مفوضية اللاجئين: نحرص على توسيع نطاق الدعم لباكستان بسبب الفيضانات
أفادت مديرة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ إندريكا راتواتى، اليوم الثلاثاء، بأن المفوضية السامية تحرص على توسيع نطاق الدعم فى باكستان، حيث أثرت الأمطار الموسمية والفيضانات الغزيرة على أكثر من 33 مليون شخص، مما تسبب فى دمار وأضرار واسعة النطاق وأكثر من 1200 حالة وفاة.
وقالت راتواتي - فى مؤتمر الصحفي اليوم في قصر الأمم فى جنيف - "قامت المفوضية منذ أمس بعملية نقل جوي ضخمة من دبي تهدف إلى التركيز على المناطق الأكثر تضرراً في مقاطعة السند الجنوبية، حيث تعتبر لاركانا وسكور أكثر المدن تأثراً في البلاد ويحتاجون إلى الإمدادات الأساسية المختلفة".
وأضافت وصلت أول ثلاث رحلات من أصل تسع رحلات مقررة أمس الاثنين إلى باكستان، ومن المقرر أيضًا إرسال ست رحلات إضافية من دبي يومي الأربعاء والخميس المقبلين كما أن شاحنات المفوضية التي تحمل خياما لحوالي 11 ألف عائلة على الطريق من أوزبكستان، ومن المنتظر أن يتم تنظيم المزيد من القوافل. وكجزء من جهود منظومة الأمم المتحدة، تدعم المفوضية الاستجابة التي تقودها الحكومة، وتقدم المساعدة إلى المناطق الأكثر تضرراً بالفيضانات لما يقرب من 50 ألف أسرة .
وتابعت راتواتي: يواجه الناس العديد من التحديات في التجمعات غير الرسمية، التي تقام على جوانب الطرق هربًا من مياه الفيضانات المحيطة دون وجود موارد لديهم خاصة أن معظمهم يرغب في البقاء بالقرب من منازلهم على أمل العودة قريبًا. وتحتاج السلطات إلى مزيد من الدعم لتوفير المأوى وإمدادات الإغاثة والخبرة الفنية وتساعد المفوضية وشركاؤها السلطات في إجراء تقييمات سريعة للاحتياجات الإنسانية.
وبيّنت أن المنظمة "تخشى أن يتدهور الوضع خاصة أن أحدث توقعات لدائرة الأرصاد الجوية الباكستانية تتنبأ بمزيد من الأمطار في الشهر المقبل، ما يؤدي ذلك إلى زيادة التحديات التي يواجهها الناجون من الفيضانات، وقد يؤدي إلى تفاقم الظروف لما يقرب من نصف مليون نازح ما يجبر المزيد على هجر منازلهم."
وأشارت راتواتي إلى أن المنظمة "ترسل جميع مخزوناتنا الإنسانية الموجودة في البلاد للمجتمعات الباكستانية واللاجئين، ولا سيما في السند وبلوشستان وخيبر باختونكوا، وهي بعض المقاطعات الأكثر تضررًا حيث يعيش أكثر من 420 ألف لاجئ أفغاني جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المضيفة".
وأوضحت أن "باكستان تستضيف ملايين اللاجئين الأفغان لأكثر من أربعة عقود، مع وجود حوالي 1.3 مليون مسجل في البلاد حاليًا حيث تتضامن المفوضية مع الدولة وشعبها كما فعلت خلال زلزال 2005 المدمر وفيضانات 2010، ومع ذلك، فإن حجم الدمار يتطلب دعما دوليا عاجلا، ويجب أن يشارك المجتمع الدولي في الحد من تأثير أزمة المناخ العالمية على بلدان مثل باكستان وستكون هناك حاجة إلى المزيد لمساعدة باكستان في التغلب على هذه الكارثة وإعادة البناء عندما تنحسر المياه".
ولفتت راتواتي إلى أن المفوضية تبدي قلقها أيضا من الحالة في أفغانستان المجاورة حيث تعرضت عدة مقاطعات في المناطق الشرقية والوسطى والجنوبية والغربية لأمطار غزيرة ويأتي ذلك في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب مقاطعتي باكتيكا وخوست في جنوب شرق البلاد في يونيو الماضي. واستجابة للكارثتين، تدعم المفوضية المجتمعات المتضررة بالمساعدات الطارئة، ومن المقرر إجراء المزيد في الأسابيع المقبلة، على الرغم من أن الوصول لا يزال يمثل تحديا في المناطق التي ضربتها الأمطار.
وقالت مديرة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ إن الوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد لا يزال صعبا للغاية، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء القاسي عندما يحتاج أكثر من 24 مليون شخص أي أكثر من نصف السكان إلى المساعدة كما لا يزال حوالي 3.4 مليون شخص من النازحين، ويعيش معظمهم في ظروف صعبة ومؤقتة. ومع ذلك، فقد ارتفعت عودة النازحين داخليًا مع تحسن الوضع الأمني في أجزاء كثيرة من البلاد فمنذ منتصف العام الماضي، عاد أكثر من مليون أفغاني نازح داخليا إلى ديارهم، ولهذا يجب أن يستمر دعم الاستجابة الإنسانية لتجنب المزيد من البؤس.