المخرج عمرو سلامة يستعيد محطات حبه للسينما مع جمهوره
استعاد المخرج عمرو سلامة ذكريات حبه للسينما وعالم الفن السابع ، وذلك في منشور شاركه مع جمهوره عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وكتب سلامة في منشوره ما يلي:
"صيف عام 2000
شاب عنده 18 سنة يكتشف ولعه بالسينما.
يشاهد في السينما فيلم (Fight Club) يخرج غير مستوعبا بعد كل ما شاهده، يظنه عمل عبقريا بحق، تتسارع أفكاره ليهضم ما رآه ويقيمه، يقطع أفكاره صوت شخص من الجمهور خارجا بجانبه من دور العرض قائلا: "يا عم مش كنا دخلنا فيلم بونو بونو".
في نفس العام يشاهد فيلم (Matrix) منبهرا بطرق تصوير جديدة، مشاهد حركة مبتكرة، أفكار فلسفية يحاول أن يطرحها الفيلم، هنا مشهد غريب لبطل الفيلم يذهب لعرافة ترى المستقبل، تطلب منه أن يفتح فمه، يحاول فهم المشهد لكن يقاطعه صوت مشاهد آخر متململ من الفيلم وهو يلقي إفيه: "معلش يا ابني عندك ماتريكس"
يتساءل الشاب، هل أنا الحالة الشاذة لماذا تختلف الأذواق بهذا التباين بينه وبين الجالسين من حوله؟
خريف عام 2004
يقرر هذا الشاب المولع بالسينما أن يدخل لأول مرة فيلم في مهرجان، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كان يظن أن القاعة كانت ستكون خالية، لكن لأن الفيلم للكبار فقط كان هذا سببا كافيا لتكون مكتظة، هناك مشهد واحد فقط به شخص عار، مما سبب إحباط للجمهور الذي كان متعطش للمزيد. يخرج من القاعة ليسأله شاب ثلاثيني منتظر في الخارج السؤال المبتذل:
- كابتن، انت كنت في الفيلم الايطالي؟
= أه
- طب وايه النظام؟
= فيلم حلو
- طب وايه النظام؟
= مش فاهم
- احنا شباب زي بعضينا، الفيلم قصة ولا مناظر.
= لا قصة
- أومال قولت حلو ليه؟
= علشان القصة حلوة.
- وانت داخل علشان القصة؟ طب ما تجيب قصة وتقراها في بيتكم؟
شتاء ٢٠٠٨
هذا الشاب أصبح مخرجاً، يحضر أول عرض لفيلمه الأول في القاعة وسط الجمهور، الجمهور لا يعلم ان المخرج جالس حولهم، هناك مشهد به احد الأبطال يقترح على حبيبته: "ماتيجي نبطل مخدرات" يسمع المخرج السب واللعن للمخرج ووالدته من شباب لم يأتوا يوم العيد ليشاهدوا أحدهم يقترح هذا الاقتراح السخيف، يحزن المخرج ويرجع بيته مكسور الخاطر، لماذا تم سب والدته بسبب مشهد كتبه.
مرت أربع عشر سنوات، مازال المخرج يحاول أن يفهم الجمهور، بدون تعالي أو فوقية، مجبرا على إحترامه ويريد أن يرضيه لأن من أجله يعمل وهو مصدر الرزق، يصيب أحيانًا ويرى الجمهور في القاعة يصفق وقد يخفق أحيانًا ويرى نفس الجمهور يخرج غاضبا من منتصف الفيلم، حيث إن هذا الجمهور متغير ومتنوع وذوقه لغز لا متوقع ولا مفهوم.
وتعلم أهم درس، أن يجتهد ويسد أذنه لمن يتكلم بثقة بحته عن ذوق الجمهور ويدعي أن يعلم طرق مختصرة لإرضائه".