكون راغبين في ذلك."
جاءت تعليقات الجنرال ستانتون في أعقاب تصريحات عن المسألة نفسها أدلى بها قادة عسكريون أميركيون آخرون، ففي مايو الماضي، قال الجنرال روب كولينز، الذي كان يتولى آنذاك مسؤول القيادة التنفيذية، والرقابة والاتصالات التكتيكية في الجيش الأميركي، إن الغزو (الروسي لأوكرانيا)، ساهم في إعادة السلاح مجدداً "إلى أساسيات اعتراض ورصد البث والاتصالات وسبل تأمينها."
وأشار إلى أنه "كما أنه أثناء وجود تهديد وشيك ولاهث، فإنك تكون بحاجة إلى التفكير في الأشياء مثل طبيعة البيئة المنافسة والحاضنة لك."
ويعاود الجنرال ستاتون في مؤتمر منظمة AFCEA، المعنية بربط الشعوب والأفكار والحلول عالمياً في مجالات الأمن والعلوم والتقنية والرياضيات، الحديث مع الصحفيين مؤكداً أن "مركز الإبداع السيبراني" حقق تقدماً مهماً على مدار العام الماضي في تدريب برنامجه حول "الهجوم الموجه" لعناصر قوات المهام السيبرانية.
وبين أن المركز يعمل في الوقت الراهن على إعداد مسار تدريبي رائد بالتعاون مع القيادة السيبرانية للولايات المتحدة وبقية فروع أسلحة الجيش الأميركي، بما يتيح للجنود وعناصر الخدمة المشتركة الحصول على جرعة تدريبية كاملة، حتى يعودوا إلى وحداتهم "على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهامهم."
وأضاف الجنرال ستاتون أنه لاحظ العام الماضي أن الخريجين الذين كانوا سينضمون إلى فرق تنفيذ المهام السيبرانية لم يكونوا مهيأين لأداء مهامهم بالشكل الصحيح بمجرد خروجهم من المركز، وقد أبدى عزمه على تغيير ذلك الوضع.
وتابع إن هناك حالياً مسارات تدريبية رائدة "يجري تدريسها في تكساس وجورجيا، وواشنطن دي سي، وإف تي ميد، ويتلقاها جنود الهجوم الموجه، وعناصر الجيش، ونعمل على أن يصبحوا مؤهلين ومدربين بشكل كامل."، مؤكداً أنها "تتطلب قليلاً من التغيير في المناهج، وتغيراً في المبحث، وتغيراُ في تقييم الاستراتيجية. لكننا نحرز تقدماً ونلبي احتياجات الأجل الطويل في المستقبل."
وأكد ستاتون أن الجيش أمامه ما بين ستة أشهر إلى عام ليصبح لديه مسار تدريبي رائد وعملي متخصص في مجالات الأمن السيبراني في ضوء العبر والدروس المستفادة من الحرب الجارية على الأراضي الأوكرانية في الوقت الحالي .