عادات متوارثة وطقوس دينية تميز الاحتفال بذكرى المولد النبوي بالجزائر
بطقوس روحانية ودينية وعادات متوارثة منذ مئات السنين، تحتفي الجزائر، اليوم السبت، على غرار كافة الشعوب الإسلامية، بذكرى المولد النبوي الشريف، بطقوس وعادات مبهجة تشمل جميع ربوعها.
ويبدأ الاحتفال بمولد خير الأنام عشية أمس، وتحديدا عقب صلاة العشاء، حيث يتم تبادل التهاني بهذه المناسبة بترديد عبارة "صحة مولودك"، وتتولى المساجد إقامة العديد من الدروس الدينية التوعوية عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيما تقوم بعض المساجد الشهيرة بإطلاق المدائح وحلقات الذكر المتنوعة.
وتمتلئ ساحات الشوارع والميادين بأصوات الألعاب النارية بصورة ملحوظة، حيث يرتبط الاحتفال بهذه المناسبة الشريفة بكثرة إطلاق الألعاب النارية وسط تحذيرات من الأجهزة الأمنية والطبية بخطورة مثل هذه الألعاب.
ويفسر بعض المؤرخين عادة كثرة استخدام الألعاب النارية بأنها كانت تستخدم كأداة من قبل الأهالي أيام حرب الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي لتنبيه الثوار وأفراد جيش التحرير بقدوم قوات الاحتلال الفرنسي.
وفي المنازل، تنبعث روائح البخور إيذانا ببدء الاحتفال بهذه المناسبة الدينية المقدسة، حيث لا يكاد يخلو منزل جزائري من الشموع، ويتم إشعالها مع ترديد أناشيد "طلع البدر علينا"، وهي بمثابة عادة إلزامية لا يمكن تجاوزها في برنامج الاحتفالات، وهي ترمز إلى إخراج الإسلام البشرية من الظلمات إلى النور.
ولا يمكن أن يمر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف دون الحديث عن الحلوى الجزائرية المخصصة لهذه المناسبة، حيث تعكف النساء على تحضير أطباق الحلوى التقليدية، وأهمها "الطمينة" أو "البسيسة"، وهي من أهم الحلويات التي تقدم في احتفالات مولد النبي"ص"، وتشمل مكوناتها القمح والعسل والزبدة والجوز واللوز.
ويتزين الأطفال بالحنة التي تعد أيضا من أهم طقوس الاحتفالات، مرددين كافة الأناشيد الخاصة بهذه المناسبة، فيما تتولى المدارس توزيع الكتيبات الخاصة بالسيرة النبوية وإلقاء الدروس الدينية لتعريف التلاميذ بمحطات حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
وبذلك، امتزج الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بعادات وتقاليد متوارثة وبطقوس دينية تعبر عن الفرحة بمولد خير البرية.